دعا الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، مساء أمس الاثنين، مستشاريه وأعضاء مجالس الوزراء (الحكومة) والنواب والشورى (غرفتا البرلمان) لحضور اجتماع استثنائي غداً الثلاثاء بالعاصمة صنعاء، بحسب التلفزيون اليمني الرسمي. ولم يذكر التلفزيون اليمني مزيداً من التفاصيل حول الاجتماع، واكتفى ببث خبر الدعوة الرئاسية على شاشته. غير أن مصادر مطلعة قالت لوكالة الأناضول، إن " هادي اتفق خلال اجتماع مع اللجنة الوطنية للتفاوض مع الحوثيين، على إعادة النظر في قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية الذي أقرته الحكومة أواخر يوليو/تموز الماضي وأثار موجة احتجاجات في البلاد". ولم توضح المصادر نسبة الاتفاق حول التخفيض في سعر البنزين أو الديزل. وأشارت المصادر إلى أن الاتفاق شمل التوافق على تشكيل حكومة وحدة وطنية، على أن يعلن عن هذه التفاصيل عقب اجتماع يعقده الرئيس مع مستشاريه وأعضاء مجالس الوزراء والنواب والشورى بنادي ضباط الشرطة بصنعاء. ولم يُعرف بعد موقف الحوثيين من هذا الاتفاق لكن المصادر ترجح موافقتهم بعد تحديد موعد إعلان الاتفاق. وفي وقت سابق من يوم الاثنين، وصل اللواء عبدالقادر هلال أمين العاصمة اليمنية صنعاء، إلى محافظة صعدة، شمالي البلاد، موفدا من الرئيس عبد ربه منصور هادي للقاء زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، بحسب مصدر حكومي رفيع. ولم يكشف المصدر ذاته عن الرسالة التي يحملها الموفد الرئاسي من الرئيس اليمني أو مدة الزيارة. وكان الرئيس اليمني قد أعاد يوم السبت الماضي تكليف لجنة الوساطة الرئاسية بمهمة التفاوض مع الحوثيين لنزع فتيل الأزمة، بعد أن فشلت في عملها الأسبوع الماضي. وأضاف هادي للجنة ثلاثة أعضاء جدد كخبراء اقتصاديين وهم وزيرا التخطيط محمد السعدي، والمالية محمد زمام، ومحافظ البنك المركزي محمد بن همام. وقطع متظاهرون حوثيون، اليوم الاثنين، شوارع رئيسية خلال مسيرة لهم بالعاصمة اليمنية صنعاء، تلبية لدعوة زعيمهم عبد الملك الحوثي بالبدء في تنفيذ مراحل التصعيد الثوري الثالثة والأخيرة والتي تتمثل بالعصيان المدني لإسقاط الحكومة. وتأتي هذه المسيرة بعد ساعات من دعوة زعيم جماعة الحوثي أنصاره أمس إلى الاحتشاد في ساحة التغيير بصنعاء، اليوم، لتدشين المرحلة الثالثة والأخيرة من التصعيد الثوري لتصل حتى "عصيان مدني"، حتى إسقاط الحكومة وإلغاء قرارها برفع الدعم عن المحروقات وتنفيذ مخرجات الحوار الذي اختتم أعماله في 25 يناير/كانون الثاني الماضي. وجاءت دعوة زعيم الحوثيين في خطاب له بثته قناة "المسيرة" التابعة لجماعته مساء أمس الأحد، وهو أول خطاب بعد صدور بيان مجلس الأمن الدولي الذي أصدره مساء الجمعة، ودعا فيه جماعته إلى التوقف عن الأعمال العدائية ضد الحكومة، وهو ما يظهر تحدى الجماعة لمجلس الأمن. ومنذ 14 أغسطس/آب الجاري تنظم جماعة الحوثي مظاهرات، وأقامت خيام للاعتصام حول مداخل العاصمة ونقلت هذه الاعتصام إلى وسط المدينة. ورفعت الحكومة اليمنية، نهاية الشهر الماضي، أسعار البنزين بواقع 75 %، والديزل (السولار) بواقع 90 %، وذلك في إطار خطة لخفض دعم الطاقة. ويُنظر لجماعة الحوثي التي تتخذ من محافظة صعدة، مقراً لها بأنها تسعى لإعادة الحكم الملكي الذي كان سائداً في شمال اليمن قبل أن تطيح به ثورة 26 سبتمبر/ أيلول 1962. ونشأت جماعة الحوثي، التي تنتمي إلى المذهب الزيدي الشيعي، عام 1992 على يد حسين بدر الحوثي، الذي قتلته القوات الحكومية منتصف عام 2004؛ ليشهد اليمن 6 حروب (بين عامي 2004 و2010) بين الجماعة المتمركزة في صعدة (شمال)، وبين القوات الحكومية؛ خلفت آلاف القتلى والجرحى من الجانبين.