يلتقي ناشطون وعلماء يأملون في القضاء على خطر الإيدز على مدار خمسة أيام في ملبورن بداية من اليوم، وسط انتكاسات غير متوقعة ومأساة من ناحية وبصيص أمل من ناحية أخرى. ومرت ثلاثة عقود منذ عزل علماء فرنسيين الفيروس الارتجاعي الذي يدمر خلايا جهاز المناعة في جسم الإنسان، ليترك ضحاياه معرضين بشدة للعدوى بسلسلة من الأمراض، ولكن خلال هذه الأعوام، استعصى العلاج حتى مع إمكانية السيطرة مؤخراً على فيروس "إتش آى في" المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب "إيدز" بالعقاقير دون القضاء عليه، طبقاً لما ذكرته وكالة "الأنباء الألمانية". ويأمل المشاركون في المؤتمر الدولى حول الإيدز، ومن بينهم باحثون وصناع قرار وناشطون ومصابون بالإيدز، في أن يتبادلوا الأفكار بشأن التوصل للعلاج الذي طال انتظاره. ومن الانتكاسات الرئيسية التي تواجه المؤتمر الأنباء التي ترددت مؤخراً عن أن طفلاً في ولاية ميسيسيبى الأمريكية، أثبتت الفحوصات مجدداً أنه مصاب بفيروس "إتش آى في" بعدما كانت تقارير قد أفادت العام الماضي بأنه شفي من الفيروس بعد الخضوع لعلاج جديد. وتعني هذه التطورات أن هؤلاء المجتمعين في ملبورن يواجهون ظروفاً مماثلة لما كانوا عليه خلال العشرين عاماً الماضية، أى أنه رغم البحث العلمي واسع النطاق، لم يتم التوصل لعلاج ولا لقاح لوقف تفشي المرض الذي تنتقل عدواه عبر الاتصال الجنسي أو نقل الدم أو بين الأمهات وأطفالهم خلال مراحل الحمل والرضاعة، وعلى الرغم من كل هذه الظروف إلا أنه لا يمكن القول إنه ليس هناك أمل. وأفاد تقرير نشره برنامج مكافحة الإيدز التابع للأمم المتحدة يوم الأربعاء الماضي، بأن هناك إنجازات تحققت خلال الأعوام الخمسة الماضية تزيد على ما تحقق خلال ال 23 عاماً سابقة لها. وزاد على ذلك رئيس البرنامج ،مايكل سيديبي، قائلاً إن القضاء على هذا الوباء "ممكن". وأشار التقرير إلى حدوث تراجع بنسبة 35% في الوفيات المتعلقة بالإيدز عن فترة عامي 2004 و2005 التي سجلت ذروة هذه الوفيات "2,4مليون سنوياً". كما أشار إلى تراجع بنسبة 38% في حالات العدوى الجديدة لتصل إلى 2,1 مليون حالة العام الماضي مقابل 3,4 مليون حالة عام 2001. وسوف يكون سيديبي أحد المتحدثين الرئيسيين في مؤتمر ملبورن، إلى جانب الرئيس الأمريكى الأسبق بل كلينتون والمغني الناشط بوب جيلدوف.