أكدت مصادر مسؤولة، أن هناك خلافات بين الفصائل الفلسطينية المجتمعة في القاهرة لبحث صيغة للاتفاق على آلية تنفيذ المبادرة المصرية، واتخاذ موقف فلسطيني موحد إزاء قبولها وطريقة تنفيذها. وأشارت المصادر في تصريحات لصحيفة «الوطن»، إلى أنه من المنتظر صدور تلك الصيغة في مسودة اتفاق خلال الساعات القليلة المقبلة، وإلا تكون الفصائل الفلسطينية قد فشلت في التوصل إلى اتفاق على موقف موحد كما كانت تريد الرئاسة الفلسطينية. ومن جانبه، كشف الدكتور جهاد الحرازين، القيادى بحركة فتح، عن أن المباحثات التي تجرى حالياً في القاهرة بين الفصائل الفلسطينية ستعتمد مسودة تتفق عليها الفصائل كافة، سواء «حماس» أو «الجهاد الإسلامي» وتحت رعاية منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. وبحسب «الحرازين» فإن الوثيقة تتضمن الاتفاق على المطالب الخاصة بالفصائل الفلسطينية، وتعتبر وثيقة تفسيرية للمبادرة المصرية، بعد أن يتم التداول والنقاش حول مطالب المقاومة، مشيراً إلى أن «هناك اتصالات وجهوداً حثيثة تقودها الرئاسة الفلسطينية من أجل الوصول لهذا الاتفاق فى أسرع وقت ممكن». وشدد على أن هذا لا يعني تعديلاً على المبادرة المصرية ولكنه آلية لتوضيح وتفسير ما ورد فيها، خصوصاً فيما يتعلق بالمطالب التى تقدمت بها الفصائل الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية، لأن هذه المطالب أصبحت واحدة للجميع. وحول إمكانية مشاركة إسرائيل كطرف فى مباحثات وقف إطلاق النار وتنفيذ المبادرة المصرية، قال «الحرازين» إن «الطرف الإسرائيلي أعلن منذ البداية موافقته على المبادرة المصرية بما يعني أنه في حال أعلنت الفصائل الفلسطينية موافقتها سيكون هناك طرف إسرائيلي وترعى مصر مباحثات غير مباشرة بين الطرفين للاتفاق على وقف إطلاق النار وتبدأ العملية السياسية. ومن ناحيته، أكد السفير الدكتور حازم أبوشنب، القيادى بحركة «فتح»، أن الخلاف الحالي ليس بين الفصائل الفلسطينية ولكن داخل حركة «حماس» نفسها، إذ أكد جانب من قيادات «حماس» أن الحركة وافقت على المبادرة المصرية، وبعدها ظهرت قيادات أخرى تقول إن الحركة لم توافق بعد، معتبراً أن أي متابع لوسائل الإعلام، أمس الأول، وتصريحات قيادات حركة «حماس» يدرك مدى تخبط الحركة. وأشار «أبوشنب» إلى أن المؤشرات التي تدل على عدم وجود موقف موحد داخل حركة «حماس» نفسها ظهرت من خلال تناقض تصريحات قياداتها خلال اليومين الماضيين، إذ أعلن ياسر عبدربه، أمين سر اللجنة التنفيذية، أن الاتصالات بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي ل«حماس» قد نجحت في الاتفاق على قبول المبادرة المصرية، وبعدها نفى ذلك سامي أبوزهري، المتحدث باسم «حماس».