قتل مسلح قبلي، اليوم الأربعاء، إثر تجدد الاشتباكات مع مسلحين حوثيين في محافظة الجوف، شمالي اليمن، بحسب مسئول محلي. وفي حديثه مع وكالة الأناضول، قال المسئول الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن "أحد أفراد لجان الدفاع الشعبي (مسلحون قبليون مساندون للجيش) يدعى مبارك عوام، قتل اليوم في اشتباكات مع مسلحين حوثيين في مديرية الغيل بمحافظة الجوف". وأشار المسئول إلى أن الاشتباكات تجددت عقب مهاجمة الحوثيين منازل تابعة لآل العوام في مديرية الغيل، دون أن يتسنى الحصول على تعليق فوري من جماعة الحوثي حول ما صرح به المسؤول الذي لفت إلى أن الاشتباكات مازالت مستمرة بين الطرفين حتى الساعة 07.55 تغ. وتجددت الاشتباكات بعد مرور أكثر من 24 ساعة من الهدوء الذي ساد مختلف جبهات القتال في محافظة الجوف. وذكر المسئول نفسه أن لجنة الوساطة الرئاسية غادرت يوم أمس الثلاثاء، محافظة الجوف بعد أن عقدت لقاءات مع مندوبين من طرف الجيش ولجان الدفاع الشعبي من جهة، ومندوبين يتبعون الحوثيين من جهة أخرى، من أجل التفاوض حول وقف إطلاق النار، دون إحراز أي تقدم. وكان مسؤول أمني رفيع، صرح للأناضول، يوم أمس، أن 25 شخصاً من لجان الدفاع الشعبي، قتلوا بالإضافة إلى 9 جنود من الجيش خلال مواجهات مع مسلحين حوثيين منذ مطلع الشهر الماضي بمحافظة الجوف. وأضاف أن 35 جندياً أصيبوا خلال الفترة ذاتها، كما أصيب 83 آخرون من لجان الدفاع الشعبي، دون ذكر حصيلة قتلى الحوثيين الذين يرفضون غالبا ذكر حصيلة ضحاياهم في الحروب. وتعود بداية مواجهات الجوف إلى أبريل/ نيسان الماضي، والتي أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين قبل أن تتمكن لجنة وساطة رئاسية من إيقاف الاشتباكات آنذاك. وتكمن أهمية الجوف في قربها من محافظة مأرب (شمال) التي تقع فيها حقول النفط والغاز، والذي يعد الرافد الأكبر لميزانية اليمن. ويتزامن ذلك، مع ما تشهده العاصمة صنعاء، من اعتصام لأنصار جماعة الحوثي، استجابة لزعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، الذي دعا إلى الخروج في مسيرات بصنعاء ومدن أخرى للمطالبة بإسقاط الحكومة. وأمهل الحوثي، في خطاب متلفز بثته قناة "المسيرة" التابعة للجماعة، مساء الأحد الماضي، السلطة حتى يوم الجمعة المقبل لإقالة الحكومة، وإلا سيصّعد ب "بخيارات أخرى" (لم يحددها). ونشأت جماعة الحوثي، التي تنتمي إلى المذهب الزيدي الشيعي، عام 1992 على يد حسين بدر الحوثي، الذي قتلته القوات الحكومية منتصف عام 2004؛ ليشهد اليمن 6 حروب (بين عامي 2004 و2010) بين الجماعة المتمركزة في صعدة (شمال)، وبين القوات الحكومية؛ خلفت آلاف القتلى من الجانبين.