احتشد عشرات الآلاف من اليمنيين اليوم الاثنين، في العاصمة صنعاء تنديداً بقرار الحكومة اليمنية رفع الدعم عن المشتقات النفطية التي أقرتها ثاني أيام العيد. وتجمع المتظاهرون من مختلف المناطق بناء على دعوة أطلقها زعيم جماعة الحوثي "انصار الله" امس الأحد للخروج في تظاهرة تتضامن مع غزة واعتراضاً على رفع الدعم عن المشتقات النفطية في آن واحد، واطلقوا علي المسيرة "انتصاراً لغزة ورفضاً للجرعة". كما طالب المتظاهرون بتنحي الحكومة مرددين شعارات رافضة للجرعة، إضافة الى شعارات الحوثي المعروفة بال "صرخة". وقال حسين عفاش احد المتظاهرين لوكالة الأنباء الألمانية "د.ب.أ": "إن سبب تلبيتهم لهذه الدعوة جاء نتيجة للفساد الذي انتشر بداخل الحكومة"، مشيراً إلى أن الشعب اليمني لم يعد قادرا على تحمل الأعباء الناتجة عن فساد الدولة. وقال: "خرجنا بثورة لتحسين وضع الحكومة ولكن هي الأخرى تحتاج الى ثورة لإطاحتها". واشار إلى أن "الحكومة إذا لم تلبي مطالب الشعب بعد هذه المسيرة فانهم سيعتصمون مجدداً في ساحة التغيير، وان لم تستجب فهي تعلن الحرب ما يفجر ثورة الجياع". وتحركت تلك المسير ة من داخل ساحة التغيير بصنعاء، وجابت عددا من الشوارع مروراً بالزراعة، الزبيري، التحرير، وانتشرت قوات الجيش بمختلف الشوارع بالعاصمة صنعاء الا انها لم تعترض طريق المتظاهرين. كما حلقت طائرات الهليكوبتر في سماء العاصمة صنعاء، ابتداء من صباح اليوم، بعد الإعلان عن الاحتشاد لهذه المسيرة. وعلى الرغم من مشاركة أطراف اخرى ليست تابعة لأنصار الله في هذه المسيرة الا أن عددا من المواطنين اتهموا المشاركين بهذه المسيرة ب "المخربين". وقال صالح العلي أحد المواطنين اليمنيين ل "د.ب.أ": "إنه لم يشارك في هذه المظاهرة لان الحوثيين هم من دعوا اليها، مشيراً الى أن الحوثيين هم جزء من خراب هذا البلد فكيف نصغى الى دعوتهم". وقال العلي: "هؤلاء مخربون ولم يدعوا لهذه المسيرة حباً باليمن، بل لتعاطف المواطنين البسطاء معهم والانسياق لأفكارهم"، مشيرا إلى أنه ضد قرار الحكومة برفع الدعم، إلا أن الطريقة الصحيحة لرفض ذلك القرار حد قوله هو الإضراب الشامل من قبل الجميع، موضحاً أن المظاهرات والاعتصامات لن تفيد بشيء سوى نشر الفوضى. وأعلن ناشطون شاركوا في التظاهرة انسحابهم منها، كونها اصبحت تابعة للحوثيين. وقالت أميرة العراسي ناشطة شبابية ل "د.ب.أ": "إن الحوثيين استخدموا المسيرة لصالحهم ورددوا شعاراتهم"، مشيرة الى أنه من المفترض ان تكون المسيرة تطالب بحق الشعب ورفضه للجرعة بعيدا عن الانتماءات الطائفية والحزبية". وأعلنت الحكومة اليمنية ثاني ايام العيد رفع الدعم عن المشتقات النفطية، الأمر الذي ادى الى ارتفاع سعر مادة الديزل الى الضعف، حيث ارتفعت معه اسعار عدد من المنتجات الغذائية والمواصلات العامة.