تتركز الأنظار في باكستان اليوم السبت على الرئيس السابق ورئيس حزب الشعب الباكستاني آصف علي زرداري الذي وصل إلى لاهور اليوم لتقديم نصيحة غالية لرئيس الوزراء نواز شريف تعينه على الخروج من المأزق الحالي الذي تواجهه البلاد فيما يؤيد بعض قادة حزب الشعب الباكستاني الرأي القائل بأن رئيس الوزراء يجب أن يتهيأ لبذل "تضحية كبيرة" في حالة عدم عثوره على طريقة لتفادي الأزمة. ووفقا لما جاء على وكالة أنباء "الشرق الأوسط" يقول قادة حزب الشعب الباكستاني أيضا أن أي تأخير آخر في التوصل مع حزبي "حركة الانصاف وحركة عوامي الباكستاني" سوف يضر الحكومة ، ويتوقعون أن يطلب زرداري الذي يطلق عليه الان لقب " الملاك الحارس للديمقراطية في باكستان" من رئيس الوزراء نواز شريف إظهار شجاعة كبيرة لحل الأزمة الراهنة. وصرح الأمين العام لحزب الشعب الباكستاني سردار لطيف كهوسا اليوم في مقابلة مع قناة "دون نيوز" المحلية بأنه "حتى لو توجب على رئيس الوزراء اختيار تقديم بعض التضحيات ، فإنه ينبغي عليه الا يتردد في ذلك حفاظا على النظام الديمقراطي ، ونوه بأن حزب الشعب الباكستاني سبق أن قبل إقالة يوسف رضا جيلاني من منصبه كرئيس للوزراء لمجرد استمرار الديمقراطية في البلاد. وقال إن حزب الشعب الباكستاني تجنب المواجهة ، وأمكنه بفضل سياسة المصالحة التي قادها الرئيس السابق زرداري تفادي أزمات كبرى خلال فترة حكمه الأخيرة التي لعب خلالها حزب "الرابطة الإسلامية نواز" دوراً معاديا جداً ، وقال إن حزب الشعب الباكستاني لو كان في الموقف الذي يجد فيه حزب "الرابطة الإسلامية - نواز" نفسه اليوم ، لكان هذا الأخير كان قد انقلب ضده. وقال كهوسا أن الحكومة سيتعين عليها إظهار مرونة أكبر من حزبي رابطة الانصاف وحركة عوامي الباكستاني لحل الأزمة ، وحذر من " أن الحكومة ستكون هي الطرف الخاسر إذا استمرت الأزمة" ، وطالب في الوقت نفسه قيادة الحزبين بالجلوس على طاولة المفاوضات. وناشد كهوسا حكومة نواز بتبني اقتراح زعيم المعارضة خورشيد شاه بإجراء تحقيق في مزاعم تزوير الانتخابات الاخيرة قبل المطالبة باستقالة الحكومة ، وقال إن "هذه الصيغة يجب أن تكون مقبولة لكل من الحكومة والحزبين المحتجين". وقال كهوسا إن الحكومة كان بوسعها تفادي هذه الازمة لو أنها أبدت في وقت سابق انتباها الى نصيحة زرداري بمراجعة الانتخابات في 4 دوائر للتحقق من مزاعم التزوير ، وسيكون من الأفضل لقيادة حزب "الرابطة الإسلامية - نواز " الآن اتباع مشورة زرداري في اجتماعهما اليوم السبت. تجدر الاشارة الى أن العصيان المدني على الحكومة الذي يقوده السياسي المعارض عمران خان ، أدى إلى تفاقم الأزمة في باكستان ، وباتت الأنظار مشدودة إلى الجيش الذي قد يعمد الى القيام ب "انقلاب ابيض" لإيجاد حل لهذا المأزق حيث يطالب عمران خان والمعارض الأخر الإمام طاهر القادري المقيم في كندا ، والذي يرأس شبكة من المدارس والمساجد في باكستان ، باستقالة شريف، معتبرين أن عمليات التزوير هي التى أوصلته إلى الحكم.