طوقت أجهزة الأمن المصرية، عصر اليوم السبت، ميدان طلعت حرب، القريب من ميدان التحرير (وسط القاهرة)، تحسبا لمظاهرة دعا لها التيار الثالث، المعارض للسلطات الحالية. وفرضت قوات الأمن طوقا أمنيا مكثفا على مداخل ومخارج الميدان، ونشرت قوات وحواجز أمنية في شوارع بوسط العاصمة، تحسبا لمظاهرات احتجاجية دعا لها التيار الثالث (الرافض لحكم المؤسسة العسكرية وحكم الإخوان المسلمين) في ميدان طلعت حرب، بحسب مراسل الأناضول. كما لوحظ وجود دوريات أمنية مدعومة بقوات من الجيش في بعض الشوارع المحيطة بالميدان، وتواجد مكثف لخبراء المفرقعات، يجوبون الميدان بالكلاب البوليسية، للكشف عن تواجد أي مفرقعات. وتأتي تلك الدعوة في إطار إحياء ذكرى مقتل 6 أشخاص في فض الأمن لمسيرة نظمها أنصار التيار بميدان سفنكس بالمهندسين (غربي القاهرة) في 30 أغسطس 2013. وكان ما يطلق عليه "التيار الثالث"، دعا في بيان له الخميس الماضي، إلى التظاهر ضد السلطات الحالية، بميدان طلعت حرب القريب من ميدان التحرير، للمطالبة بإسقاطها. قبل أن يعلن التيار الثالث، في بيان له اليوم، توسيع دائرة الاحتشاد لتشمل ثلاثة أماكن وليس ميدان طلعت حرب فقط، حيث دعا إلى التظاهر في ميدان سفنكس باعتباره مكان تظاهراتهم العام الماضي، وميدان لبنان (غربي القاهرة، والقريب من ميدان سفنكس) الذي كان وجهتهم خلال مسيرة العام الماضي، بالإضافة إلى ميدان طلعت حرب. كما أجل التيار موعد مظاهراتهم لتكون في الثامنة مساء (05:00 تغ)، وليس الخامسة (02:00 تغ)، لإعادة تنظيم الصفوف لمواجهة التشديدات الأمنية، بحسب بيان له صادر اليوم. وظهر التيار الثالث في مصر قبيل عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، بنحو شهرين، عن طريق نشطاء مصريين رفعوا شعار "لا للفلول.. لا للعسكر.. لا للإخوان". ويقصد بالفلول أتباع النظام السابق الذي كان يتزعمه الرئيس الأسبق حسني مبارك، والذي أطاحت به احتجاجات شعبية في 11 فبراير/ شباط 2011، أما رفض العسكر فالمقصود به الإشارة إلى تولي شخصيات ذات خلفيات عسكرية حكم البلاد. ويضم التيار الثالث مجموعات وقوى شبابية عديدة كحركة "أحرار" وعدد من شباب حزب "مصر القوية" الذي يتزعمه عبد المنعم أبو الفتوح، كما يضم عددًا من شباب حزب "التيار المصري"، تحت التأسيس، المنشق معظم شبابه عن جماعة الإخوان، وشباب من حركة 6 أبريل. وفي 30 أغسطس 2013، شهدت مصر احتجاجات واسعة في أغلب محافظاتها، ضد عزل مرسي، بعنوان "جمعة نهاية الانقلاب"، وشاركت فيها حركات محسوبة على ما يعرف ب"التيار الثالث"، لكن لهدف آخر هو رفضها ل"حكم العسكر" و"حكم جماعة الإخوان"؛ ما أسفر وقتها عن مقتل 8 وإصابة 221 آخرين في اشتباكات مع قوات الأمن، حسب إحصائية وزارة الصحة، بينما قال "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" المؤيد لمرسي إن القتلى كانوا أكثر من ذلك.