حذرت منظمة الصحة العالمية من معاودة مرض شلل الأطفال للظهور خاصة في عدد من الدول الإسلامية، بعد أن كان العالم على وشك استئصاله، وذلك نتيجة أخبار وشائعات كاذبة وفتاوى مغلوطة حول شلل الأطفال، مما يعرض حياة مئات آلاف الأطفال للخطر. وأشار بهاء القوصي كبير مسئولي الإعلام ببرنامج شلل الأطفال بمنظمة الصحة العالمية، إلى أن فتاوى المتطرفين تسهم في انتشار الفيروس، ومنها أن التطعيم يحتوي على دهن الخنزير، أو هرمونات تسبب العقم، مضيفاً أن البعض يروج أيضاً إلى أن فرق التطعيم الدولية تابعة لأجهزة مخابرات دولية، مما يعرضها لهجمات من قبل المتطرفين في بعض البلدان الإسلامية مثل الصومال وأفغانستان وباكستان ونيجيريا، وفقاً لما ورد بوكالة "أنباء الشرق الأوسط". وأوضح القوصي أنه لمواجهة هذا الوضع تم تشكيل الفريق الاستشاري الإسلامي لاستئصال شلل الأطفال، حيث انطلق في شهر فبراير الماضي في جدة، بمبادرة من الأزهر الشريف ومجمع الفقه الإسلامي الدولي ومنظمة التعاون الإسلامي والبنك الإسلامي للتنمية. وأضاف القوصي أن الفريق الاستشاري الإسلامي عقد الشهر الماضي في إسلام آباد مؤتمراً دولياً للعلماء حول استئصال شلل الأطفال، وذلك بالنظر إلى وجود أعداد كبيرة من الأطفال في المجتمعات الإسلامية، حيث أعلن المشاركون في المؤتمر أن لقاحات شلل الأطفال وغيرها من اللقاحات آمنة وفعالة وتتفق تماماً مع مبادئ الشريعة الإسلامية. كما شدد المشاركون في المؤتمر على أنه من واجب الآباء والأمهات والمجتمعات تطعيم أطفالهم وحمايتهم من جميع الأمراض ومن إعاقة تلازمهم طيلة حياتهم، وأن من واجب الحكومات تقديم خدمات الرعاية الصحية والاجتماعية الهامة لتحسين حياة جميع الأطفال والشعوب. وأشار القوصي إلى أن منظمة الصحة العالمية تعد حالياً لتنظيم مؤتمراً دولياً يعقد في نيروبى على الأرجح، لتعزيز جهود القضاء على مرض شلل الأطفال في الصومال، التي تشهد منذ سنوات طويلة وضعاً غير مستقر يؤثر سلباً على حصول بعض الأطفال على التطعيم الذي يقيهم من الإصابة بالمرض.