قال الشيخ محمد عبد العزيز خطيب السيدة عائشة إن هناك أخطاء كثيرة يقع فيها بعض الصائمين في رمضان منها الإسراف في الطعام حتى أصبح رمضان عند كثير من الناس شهر الطعام والشراب والموائد لا شهر الصيام والقيام والفوائد، كما أن النوم الكثير نهارا وكثره السهر ليلا وهذه أمور تفوت على العبد خيرا كثيرا وربما كانت سببا في فوات صلاة الجماعة أو تأخير الصلاة عن وقتها. وأضاف خلال خطبة جمعة اليوم بمسجد السيدة عائشة أن الصوم يزكي النفس ويحسن الخلق ويحث المسلم على التحلي بالصبر والحلم والرحمة والمروءة، مشيراً إلى أن إطلاق كثير من الناس ألسنتهم بالغيبة والنميمة والكذب والزور في ساعات صومهم يضعف ثواب الصيام، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم((من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)). وأوضح أن هناك الكثير من الصائمين لا يعرف ما يفسد صومه مما لا يفسد وماذا يجب عليه، لافتا إلى أن شهر الصوم هو شهر الصبر كما قال تعالى "يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة" - سورة البقرة 153 ) ليصبح عبداً لله لا عبداً لشهوته وهواه، وكما قال جل وعلا "إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب"-سورة الزمر آية 10). وقال إن شهر الصوم هو شهر الصبر، وعلى كل مسلم استغلال هذا الشهر ليتخرج منه وقد نال وسام الصبر، فالذي يمتثل أوامر الله في أداء الواجبات والتكاليف في هذا الشهر سوف يطعم معنى الصبر، ويسمو بنفسه عن إتباع الهوى والشهوات ويكون أقدر على مواجهة الفتن والمغريات بعد رمضان وفي رمضان فهو شهر جهاد النفس وتربيتها. وأردف قائلاً "إن الصبر على أذى الخلق من علامات قوة الإيمان، فقد قال تعالى: وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ . وفي سنن الترمذي، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الْمُسْلِمُ إِذَا كَانَ مُخَالِطًا للنَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ، خَيْرٌ مِنَ الْمُسْلمِ الَّذِي لاَ يُخَالِطُّ النَّاسَ، وَلا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ. وصححه الألباني ،وعلى كل مسلم أن يزداد صبرًا، وأن يعفو ويصفح في هذا الشهر الكريم.