دعا فضيلة الإمام الأكبر احمد الطيب شيخ الأزهر الشريف عُلَمَاء الأمَّة وحُكَماءها إلى مواصلة التّدبر والتَّفكر العميق والتخطيط الدقيق، والصبر والمثابرة، وبذل الجهد لِنَشر السلم وتَحقيقه وتكريسه في مجتمعاتنا الإسلامية والعالمية، وفق منهجٍ وسطيٍ سديد وفقه رشيد، يُوائم بين فهم النص وفقه الواقع، بعيدا عن مَسالِك الإثارة والتهييج والحماس الزَّائِف. كما دعاهم إلى تحمل مسؤوليَّاتهم الصعبة في هذا المنعطف التاريخي الخطير الذي تمرُّ به أمتنا الآن، وأن ينقذوا أمَّتَهم من المصير البائس الذي يتربص بها وبأبنائها جاء ذلك فى كلمة فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف إمام الاجتماع الأول لمجلس حكماء المسلمين، والذي يتكون من عدد من علَماء الأمَّة وخُبَرائها والذي انعقد بابو ظبى أول أمس فى إطار زيارة الإمام الأكبر لدولة الإمارات العربية المتحدة التى اختتمها يوم الجمعة الماضي. كما أكد الإمام الأكبر فى كلمته -التى نقلها بيان لمشيخة الأزهر اليوم- إنَّ الإسلامَ كدِينٍ هو، في نفس الأمرِ وحقيقته، أخو "السلام" وشقيقه، كلاهما مُشتَقٌّ من جِذرٍ واحدٍ في اللغةِ العربيَّةِ، وإذا كان اللهُ في المسيحيَّةِ هو "المحبَّة"، فاللهُ في الإسلامِ هو "السَّلامُ"، والسَّلامُ أحدُ أسمائِه تعالى، ونحنُ مأمورون في دينِ الإسلامِ – بأنْ نتشبَّه بصفات الله الجميلةِ ومنها: السلامُ- قدر ما تُطيقُه طبيعتُنا البشريَّةُ المحدودة. كما اكد الدكتور الطيب ان هذا الإسلام الذي أنشأ أمة، وصنع تاريخا، وأبدع حضارة دين سلام للعالم أجمع، يصنع الأمنَ والسَّلامَ بين أهله ويُصدِّرُه للإنسانيَّةِ جمعاء، وقد أرسَلَ الله نبيَّه رحمةً للعالمين، وطلب إلى أتباعَه أن يكونوا رُسلَ سلامٍ فيما بينهم أوَّلًا، ثم رُسلَ سلامٍ إلى الدنيا كلها، بل رسلَ سلامٍ إلى عالم الحيوان والنبات والجماد. واشار الى ان الحَضارةُ الإسلاميَّةُ جاءَت حضارةُ "سلام وأمن وأمان"، كما جاء الإسلامُ دينَ "سلامٍ" ورحمةٍ ومودَّةٍ... ولم يُحدِّثنا التاريخُ أن أمة من أمم العالم شَقِيَت بحضارةِ المسلمين أو عانت بسببِها من الخوف والجوع والموت... ويأتى انعقاد المجلس نفيذًا لتوصيات منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، الذي عُقِدَ بدولة الإمارات العربيَّة المتَّحدة، يومي 9و10 مارس 2014م، بحضور شيخ الأزهر حيث تم إنشاء مجلس حكماء المسلمين، والذي يتكوَّن من عددٍ من عُلَماء الأمَّة وخُبَرائها؛ للمساهمة في كسرِ حدَّة الاضطراب والاحتراب التي سادت مجتمعاتٍ كثيرةً من الأمَّة الإسلاميَّة، والحد من اتِّساع نِطاق استباحة حُرمة الأنفس والأعراض والأموال، وما يُحدِثُه كلُّ ذلك من آثارٍ نفسيَّة واجتماعيَّة واقتصاديَّة وسياسيَّة تَفُتُّ في عَضُدِ الأمَّة بما يُنذِر بتفتُّتها والإمعان في تقسيمها.