كشفت صحيفة لبنانية أن المنحة السعودية للجيش وقوى الأمن اللبنانية بقيمة مليار دولار في مواجهة الإرهاب تعد رسالة لباريس، بأن المنحة التي سبق أن قررها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز منذ بضعة أشهر لتسليح الجيش اللبناني بأسلحة فرنسية باتت مهددة بسبب مشكلات لدى الجانب الفرنسي. وكشفت مصادر دبلوماسية واسعة الاطلاع في العاصمة الفرنسية باريس لصحيفة "السفير" اللبنانية أنه إذا لم يتدخل الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز لتصحيح مسار الهبة السعودية الأولى للجيش اللبناني عبر فرنسا فإن الصفقة الأولى مهددة بالإلغاء. وقالت المصادر: "إن ثمة مؤشرات في هذا الاتجاه، بينها قرار الرياض، منح رئيس تيار المستقبل سعد الحريري هبة بقيمة مليار دولار، وقد وقعت هذه الرسالة السعودية وقع الصاعقة على الفرنسيين الذين بدوا مذهولين بالخطوة الملكية المفاجئة. وأشارت إلى أن الجانب السعودي وضع شروطا على صفقة الثلاثة مليارات دولار من بينها بند جزائي في حال ثبت أن هناك عمولة تقاضاها أي طرف معني جراء أي صفقة شراء أسلحة ومعدات وذخائر فرنسية، الثاني بند جزائي حول السعر الأدنى فإذا تبين أن الأسلحة أو المعدات أو الذخائر نفسها بيعت إلى أي دولة بسعر أقل من السعر الذي بيعت به إلى لبنان يتم تغريم الفرنسيين. ونفى السفير السعودي في لبنان على عواض عسيري - في تصريح للسفير - مسئولية بلاده عن تأخير الصفقة..وقال إن معلوماته تفيد بأن مبلغ الثلاثة مليارات دولار اعتمدت فور الإعلان عن الهبة بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين ولم يتبق إلا الآلية التي تنفق بها الأموال وهي تعتمد على إتمام الاتفاق اللبناني الفرنسي. وذكرت الصحيفة أن معظم المؤسسات العسكرية والأمنية اللبنانية قدمت لوائح باحتياجاتها العاجلة إلى رئيس تيار المستقبل سعد الحريري المؤتمن على الهبة السعودية بقيمة مليار دولار. وقالت مصادر لبنانية مطلعة لجريدة "السفير": "إن توزيع هبة المليار دولار التي خصصها الملك عبد الله سيتم في القريب العاجل بعد اكتمال خطوات بسيطة ومنها قبول الهبة بمجلس الوزراء اللبناني. وأشارت المصادر إلى أنه بموجب هذه الهبة سيحصل الجيش اللبناني على نحو 500 مليون دولار لشراء الأسلحة والعتاد والذخائر على أن يتوزع المبلغ الباقي على بقية الأجهزة الأمنية من قوى أمن داخلي والمديرية العامة للأمن العام وأمن الدولة. وجدد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري شكره للقيادة السعودية ، لكنه حذر من أن السقف الإسرائيلي ربما يكون العامل الأبرز الذي يحول دون تسليح الجيش اللبناني بموجب صفقة الثلاثة مليارات دولار "السابقة". وقال ما معني أن تمر ثمانية أشهر وما زالنا نطرح السؤال حول ما إذا كان قد تم التوقيع أم لا من قبل هذا الطرف أو ذاك على الهبة. وشدد على اعتماد آليات تساعد على التسريع وفي الوقت نفسه توفر للجيش اللبناني ما يحتاجه من أسلحة في مواجهة مخاطر إرهابية سواء عبر حدوده الجنوبية أم عبر الحدود الشرقية كما حدث في عرسال.