دشنت "الجبهة الوسطية" أمس مشروعا لمواجهة أفكار التطرف والتكفير التي سادت في الفترة الأخيرة، بمشاركة الشباب، ويبدأ المشروع من مصر وينتقل بعدها للدول العربية والإسلامية وباقي دول العالم، ويعتمد المشروع على حماية الشباب من هذه الأفكار، وتوعيته بصحيح الإسلام وتفنيد الأفكار المتطرفة والرد عليها. وأعلن صبرة القاسمي منسق الجبهة، في مؤتمر حمل اسم "من أجل مصر"، أن المشروع سيعمل على التصدي للجماعات المتطرفة مثل تنظيم "داعش" والقاعدة وجبهة النصرة من خلال إنشاء مؤسسة إسلامية عالمية، يرأسها الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر. وأوضح أن تلك المؤسسة سيتشكل هيكلها وقياداتها من وزراء أوقاف الدول العربية والإسلامية والعالمية، لرسم الخطوط العامة للمنظمة، مشيرا إلى قيام الجبهة بتدشين "موقع الكتروني" لنشر الأبحاث التي تتخصص في الرد على فكر الجماعات المتطرفة، ونشر الإسلام الوسطي. وأشار إلى تبني الجبهة حملة لطرق الأبواب وتعريف الشعب بحقيقة الأفكار المتطرفة وسبل مواجهتها، مضيفا أن الباحثين الشباب يجرون دراسة كبرى لحصر جميع الفصائل الجهادية المتطرفة في العالم العربي وطرق تواصلها فيما بينها وطابعها الكوني. وعرض عدد من الباحثين في هذا الشأن دراساتهم، وأعلن "القاسمي" تقديم حوالي 135 كان أحدهم لهند القاسمي الطالبة بالصف الثاني الثانوي، وتناولت فيه الجماعات المتطرفة من حيث التنظيم والفكر والعقيدة وطرق معالجة هذه الأفكار. ومن جانبها، تمنت "الطالبة" نشر بحثها ليعلم الناس الأفكار التكفيرية وكيفية التصدى لها، قائلة: "لم أكن أتوقع أن تحصل الدراسة الخاصة بها على المركز الأول". فيما كان البحث الثاني لأحمد مختار أحد شباب الجبهة وقدم فيه إحصاء لكل العمليات الإرهابية التي وقعت في مصر منذ 30 يونيو حتى الذكرى الأولى لفض اعتصامي رابعة والنهضة. وكانت حصيلة تلك العمليات تلك العمليات حوالي 315 مواطن قتيل وإصابة 2817 آخرين، وقتل 165 فرد أمن من قوات الجيش والشرطة وإصابة 588، وتدمير حوالي 1065 منشأة منها خمس محطات لمترو الأنفاق. ومن جانب آخر قال عمرو عبد المنعم الباحث في الإسلام السياسي إنه بظهور تنظيم "داعش" انتهي عصر الإسلام السياسي التقليدي، وأن الطرح الذي قاله سيد قطب في كتابه "معالم في الطريق" بأن قتال الطاغوت العرب مقدم على الطاغوت الأجنبي، هو ما يفسر استبعاد هذه الجماعات للقتال ضد الصهاينة في فلسطين. وأوضح أن فكرة إدارة التوحش لدى جماعات "داعش" تقوم على "فكرة تفتيت الأنظمة والجيوش العربية حتى وإن كان بعمليات صغيرة الحجم والأثر، وهو ما اعتمد عليه تنظيم داعش في ضرب الجيش العراقي والسوري حتى تصعدت، وأعلنت قيام دولتها في العراق والشام". ياسر سعد القيادي الجهادي السابق أوضح أن التنظيم الخاص لجماعة الإخوان المسلمين هو أول تنظيم جهادي في العالم، وهو من يقوم بالعمليات التي يوافق عليها مكتب الإرشاد أو المرشد العام للجماعة، وهذا التنظيم خرج منه مجموعة سيد قطب ويذكر له عمليات قتل النقراشي وعمليات قتل سياسية أخرى. وأضاف أن مصر لم تكن تعرف عمليات القتل السياسي المرتبط بالدين إلا من خلال الإخوان، موضحا أن التنظيم الخاص قاتل في حرب فلسطين 1948 وكان تابعا للجيش المصري لكنه في الأساس كان ولاؤه لمؤسس الجماعة حسن البنا. وتابع ، "حاول صلاح سرية القيام بانقلاب عسكري في العراق وفشل وحكم عليه بالإعدام ثم هرب وجاء إلى مصر عام 1972 وكان يرى أن الشعوب العربية إسلامية لكن حكامها كفارا ويجب الانقلاب عليهم ثم تعرف على زينب الغزالي وعلى عبده إسماعيل وحسن الهضيبي والإخوان كانت تعلم بعملية الفنية العسكرية، وأنها تريد إحداث انقلاب". وأوضح أن "سرية" كان عضوا بجماعة الإخوان وأوصى أعضاء التنظيم في حالة قتله أو استبعاده أن تتواصل مع عبد الله عزام الذي كان في الأردن وقتها ثم عاد إلى مصر، مضيفا أن "عزام هو شيخ ومعلم أسامة بن لادن وتطور التنظيم من حسن البنا حتى القاعدة". وأشار إلى أن فكرة الخلافة وتطبيق الشريعة عند الإخوان هي أساس المشكلة بين الحكام والجماعات الإسلامية في مصر، وأن مؤسس الجماعة حسن البنا كان يتمنى أن يكون خليفة، لكنه لم يفعل لأن الظروف لم تكن مواتية له. واختتم كلمته بأن "الإخوان كونوا نظاما مسلحا عام 1965 لهدم الكباري والاستيلاء على القاهرة وتم القبض على سيد قطب وزينب الغزالي وعلى إسماعيل لكنه تم الإفراج عنهم وأعدم قطب"، مضيفا "تصور الإخوان أنهم بديلا عن الأزهر في الدعوة والحقيقة أنهم هواة حتى في الدعوة فعلموا الناس ما لا ينفعهم".