جدد بابا الفاتيكان، فرنسيس، اليوم السبت، دعوته إلى تعزيز الحوار مع المسلمين، معتبرا إياه "ضرورة ملحة". جاء ذلك خلال استقبال البابا وفداً من أساقفة الكاميرون في زيارة للفاتيكان، برئاسة رئيس مجلس أساقفة الكاميرون، المطران صامويل كليدا، بحسب إذاعة الفاتيكان. وقال البابا في كلمة للوفد الزائر إن "تعزيز الحوار مع المسلمين في إطار الثقة المتبادلة يشكل اليوم ضرورة ملحة من أجل الحفاظ على جو من التعايش السلمي واحتواء تنامي العنف الذي يذهب المسيحيون ضحيته في بعض المناطق الأفريقية (دون تحديدها)". وتمنى في كلمته أن "يقام تعاون وثيق ومثمر بين الكنيسة والدولة والمجتمع المدني في الكاميرون، وهذا ما تجلى مؤخرا من خلال التوقيع على اتفاق إطار بين الكرسي الرسولي (دولة الفاتيكان) وجمهورية الكاميرون، الذي آمل أن يحمل ثمارا وافرة". ودعا فرنسس الأساقفة الكاميرونيين إلى "العمل من أجل تطبيق هذا الاتفاق على أرض الواقع، لأن الاعتراف القانوني بالعديد من المؤسسات الكاثوليكية المتواجدة في البلد الأفريقي (الكاميرون) يعود بالفائدة لا على الكنيسة وحسب، وإنما على المجتمع الكاميروني بأسره". ويتألف الاتفاق الإطاري المبرم بين الكرسي الرسولي وجمهورية الكاميرون يوم 13 يناير/ كانون الثاني الماضي، من 9 مواد، وهو يحكم العلاقات بين الكنيسة والكاميرون في سياق استقلال وذاتية كل منهما، حيث ينص على "الالتزام بالعمل معا من أجل الرفاهية الأخلاقية والروحية والمادية للإنسان وتعزيز الخير المشترك". وحيّا بابا الفاتيكان "الالتزام المهم الذي تتميز به الكنائس المحلية على صعيد العمل الاجتماعي، لاسيما في الحقل التربوي والصحي والخيري". ومضى قائلا إن "هذا العمل ينبغي أن يتم في إطار التعاون الخصب بين الدولة والكنيسة في ظل الاحترام التام بحرية الأخيرة". وفي أكثر من مناسبة، وجه خورخي ماريو بيرجوليو، المعروف بالبابا فرنسيس والمحسوب على تيار الجناح الإصلاحي في الكنيسة الكاثوليكية، الدعوة إلى تعزيز الحوار مع المسلمين أكثر من مرة. والبابا فرنسيس (78 عاما) والذي انتخب في 13 مارس2013، أرجنتيني الأصل، وهو البابا السادس والستون بعد المائتين في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، وهو أول بابا من خارج أوروبا منذ عهد البابا غريغوري الثالث الذي ولد في منطقة تابعة للإمبراطورية البيزنطية تقع اليوم في سوريا (731 - 741م).