تبدأ في منتجع دافوس السويسري غدا الأربعاء إعمال الدورة ال 38 للمنتدى الاقتصادى العالمي تحت شعار " قوة الابداع التعاوني" على مدى خمسة أيام. وينتظر مشاركة 27 من رؤساء الدول والحكومات و113 وزيرا وزعماء عدد كبير من المنظمات الدولية و1370 رئيس شركة من بينهم رؤساء 74 من أكبر 100 شركة في العالم وممثلين عن المجتمع المدني من الأوساط الدينية والثقافية والمنظمات غير الحكومية. وسيتحدث المشاركون في المنتدى عن العلوم والتكنولوجيا وخاصة عن جديد أبحاث الدماغ ، وعن الرهانات الاجتماعية من خلال التطرق إلى أهداف الألفية التي حددتها الأممالمتحدة، والمواطنة الشاملة للشركات وعن البيئة وخاصة قضية المياه. وسيتضمن جدول أعمال المنتدى مناقشة خمسة مواضيع تشمل الاقتصاد والمال والاعمال والسياسة الطبيعية والعلوم والتكنولوجيا فيما تركز الجلسة الافتتاحية على التغير المناخي والارهاب. يتوقع أن يسيطر مستقبل الصناديق السيادية على حوارات منتدى الاقتصاد العالمي (دافوس) الذي يبدأ في سويسرا حيث سيكون مسؤولو تلك الصناديق محط انظار السياسيين والمؤسسات المالية ورجال الاعلام. وخلال الأشهر الأخيرة سلطت الأضواء الأعلامية بشدة على الصناديق السيادية التى تمتلكها حكومات خليجية واسيوية واوروبية ولاتينية كنتيجة لقيامها بضخ المليارات في السيطرة على مؤسسات مالية عريقة. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" عن المؤسس والرئيس التنفيذي للمنتدى كلاوس شواب القول:" إن المزيج الفريد من قادة العالم الاقتصاديين والسياسيين معا مع أبرز رؤساء المنظمات والجمعيات غير الحكومية ورجال الدين والاعلاميين يتيح مناقشة ابرز التحديات والمشاكل التي تواجه العالم بأسلوب نظامي مع التركيز على كيفية معالجة أكثر هذه القضايا تعقيدا". كما أعلن المنتدى الاقتصادي العالمي في بيان له أن التغير المناخي والشكوك الاقتصادية ونقص الطاقة والأمن الغذائي من ضمن القضايا التي سيناقشها قادة السياسة والاعمال بالعالم خلال المنتدى. وأضاف البيان " أنه إذا ما نظرنا للمستقبل يتضح على الفور ان تعقد وتنافس المصالح وندرة الموارد تظل أكبر عقبات تواجه التقدم في جدول الاعمال العالمي في ظل غياب القيادة العظمى اوالمراقبة الدولية". وتابع قائلا : إنه في هذا السياق الحافل بالتحدى سيلقي المنتدى الاقتصادي العالمي الضوء على قوة الابداع الجماعي كموضوع أساسي للاجتماع السنوي خلال عام 2008 في دافوس". ويأتي الاجتماع بعد شهور من "أزمة الائتمان" العالمية واضطرابات أسواق رأس المال و انخفاض حاد في قيمة الدولار الاميركي وتباطؤ النمو الاقتصادي الصيني وارتفاع الضرائب في الدول الغنية وانخفاض اسعار المساكن في الولاياتالمتحدة وبريطانيا وأوربا. بالإضافة إلى أزمة قروض الرهن العقاري في الولاياتالمتحدة التى تسببت في اختناق الاقتصاد الأميركي وفي توجس العالم من خطر الكساد وشبح التضخم وبوادر الكساد. وتعود فكرة إنشاء المنتدى إلى عام 1970 حين وجه كلاوس شواب وهو أستاذ جامعى سويسرى متخصص فى إدارة الأعمال الدعوة لمديرى المؤسسات الأوربية لاجتماع غير رسمى فى مدينة دافوس بسويسرا فى يناير 1971م وذلك كمحاولة لمواجهة المشروعات والشركات الأوربية لتحديات السوق العالمية. واعتُبرت هذه الدعوة بداية لتأسيس منتدى الإدارة الأوربى كمؤسسة لا تهدف الربح والذى تطور تنظيمياً حتى وصل إلى الشكل العالمى بعد أن تجاوز رسالته المحدودة وهو ما دفع مؤسسه كلاوس شواب فى عام 1987 إلى تغيير أسمه إلى المنتدى الاقتصادى العالمى. وأصبح منذ ذلك التاريخ يتمتع بصفة استشارية فى المجلس الاقتصادى والاجتماعى للأمم المتحدة وقد انطلقت أول دورة للمنتدى سنة 1971 وكانت متخصصة في إدارة الأعمال والمؤسسات. والمنتدى باعتباره مؤسسه تطوعية مقيد بعدم التدخل فى السياسة ومناصرة النزاعات القومية ويتم تمويل المنتدى ذاتياً عن طريق التبرعات ورسوم العضوية وتساهم حوالى 1000 مؤسسة عالمية بتبرعاتها فى التمويل وتبلغ تكلفة المنتدى حوالى عشرين مليون دولار يتم جمعها من التبرعات بالإضافة إلى قيام الشركات والبنوك بدفع مابين 12 إلى 15 ألف دولار كرسوم عضوية فى مقابل حصولها على خدمات ومعلومات حيث يمثل المنتدى بالنسبة لها "قاعدة معلومات وبيانات".