تسير دولة الإمارات العربية المتحدة وفق خطة مدروسة نحو تعزيز مكانتها كوُجهة إقليمية وعالمية مفضلة للسياحة العلاجية أو الطبية، وهو التوجه الذي أشاد به كبير المستشارين لدى الشركة الدوائية العالمية "سينفا" مشيراً إلى أن تعزيز قدرات الإمارات على صعيد جراحة زراعة الأعضاء سيسهم حتماً في تحقيق تلك الخطة لأهدافها. وعلى سبيل المثال، يُعد غسل الكلى من التدابير العلاجية التي تطيل عمر المريض إلى حين توافر كلية من متبرع، غير أن الحل الأمثل في الأمد البعيد هو خضوع المريض لجراحة زراعة كلية بديلة. وفي هذا الصدد، قال الدكتور أحمد الحكيم، كبير المستشارين لدى الشركة الدوائية الإسبانية العالمية "سينفا": "ربما كان يُنظر إلى جراحة زراعة الأعضاء قبل أعوام كأحد التدابير الطبية المقلقة، لكن اليوم ومع تقدُّم الطب باتت تلك العملية الخيار الأول لكثيرين لنسبة نجاحها المرتفعة والمطمئنة إلى حد بعيد". يُذكر أن «سينفا» تطوّر الأدوية الكابحة للمناعة المستخدمة لحماية الكلية المزروعة. وتابع الدكتور الحكيم قائلاً: "الإمارات ماضية بتعزيز قدراتها وإمكاناتها المضاهية للمعايير العالمية في مجال جراحة زراعة الأعضاء، لذا من المؤكد أن كثيرين من القاطنين بالدولة لن يفكروا بالعلاج في الخارج، ومن المؤكد أيضاً أن الإمارات ستجتذب السياحة العلاجية أو الطبية من بلدان المنطقة وربما من حول العالم". وكان متحدث باسم هيئة الصحة بدبي قد أعلن في شهر مارس من هذا العام أن الهيئة تعتزم تشييد 22 مستشفى في إطار الخطة التنفيذية لاستراتيجية السياحة العلاجية من أجل اجتذاب نصف مليون من السياح العلاجيين سنوياً، بعائدات مالية متوقعة تصل إلى 2.6 مليار درهم إماراتي بحلول العام 2020. وفي الإطار ذاته، تتوقع وزارة الصحة الإماراتية أن تجتذب الإمارات أكثر من مليون من السياح العلاجيين سنوياً بحلول العام 2020، وثمة العديد من المبادرات التي تدعم زخم هذا التوجه مثل إعلان دبي مؤخراً عن إصدار تأشيرة خاصة للقادمين إلى دبي بهدف السياحة العلاجية، تشمل خيار الحصول على حزمة سفر وإقامة، بالتنسيق مع المؤسسات الطبية والعلاجية وحسب التخصصات التي تستلزمها الحالة.