قال السفير رؤوف سعد، سفير مصر الأسبق بموسكو أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الأخيرة لروسيا لا تعنى بالضرورة استبدال شركاء بآخرين. وجاء ذلك خلال الندوة التي نظمها مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية بعنوان "مصر وروسيا علاقات ثنائية وتحديات إقليمية" بحضور اللواء طلعت مسلم، الخبير الاستراتيجي وعضو جمعية الصداقة المصرية الروسية، وعدد من الباحثين والخبراء الاستراتيجيين وأدارها محمد طلعت مساعد مدير تحرير جريدة الجمهورية ونائب رئيس المركز، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء الشرق الأوسط. وأوضح سعد أن تلك الزيارة تُعتبر رسالة واضحة للعالم أن مصر على مسافة واحدة من الجميع وتهدف إلى تحرير الإرادة الوطنية. وأكد السفير رؤف سعد على عمق العلاقات المصرية الروسية التي تعود إلى القرن الثامن عشر، والدور الكبير الذي لعبه الاتحاد السوفيتي في مصر والذي بلغ ذروته في الخمسينيات والستينيات سواء على المستوى الاقتصادي أو العسكري. وأضاف سعد أن العلاقات المصرية الروسية صنعت بإرادة الشعب المصري، مشيدا بما وصفها ب "النتائج المبهرة التي حققتها زيارة الرئيس السيسي لروسيا من إبرام صفقات تسليح مع الجانب الروسي، واتفاقيات حول استيراد وتصدير بعض المنتجات الزراعية، ودخول مصر في اتفاقيات تجارة حرة مع الاتحاد الأورو أسيوي التي ستعمل على مضاعفة الصادرات المصرية، وإعلان روسيا إنشاء منطقة صناعية خاصة بإقليم قناة السويس لكي تكون أول دولة أجنبية تستثمر في المشروع. قال إن العلاقات الدولية لا تدار وفقا للأهواء وتلوح في الأفق بوادر تغير في الأدوار حيث تصعد قوى وتهبط أخرى ، مشددا على أن التعاون العسكري لم ينقطع أبدا مع روسيا وكان يدار بمهارة شديدة . و حول موضوع التعاون النووي، أوضح سعد أن الحديث عن بناء مفاعلات نووية في مصر بصناعة روسية بدأ منذ 2009، وأن كفاءة المفاعلات النووية الإيرانية التي يشرف عليها الخبراء الروس هي خير دليل على الكفاءة الروسية في المجال النووي. ومن جانبه، أشار اللواء طلعت مسلم لأهمية زيارة السيسي على الجانب الاقتصادي وليس فقط العسكري قائلا: إن العلاقة بين مصر وروسيا ليست علاقة سلاح فقط حيث أن التعاون العسكري بين مصر وروسيا قائم بالفعل خاصة مع استمرار وجود 30 في المائة من الأسلحة المصرية لا تزال في خدمة القوات المسلحة المصرية، مع أنني لا أعتقد أن تكون هناك تسهيلات في أسعار السلاح مثلما كان الحال أثناء حرب أكتوبر، إلا أن الاتجاه إلى إقامة علاقات سياسية واقتصادية مع روسيا هي خطوة على الطريق الصحيح، وأن التعاون العسكري بين مصر وروسيا في مواجهة قضايا الإرهاب يصب في مصلحة روسيا أيضا. ونوه إلى أن هناك أكثر من 25 مليون مسلم في روسيا، مضيفا أن التيارات الدينية المتشددة في الشرق الأوسط تعمل على نشر مفاهيم غير صحيحة عن الإسلام. وأشار إلى أن الرئيس الروسي بوتين التقط إشارة الشعب المصري وأيد رغبته وأعلن دعمه لثورة 30 يونيو فى وقت قد خذلنا فيه الجميع. وقال عبد الرحمن سعد عضو المجلس المصري للشئون الخارجية إن مصر لن تفرط فى استقلالها وتتعامل مع الجميع بحرية وقوة باعتبارها دولة محورية ومهمة . ومن جانبه، أشار مجدي الشريف رئيس حزب حراس الثورة إلى أن الاقتصاد هو المحور الرئيسي لتطور العلاقات بين البلدين مشيدا بتحرك الرئيس السيسى في هذا الاتجاه