مصر الدولة الوحيدة التي تخلت عن سياحتها الداخلية على حساب "الوافدة " مكاتب تنشيط السياحة الخارجية منذ عهد عبد الناصر إهدار للملايين دون عائد . مطالبنا من هشام زعزع مازالت عالقة والبلتاجي أحدث طفرة في القطاع لم تتكرر لا يزال القطاع السياحي يعانى من حالة من الركود بالرغم من استقرار الدولة ونجاح خارطة الطريق ، فما أسباب استمرار ركود القطاع السياحي المصري وما تأثير هيئة تنشيط السياحة على الحركة السياحية . عن تأثير قرار إغلاق بعض المكاتب الخارجية لهيئة تنشيط السياحة و تقييم المشتغلين بالقطاع السياحي والمرشدين السياحيين في أداء وزير السياحة هشام زعزوع ، و رأيهم في موازنة الترويج الخارجي للقطاع السياحي المصري ولذلك كان لنا هذا الحوار مع محمد غريب رئيس اتحاد المرشدين السياحيين العرب ما رأيكم في دور مكاتب تنشيط السياحة بالخارج ومدى تأثيرها على حركة السياحة الوافدة إلى مصر ؟ لابد من ضبطها باللوائح والقوانين وان يطبق نظام الثواب والعقاب لكل من يهمل أو من لا يحقق النتائج المرجوة ، بالإضافة إلي تطبيق نظام المكافآت لمن يرسل أفواجا سياحية بداخل مصر ، ويتم التغيير في الهياكل الإدارية بداخل المكاتب الخارجية كل موسم سياحي وليس كل أربع سنوات فلماذا ننتظر كل هذه المدة !! بالتأكيد هناك مجاملات عند الاختيار فلابد من وجود اختبارات حقيقة بدون مجاملات ،و المكاتب تهدر ملايين الدولارات دون جدوى ولم تضف شيئا في القطاع السياحي. - واري انه من الضروري وجود مرشد سياحي بكل مكتب خارجي وان يجيد فن التسويق ويكون على علم بعادات وتقاليد البلد التي يعمل بها لتسهيل مهمته والتقييم في كل موسم لجميع المكاتب ومعرفة ما حققه من نجاح خلال الموسم وما أحدثته تلك المكاتب من فعاليات أما عن الوضع الحالي بالمكاتب الخارجية فالموظفون يعتقدون أنهم في إعارة لمدة أربع سنوات دون رقيب . ما رأيك في قرار وزير السياحة بغلق 3 مكاتب خارجية لهيئة تنشيط السياحة وهل ترى أنها مفيدة أم لا ؟ غلق المكاتب ليس حلا و لابد من وجودها بالخارج ولكن إعادة هيكلتها أفضل من إغلاقها فالموظفين بداخل تلك المكاتب لا يتحركون ولا يتواجدون بالقرب من الجمهور ولا يحاولون إبراز أي عناصر للجذب السياحي في مصر بالطريق المباشر لدى المواطنين. ولكن بعض المدن السياحية الغربية تلقي رواجا سياحيا كبيرا على الرغم من انعدام الأمن بها فما الفارق بينها وبين مصر ؟ الإعلام المصري هو السبب الرئيسي في تلك الأزمة فهو يصور طوال الوقت أن مصر ليست آمنة ويظهر التفجيرات و الحوادث والتوترات الأمنية طوال الوقت مثل ما يحدث بداخل الجامعات فالصورة تظهر أن ما يحدث يتم بشكل عام في جميع أنحاء مصر وليس في منطقة محددة والحياة متوقفة بسبب تلك الأحداث فلابد من اظهار الجوانب الايجابية فى مصر مثل التركيز على الجوانب السلبية . - ومن الضروري أيضا توضيح خريطة المناطق الآمنة للسائح مثلما تفعل جميع بلاد العالم ومن هنا أطالب رجال الأعمال المصريين والمؤسسات الإعلامية بإنشاء قناة سياحية متخصصة وذلك لتنشيط القطاع السياحي المصري ولكسب عناصر جذب للسائحين لدى مصر ، فتركيا مثلا عملت على تنشيط السياحة من خلال الترويج لاماكن سياحية من خلال الأعمال الدرامية والإعلام الخاص أما في مصر فإعلامنا لا يظهر إلا كل ما هو سلبي . وأؤكد أن السياحة قادمة في نوفمبر القادم وذلك في بداية الموسم السياحي بعد أن اشتاق محبو مصر لزيارتها لأول مرة منذ 3 سنوات . هل لديكم ترشيحات اقترحتموها لتولى منصب رئيس هيئة تنشيط السياحة ؟ لابد أن يكون لديه مقاييس معينة لاختياره ومنها ان يكون سافر أغلب دول العالم وان يجيد فن لغة التعامل مع السائحين وان يكون على علم بجميع المزارات السياحية في مصر ، وجميع الآثار الموجودة بها وان يكون على علم بمتطلبات السائحين و الخدمات التي تقدم لهم ويكون خبيرا بالتسويق السياحي المصري ومن وجه نظري فإن منصب رئيس هيئة التنشيط السياحي من اخطر المناصب المؤثرة في القطاع السياحي المصري والمسئول عن رواج السياحة الوافدة إلى مصر. ولو نظرنا إلى السفير ناصر حمدي رئيس هيئة تنشيط السياحة الحالي الذي سوف يترك منصبه ويعود إلى الخارجية مرة أخرى فهو صاحب شخصية محترمة ومرموقة ولكن لابد أن يكون حاسما وفعالا في قراراته أكثر من ذلك بكثير . معنى ذلك انه لم يحقق ما كنتم تتوقعونه منه ؟ نعم، فهو لم يصل للسائح بطريقة مباشرة أما عن مجدي سليم رئيس قطاع السياحة الداخلية بهيئة تنشيط السياحة فلا غبار عليه فهو يعمل بقدر المستطاع على ترويج السياحة الداخلية وهذه وجهة نظري الشخصية ولكن حتى الآن لم يطلب منا ترشيح شخص بعينه لتولى المنصب ولم يتم الأخذ برأينا من أي جهة معنية . وما أسباب عدم الاهتمام بالسياحة الداخلية وأسباب عدم نجاحها بالرغم إمكانية تعويضها لخسارة ندرة السياحة الوافدة ؟ القطاع السياحي المصري لا يهتم بالسياحة الداخلية فهناك بعض الشركات السياحية والفنادق لا تهتم بالمواطن المصري ومعظم الفنادق تردد بأن السائح الأجنبي لديها أفضل من السائح المصري ويرددون مبررات واهنة مثل سلوكيات المصريين في الأكل واستخدام الأدوات غير متحضرة وأنا أؤكد إن هناك بعض السائحين يملكون سلوكيات أكثر بشاعة وفظاظة كما أن وزارة السياحة دائما مع الشركات السياحية والفنادق لا تهتم إلا بالسائح الأجنبي في حين أن الاهتمام بالسائح المصري أفضل بكثير من السائح الأجنبي وجدير بالذكر أن معظم الدول تعتمد على السياحة الداخلية أكثر من السياحة الخارجة مثل أمريكا فالسياحة الداخلية بها تتجاوز ال 80% فمن فوائد السياحة الداخلية النقود تدفع مقدماً. فالسياحة الداخلية تحدث رواجا داخليا وسيولة مباشرة لقطاعات المجتمع وخلق فرص عمل على عكس السياحة الخارجية فأموالها تدخل خزائن الدولة ونحن نواجه مشكلة خطيرة جدا من فترة التسعينات بالسياحة الداخلية في مصر . فالسائح المصري يسدد فاتورة قيمتها أضعاف السائح الأجنبي و سأعطك مثالا السائح الأجنبي يدفع 15 دولارا كإقامة كاملة إفطار وغداء وعشاء في اليوم الواحد بعكس السائح المصري من الممكن أن يدفع 1000 جنيه عن اليوم الواحد ويقدم له وجبتين فقط والحل يوجد لدى وزارة السياحة عن طريق تطبيق لوائح تنص على تخصيص جزء من الأماكن الموجودة بالفنادق للمصرين بأسعار مخفضة ومدعمة تعادل الأسعار التي بدفعها السائح الأجنبي وبذلك سيكون هناك رواج داخلي للمناطق السياحية طوال العام لان كثير من المصريون يرغبون بالسفر طوال العام فأن تم التخفيض سيتم الرواج بشكل كبير جدا ،فنحن الدولة الوحيدة بالعالم التي نتخلى فيها عن سائح البلد ونهتم بالسياحة الوافدة والسياحة الداخلية تعطي رسالة خارجية إلى العالم أن مصر بلد آمنة لأنهم على علم بما يحدث بالداخل فهذا أفضل بكثير من تسليط الضوء على سائح أو اثنين يتجولون بالأماكن السياحية، . و ماذا عن موازنة وزارة السياحة التي خصصت للترويج السياحي بالخارج و قدرت ب 40 مليون دولار هل تراها كافية ؟ أطالب بشيء من ترشيد النفقات والتخلي عن بهرجة العزائم والحفلات والمجملات ، ومن وجهة نظري فإنني أرى أن هذا المبلغ يكفي ، فنحن من منتصف الستينات منذ إنشاء هيئة تنشيط السياحة بقرار جمال عبد الناصر صرفت الكثير ولم تأتى بنتيجة . وما المطالب الخاصة بكم و التي لم يحققها وزير السياحة هشام زعزوع ؟ هناك مطالب تحققت وهناك مطالب لم تتحقق بعد ، فحتى اللحظة لم يتم تعويض المرشدين السياحيين عند فترة عجاف القطاع السياحي بعد ثورة 25 يناير وكذلك لم تتم هيكلة مكاتب هيئة تنشيط السياحة بالخارج والعمل على تأهيل الموظفين بها . وماذا عن مشروع تحويل سيناء إلى دبي الثانية خلال ألف يوم ؟ لم يتخذ فيه البدء فيه حتي اللحظة بالرغم من أهمية المشروع حيث يرتكز عناصره على استغلال سيناء في سياحة المراكب العائمة بحريا الأمر الذي سينتج رحلات مشتركة عبر خليجي العقبة والسويس بين الأردن والسعودية ومصر خاصة مع التوسعات الكبرى التي تمت في ميناء نويبع . و ما تعقيبك على آداء وزير لسياحة هشام زعزوع ؟ إن ما يهم قطاع السياحة هو تحقيق إرباح للقطاع وزيادة الطلب على زيارة المقاصد السياحية المصرية وإبرام العقود الخارجية ، ومن وجهة نظري فإن أهم من احدث طفرة بالقطاع السياحي المصري هو الوزير السابق ممدوح البلتاجى ، فقد ازدهر القطاع في عهده بشكل ملحوظ لم يتكرر .