هي آخر زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم ميمونة بنت الحارث، هلالية النسب، إخوتها تزوجن من عدد من الصحابة وأصحاب المكانة، قبل زواجها من خاتم المرسلين محمد كانت عند مسعود بن عمرو الثقفي قبل الإسلام والذي توفى في ريعان شبابه ودخلت هي للإسلام. في السنة السابعة للهجرة كان الرسول صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت الحرام فرأته ميمونة وتمنت أن تنال شرف الزواج منه وأفضت بأمنيتها لأختها أم الفضل وأخبرت الأخيرة زوجها عن أمنية اختها وعندما أخبر رسو الله بأمنية ميمونة بعث النبي لها طالب لها يعرض عليها الزواج. ما أن خرج من عندها ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم جعفر ابن أبي طالب بعرضه خطبة النبي، حتى انطلقت إلى رسول الله وما أن رأته قالت "البعير وما عليه لله ورسوله"، ونزل فيها قول الله تعالى "وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها إن وهبت نفسها للنبي إن أراد أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين". دخلت ميمونة إلى بيت النبوة وعمرها حوالي ست وعشرون عاما، وأخذت تنهل من العلم فيه وتستمع لأحاديث الرسول وتتفقه وكانت كثيرة الصلاة في المسجد النبوي وعندما اشتد المرض بخاتم المرسلين كان في بيتها حتى استأذنها وانتقل إلى بيت عائشة والذي وافته المنية به. وكبقية أمهات المؤمنين عاشت حياتها بعد وفاة نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم تنشر سنته بين الصحابة والتابعين وكانت من رواة أحاديثه قيل أنها نقلت ست وسبعين حديثا، وكان الرسول قد شهد لها ولأخواتها بالإيمان ففي حديث شريف له عن ابن عباس رضي الله عنه قال :"قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الأخوات المؤمنات ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأم الفضل وسلمى امرأة حمزة وأسماء بنت عميس أختهن لأمهن". اختتمت حياة ميمونة بنت الحارث في عهد الخليفة معاوية رضي الله عنه، وقيل أنها انتقلت إلى الرفيق الأعلى عام 51 من الهجرة وكان عمرها ثمانون عاما، ودفنت في محل عرسها في سرف فكان محل زواجها هو مثواها الأخير.