تظاهر آلاف اليمنيين من أبناء محافظة صنعاء، اليوم الثلاثاء، جنوبي العاصمة، تأييداً لدعوات "الاصطفاف الوطني"، ولرفض "العنف والإرهاب". يتزامن ذلك مع محاصرة مداخل العاصمة من قبل جموع مسلحة تتبع جماعة الحوثي. وأفاد مراسل وكالة الأناضول، أن المشاركين في التظاهرة التي دعت إليها محافظة صنعاء، ونُظمت في منطقة "بيت بوس" جنوبي العاصمة، رددوا هتافات منددة بأعمال العنف، وتطالب بالاصطفاف الوطني، وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني. ومن بين الهتافات التي رددها المتظاهرون: "شعب يمني واحد، جمهورية جمهورية، لا ملكية لا ملكية، بالروح بالدم نفديك يا يمن، لا للعنف والإرهاب". وأشار المتظاهرون إلى ضرورة الالتحام، والعمل بروح الفريق الواحد من أجل إنقاذ اليمن من الوضع المتأزم. من جانبه، قال محافظ صنعاء عبد الغني جميل، إن "هذه الحشود خرجت لتقول بأعلى صوت: لا للعنف والإرهاب، نعم للاصطفاف والالتحام الوطني من أجل اليمن". وأوضح في كلمة له أمام المتظاهرين، أن قيادة محافظة صنعاء، "تؤكد وقوفها مع القيادة السياسية للبلاد الرافضة للعنف وزعزعة الاستقرار والأمن، والدعية للاصطفاف الوطني". وأشار إلى أن محافظة صنعاء، لم ولن تكون يوماً إلا في صف الوطن، ومع كل ما يحفظ أمنه واستقراره وسلامته. وكانت قيادة محافظة صنعاء، قد دعت أمس الإثنين، جميع أبناء المحافظة إلى التظاهر اليوم للتعبير عن رفض العنف وزعزعة الاستقرار والتأكيد على ضرورة الاصطفاف الوطني. وتأتي هذه التظاهرة بعد يومين على فشل جهود لجنة رئاسية في التوصل إلى اتفاق تهدئة مع جماعة أنصار الله الحوثي، التي أقامت مخيمات اعتصام لمسلحيها على 3 مداخل جنوب وشمال وغرب صنعاء، استجابةً لدعوة زعيم الجماعة لمناصريه بالتظاهر لإسقاط الحكومة وإلغاء قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية. وقابلت السلطات التصعيد الحوثي بإجراءات أمنية مشددة، حيث نشرت مدرعات وآليات وجنود في محيط خيام اعتصام الحوثيين وفي شوارع أخرى من العاصمة تحسباً لأي تطورات. ويُنظر لجماعة الحوثي التي تتخذ من محافظة صعدة، مقراً لها بأنها تسعى لإعادة الحكم الملكي الذي كان سائداً في شمال اليمن قبل أن تطيح به ثورة 26 سبتمبر/ أيلول 1962. ونشأت أنصار الله، التي تنتمي إلى المذهب الزيدي الشيعي، عام 1992 على يد حسين بدر الحوثي، الذي قتلته القوات الحكومية منتصف عام 2004؛ ليشهد اليمن 6 حروب (بين عامي 2004 و2010) بين الجماعة المتمركزة في صعدة (شمال)، وبين القوات الحكومية؛ خلفت آلاف القتلى والجرحى من الجانبين.