أثارت التصريحات التي أدلي بها الدكتور سعد الجيوشي رئيس هيئة الطرق والكباري بأنه يوجد 400 كوبري علي مستوي الجمهورية معرض للانهيار في أي لحظة، وأنه يدرس إلغاء تنفيذ مشروعات الكباري الموجودة في خطة 2014/2015 لتحويل تمويلها لتنفيذ الصيانة العاجلة ل400 أخري. وزارة المالية من جانبها، اعتمدت علي الفور مبلغا يقدر بمليار جنيه لأعمال الصيانة العاجلة لتلك الكباري، بعد حالة الهلع والذعر التي انتابت الشارع المصري. في التقرير التالي نستعرض أسباب انهيار تلك الكباري، وأبرز الكباري المهددة بالانهيار، ونبحث عن روشتة الإنقاذ التي لابد من إتباعها خلال الفترة المقبلة للحفاظ علي الكباري من الانهيار. الكباري مهددة بالانهيار ولا يوجد صيانة في البداية يقول الدكتور مجدي صلاح، أستاذ هندسة الطرق بجامعة القاهرة، إن أغلبية الكباري الموجودة في مصر غير صالحة للسير عليها، وأن الحمولات الزائدة للشاحنات تؤدي لحدوث اهتزازات بالكباري، إضافة إلى أن الفواصل الموجودة بأي كوبري لا يتم اعتماد أموال لصيانتها، إذ أن الحكومات تتجاهلها تماماً رغم أهميتها لمنع حدوث أي عمليات هبوط قد تحدث في الكباري. يوضح "صلاح" أن إهمال وفساد المسئولين بهيئة الطرق والكباري خلال النظام السابق أدي لانهيار عدد من الكباري، أهمها انهيار كوبري الشيخ منصور بعزبة النخل، وسبقه أيضاً انهيار كوبري بركة السبع، وكذلك كوبري السيدة عائشة، بالإضافة إلي هبوط جزئي في كوبري أكتوبر. يؤكد "صلاح" أن حكومة المهندس إبراهيم محلب، منوطة بزيادة الميزانية المخصصة لأعمال الصيانة للكباري والطرق، خاصة وأن هذه الزيادة تزيد من كفاءة عمليات الصيانة، وأن يتم إجراء صيانة سنوية عليها، وذلك لأن عمليات الصيانة الحالية تتم كل 5 سنوات، وأيضاً لابد من تفعيل قانون المرور ووضع عقوبات رادعة علي الشاحنات التي تحمل أكثر من الحمولة المقررة لها. الحمولة الزائدة والفساد السبب في الانهيار الدكتور اسامة عقيل، أستاذ هندسة الطرق والمرور بجامعة عين شمس، قال إن زيادة حمولة الشاحنات السبب الرئيسي وراء احتمالية انهيار الكباري، وذلك لأن هناك طرق لا تتحمل أكثر من خمسة أطنان إلا أنها تحمل أكثر من 20 طن، وهو ما يجعل الكباري غير قادرة علي تحمل هذه الحمولات، ومن ثم تؤدي علي الفور لانهياره، موضحاً أن وجود الشاحنات علي الكباري لا تؤدي فقط لانهيار الكباري وإنما تزيد أيضاً من كوارث وحوادث الطرق. يوضح "عقيل" أن الحمولات الزائدة للشاحنات ليست فقط السبب الرئيسي في انهيار الكباري، فهناك أسباب أخرى أبرزها عدم إجراء صيانة سنوية للكباري،، موضحاً أنه لا يعرف السبب وراء الإهمال في إجراء صيانة دورية علي الكباري مع العلم أن هيئة الطرق والكباري تجني سنوياً ملايين الجنيهات من الإعلانات، ورغم ذلك تقصر في إجراء الصيانة. ويؤكد عقيل أن الدولة بجميع مؤسساتها إذا لم تضع موضوع صيانة الكباري علي أولوية اهتماماتها خلال المرحلة القادمة أمر ينذر بالمزيد من كوارث وحوادث الطرق، لافتاً إلي أن فساد المسئولين السابقين أدي لتفاقم الكوارث في الشارع المصري خلال هذه الأيام، وعلي الدولة أن تعاقب أي مسئول يخطئ أو يصدر أى قرار ليس في محلة، وهذا الأمر لن يتم بالإقالة فقط، وإنما بمعاقبته قانونياً. الدكتور أحمد الحكيم أستاذ هندسة الطرق والمرور بجامعة الأزهر، يؤكد هو الأخر إن غياب الصيانة علي الكباري السبب وراء انهيارها، خاصة وأنها تؤدي لتآكل المواد الخرسانية والحديد، ويوضح أن التقصير في الصيانة خلال السنوات الماضية يعد أمرا طبيعيا بسبب فساد المسئولين السابقين. هيئة لمراقبة صيانة الكباري وبسبب فساد عمليات الصيانة، يطالب "الحكيم" الحكومة بإنشاء هيئة تتلخص مهمتها في الأشراف ومراقبة جودة عمليات الصيانة للكباري والطرق الجسور، وتكون تلك الهيئة مستقلة تماماً عن وزارة النقل خاصة في ظل زيادة الأعباء الملقاة علي عاتق هذه الوزارة. يوضح "الحكيم" أن تصريحات رئيس هيئة الطرق والكباري باحتمالية انهيار هذا العدد الكبير من الكباري، يعكس مدي جديته في إنقاذ الكباري من الانهيار، موضحاً أن أبرز الكباري المهددة بالانهيار كوبري إيتاي البارود وكوبري بركة السبع وكوبري المرج به عدة شروخ، بجانب كوبري أكتوبر الذي يحتاج لصيانة دورية خاصة، فقد شهد خلال الفترات الماضية عدة انهيارات به. سوء التخطيط ومخالفة الشروط السبب المهندس إبراهيم بلال أستاذ الطرق والكباري يقول، إن سوء التخطيط وقلة الجودة أيضا احد الأسباب، إذ أن الحكومات السابقة لم تستخدم الخامات المحددة لإنشاء الكباري، وكانت تخالف ما نص عليه قانون إنشاء الكباري وصيانتها، الذي صدر عام 1996، وهذا الأمر أدي لزيادة احتمالية انهيار الكباري في مصر، وهو ما يحدث بالفعل في زيادة أعداد الكباري التي تنهار، ولعل آخرها انهيار كوبري الشيخ منصور بعزبة النخل. ومن اجل تقليل احتمالية انهيار الكباري في مصر لابد أولاً من وضع قوانين تقوم بمصادرة الشاحنة التي تحمل حمولة زائدة، بجانب اعتماد مبالغ مالية لأجراء عمليات الصيانة علي الكباري والطرق سنوياً، وليس كل خمسة أعوام، كما كان يحدث خلال السنوات الماضية، خاصة وان أى كوبري له عمر افتراضي.