عمرو بن الجموح -رضي الله عنه- أحد زعماء المدينة، وسيد سادات بني سلمة، وشريف من أشرافهم، وآخر الأنصار إسلامًا. كان عمرو بن الجموح أعرج شديد العرج، إلا أنه كان يحب الجهاد والغزو في سبيل الله، وكان يريد أن يجود بروحه وحياته في سبيل الله، كما كان يجود بماله، وكان له أربعة أولاد كلهم مسلمون، وكانوا رجالاً صادقين في الإسلام يشهدون الغزوات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. لما جاءت غزوة أحد، وأراد أن يخرج مع أبنائه، طلبوا منه عدم الخروج فذهب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له: يا رسول الله، إن بني (أبنائي) يريدون منعي من الخروج معك إلى الجهاد، والله إني لأرجو أن أطأ (أمشي) بعرجتي هذه الجنة. فلما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم إصراره على الخروج أذن له، وقال له: "أما أنت فقد عذرك الله فلا جهاد عليك، وأما أنتم يا بنيه فما عليكم أن لا تمنعوه، لعل الله أن يرزقه الشهادة"، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ