قالت صحيفة "الإندبندنت"، إن استمرار تمدد ما يعرف بخلافة الدولة الإسلامية في ظل ما أظهره التنظيم من وحشية ودموية أصبح بمثابة سبب مشترك بين عدة دول للتوحد فيما بينها لتكوين جبهة واحدة للقضاء على ذلك الخطر. وأضافت الصحيفة البريطانية، في تقرير لها نشرته عبر موقعها الإلكتروني، إنه على الرغم من عدم اتفاق دولًا مثل الولاياتالمتحدة وإيران والسعودية وتركيا وأكراد وشيعة العراق إلا أنهم اتفقوا على أن تنظيم الدولة الإسلامية عدو مشترك لهم. وأوضحت الصحيفة أنه بالنظر إلى العراق سنجد بها تعددية طائفية وحزبية كبيرة نجح نوري المالكي في الاستمرار على رأسها لمدة ثمان سنوات رغم المحاولات المتكررة من قبل الطوائف المختلفة لإقصائه بعيدًا عن السلطة، إلا أن تلك الطوائف فشلت في ذلك لعدم اتحادها، حتى جاء مسلحو داعش لينجحوا فيما فشلت فيه الطوائف العراقية. وأردفت "الإندبندنت" أنه على الرغم من خلاف واشنطن وطهران إلا أنهما توحدا في القلق بشأن تقدم تنظيم الدولة الإسلامية نحو بغداد وإربيل، كذلك يهدد التنظيم نفسه المملكة العربية السعودية وإن كان لا يختلف كثيرًا مع الحركة الوهابية السعودية ولكنه لا يعترف بشرعية قيام الدولة السعودية. وقالت الصحيفة إنه في الوقت الذي اتفقت فيه كل هذه الدول على جدية خطر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق إلا أن الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وتركيا وقطر ما زالت تتعامل مع التنظيم في سوريا بنفس سياستها القديمة الفاشلة، وذلك بتمويل محدود للمعارضة المسلحة على أمل أنها ستقاتل كلا من داعش وبشار في آن واحد، لكنها للأسف كان دور تلك الجماعات محدود على الأرض، حيث أفسحت المجال لداعش للسيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي السورية. واختتمت الصحيفة بأنه بعد ثبوت فشل السياسة الأمريكية في سوريا وسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على الجزء الأكبر من شرق البلاد، تأتي تحالفات الدول المجاورة لسوريا والمعارضة للتنظيم كنتيجة منطقية لقلقها الشديد، ولكن يبدو إن هذا التحالف ليس بالقوة الكافية كما أنه جاء متأخرًا.