أسعار الأسماك والخضروات والدواجن اليوم 20 أكتوبر    هبوط الأخضر الأمريكي.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري الإثنين 20-10-2025    أول تعليق من ميسي على تتويج المغرب بكأس العالم للشباب ضد الأرجنتين    ويتكوف: التقديرات بشأن كلفة إعادة إعمار غزة تبلغ نحو 50 مليار دولار    الكاف يهنئ المغرب على التتويج بمونديال الشباب 2025    صححوا مفاهيم أبنائكم عن أن حب الوطن فرض    ارتفاع جديد في أسعار الذهب داخل الأسواق المصرية اليوم الإثنين 20 أكتوبر 2025    عاجل - ترامب يؤكد: وقف إطلاق النار في غزة مازال ساريًا رغم الخروقات    ولي العهد السعودي وماكرون يناقشان جهود إحلال الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط    ارتفاع كبير تجاوز 2000 جنيه.. سعر طن الحديد والأسمنت اليوم الإثنين 20-10-2025    ملخص وأهداف مباراة المغرب والأرجنتين في نهائي كأس العالم للشباب    هل ينتقل رمضان صبحي إلى الزمالك؟.. رد حاسم من بيراميدز    طقس حار وشبورة مائية كثيفة اليوم الاثنين 20 أكتوبر 2025 على أغلب أنحاء مصر    ماكرون: سرقة اللوفر هجوم على تراث فرنسا    كيت بلانشيت: مصر دورها قيادى فى إرساء السلام    «الترحال السياسى».. ظاهرة تثير الجدل فى «الانتخابات البرلمانية»    والد ضحية زميله بالإسماعيلية: صورة ابني لا تفارق خيالي بعد تقطيعه لأشلاء    موعد التحقيق مع عمر عصر ونجل رئيس اتحاد تنس الطاولة.. تعرف على التفاصيل    ميلان يقفز لقمة الدوري الإيطالي من بوابة فيورنتينا    هانى شاكر يُشعل دار الأوبرا بحفل ضخم ضمن مهرجان الموسيقى العربية    يسرا تشعل أجواء احتفال مهرجان الجونة بمسيرتها الفنية.. وتغنى جت الحرارة    عاجل - تفاصيل موعد صرف مرتبات شهر أكتوبر 2025 بعد قرار وزارة المالية    وفاة شابة عشرينية بسبب وشم قبل أسبوع من زفافها    مواد غذائية تساعدك على النوم العميق دون الحاجة إلى أدوية    الذكرى الثامنة لملحمة الواحات.. حين كتب رجال الشرطة بدمائهم صفحة جديدة في تاريخ الشرف المصري    قيادة التغيير    ضربه ب«مفك».. مصرع طالب على يد زميله في الدقهلية    ذكرى الأب تُنهي حياة الابن.. شاب ينهي خياته في الذكرى الخامسة لوفاة والده بالإسماعيلية    المغرب يرفع ميزانية الصحة والتعليم بعد موجة الاحتجاجات    أمريكا تفضح أكاذيب نتنياهو والبنتاجون يكشف حقيقة انفجار رفح    منصّة صيد مشبوهة قرب مطار بالم بيتش تثير قلقًا حول أمن الرئيس الأمريكي ترامب    «سول» تحتجز جنديا من كوريا الشمالية بعد عبوره الحدود البرية    6 أبراج «نجمهم ساطع».. غامضون يملكون سحرا خاصا وطاقتهم مفعمة بالحيوية    هشام جمال: «فشلت أوقف ليلى عن العياط خلال الفرح»    ليبيا.. حفتر يدعو إلى حراك شعبي واسع لتصحيح المسار السياسي    د. أمل قنديل تكتب: السلوكيات والوعي الثقافي    ثقافة إطسا تنظم ندوة بعنوان "الدروس المستفادة من حرب أكتوبر".. صور    فريق بحث لتحديد المتهم بالتعدي على مدرسة لغات في إمبابة    مضاعفاته قد تؤدي للوفاة.. أعراض وأسباب مرض «كاواساكي» بعد معاناة ابن حمزة نمرة    نحافة مقلقة أم رشاقة زائدة؟.. جدل واسع حول إطلالات هدى المفتي وتارا عماد في الجونة    الداخلية السورية: القبض على عصابة متورطة بالسطو على البنك العربي في دمشق    محافظ الغربية يجوب طنطا سيرًا على الأقدام لمتابعة أعمال النظافة ورفع الإشغالات    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 20 أكتوبر 2025 في القاهرة والمحافظات    سهام فودة تكتب: اللعب بالنار    محمد رياض يتصدر التريند بعد إعلان نجله عن نية تقديم جزء ثانٍ من «لن أعيش في جلباب أبي» والجمهور بين الصدمة والحنين    خبر في الجول – نهائي السوبر بتحكيم أجنبي.. وثنائي مصري لنصف النهائي    طارق العشرى: حرس الحدود خلال فترة قيادتى كان يشبه بيراميدز    الذكاء الاصطناعي ضيفًا وحفلًا في جامعة القاهرة.. ختام مؤتمر مناقشة مستقبل التعليم العالي وتوصيات للدراسة والبحث العلمي    تألق لافت لنجوم السينما فى العرض الخاص لفيلم «فرانكشتاين» بمهرجان الجونة    ميلاد هلال شهر رجب 2025.. موعد غرة رجب 1447 هجريًا فلكيًا يوم الأحد 21 ديسمبر    «مشروع مربح» يقبل عليه شباب دمياط ..أسرار تربية الجمال: أفضلها المغربي (صور وفيديو)    لدغات عمر الأيوبى.. بيراميدز "يغرد" والقطبين كمان    «المؤسسة العلاجية» تنظم برنامجًا تدريبيًا حول التسويق الإلكتروني لخدمات المستشفيات    لجنة تطوير الإعلام تتلقى توصيات المؤتمر العام السادس لنقابة الصحفيين    نادي قضاة مصر يهنئ المستشار عصام الدين فريد بمناسبة اختياره رئيسًا لمجلس الشيوخ    ندب المستشار أحمد محمد عبد الغنى لمنصب الأمين العام لمجلس الشيوخ    هل زكاة الزروع على المستأجر أم المؤجر؟ عضو «الأزهر العالمي للفتوى» توضح    محافظ الشرقية يترأس اجتماع اللجنة العامة لحماية الطفل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شارع المعز..حكاية الغرف السحرية وشمس محمد على وأسدي بيبرس (صور)
نشر في محيط يوم 05 - 07 - 2014

- حقد دفين يدفع فرنسا لسرقة أبواب مدرسة بيبرس
- خدعة صلاح الدين لغلق الجامع الأزهر
- غلق القبة الضريحية حتى إشعار آخر
- طائفة البهرة الشيعية تضع يدها على شارع المعز
- السلطان برقوق يوزع " ميه بسكر " على الشعب
- الكامل سلم القدس طواعية لفرنسا مجاملة لملكها
- غرف سحرية تعين الزوجات للتصنت على أزواجهن
- السلحدار كان يملأ خزانه الذى يتسع ل 30 مليون لتر مياه بالسخرة
- الحاكم بأمر الله ظن نفسه إلها فقتلوه .. و الفرنسيون حولوا مسجده لخمارة
- قلاوون غارق فى المياه .. و سرقة " صرة" برقوق
أسرار وحكاوي كثيرة كشفتها حملة "محبي شارع المعز" والذين تجولنا معهم بصحبة مفتش آثار الجمالية محمد خليل ..
تبدأ الأسرار بجامع "الحاكم بأمر الله" والذي لا يستطيع من يدخله سوى تذكر مشهد أحمد حلمى عندما فقد حذاءه أمام جامع الحاكم فى فيلم " عسل أسود " ، فيتمسك كل فرد بحذائه و هو يضحك ، ثم لا يلبث أن يتيه فى روحانية المكان ، الجامع بنى عام 380 ه فى عهد العزيز بالله الفاطمى ، و أتمه الحاكم بأمر الله لذا نسب إليه و صار يعرف بجامع الحاكم ، و هو ثانى جامع بنى بالقاهرة بعد الجامع الأزهر ، افتتح الجامع و تم الصلاة فيه فى احتفال كبير بأول جمعة من رمضان .
كان يعرف الحاكم بتقواه ، و كان يهتم بالعلماء كثيرا ، و برغم بأسه ، لكنه عفا عن العالم ابن الهيثم بعد فشله فى وقف مشكلة فيضان نهر النيل ، فى حين أن العادة كانت تقتضى أن من يخذل الحاكم كانت عقوبته الموت .
و لكن دائما السلطة ما تفسد و كذلك الحاشية و منهم طائفة الدروز التى قامت ب " تأليه " الحاكم بأمر الله حتى ظن نفسه إلها ، و كان يحب الفلك و استطلاع النجوم فى المقطم ، فتتبعوا مساره و اغتالوه ، ليرجح بعض المؤرخين أن أخته هى من بعثت أحد لقتله ، و نفى آخرون قائلين أنها فى ذلك الوقت لن تكون أخت الحاكم بعد قدوم الحاكم الجديد ، لذا ذهبت التكهنات إن من قام بها هو أحد الغيورين على الدين الإسلامى .
بعد مرور السنوات و قدوم صلاح الدين الأيوبى إلى مصر ، كان حينها الجامع الأزهر ينشر المذهب الشيعى ، فقام الأيوبى بحيلة لمنع الصلاة فى الأزهر ، بإصدار فتوى من الشيوخ بعدم إقامة صلاة الجمعة فى جامعين بنفس المدينة ، و كان أكبر مسجدين بالقاهرة جامع الأزهر ، و جامع الحاكم بأمر الله ، و هكذا استطاع أن يغلق الأيوبى جامع الأزهر .
وفى العصر المملوكى تم ترميم مآذن الحاكم التى تهدمت، و أنشأت على طراز العمارة المملوكية ، و عندما جاء الاحتلال الفرنسى إلى مصر كان الجامع مدمر و إيواناته متهدمة و لم يبق سوى إيوان واحد ، فحوله الفرنسيون إلى حصن لهم ووضعوا خمارة فى وسط المسجد و خصصوا مكانا لتصنيع الزجاج .
حتى جاء عمر مكرم الذى رمم الجامع حتى يستطيع الناس الصلاة فيه ، ثم قامت لجنة حفظ الآثار العربية بحفظ الآثار الموجودة بالجوامع فى متحف الفن الإسلامى، و بعدها قامت طائفة البهرة و هى طائفة شيعية غنية بالهند مشهورة بالعطارة ، بالمجئ إلى مصر لترميم آثار أجدادهم فى شارع المعز ووافق الرئيس الراحل أنور السادات على ذلك .
و ظهرت الكثير من المقالات فى روز اليوسف تحت عنوان " الشيعة يريدون امتلاك شارع المعز " ، و كانوا بالفعل يشترون كل المحلات و البيوت المعروضة للبيع بأى ثمن ، و لهم فندق فى شارع المعز ، و يعدون جامع الحاكم بالنسبة لهم كالكعبة ، فهم يظنون أن الحاكم هو الإمام المخلص و أنه سيبعث من جديد ليخلصهم ، و هم لا يصلون فى جماعة فى انتظار الحاكم ليؤمهم .
جامع الأقمر
بناه سابع الخلفاء الفاطميين الخليفة الآمر بأحكام الله ، واجهة الجامع أقدم و أول وجهة حجرية فى مصر ، و عليها العبارة الشهيرة محمد و على لدى الشيعة ، و هى من ضمن الآثار القليلة المتبقية للفاطميين فى الشارع ، و عند قدوم طائفة البهرة لترميم آثار المعز الفاطمية ، رمموا مسجد الأقمر و الحاكم ، و تركوا المآذن بلا ترميم ، لأنها تعود للطراز المعمارى المملوكى .
مدرسة بيبرس البندقدارى
أعلاها نرى " الأسدان " و هو ختم مميز للعمارة السلطانية ، و لكل حاكم ختمه الخاص به ، وكانت مدرسة بيبرس من أكبر المدارس التى أنشئت فى ذلك الوقت .
و بسبب حقد دفين من فرنسا تجاه بيبرس ، لمشاركته فى أسر" لويس التاسع " عند قدومه إلى مصر بدار ابن لقمان فى المنصورة ، استغلوا الفرصة عند تطوير الخديوى إسماعيل لشوارع القاهرة الخديوية لتوسيعها ، فاقترحوا عليه توصيل شارع بيت القاضى بشارع المعز للتخلص من المدرسة ، فأمر إسماعيل بهدم جزء من مبنى مدرسة بيبرس البندقدارى ، و لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أخذوا أبواب المدرسة ووضعوها على القنصلية الفرنسية فى مصر و لا تزال موجودة بها حتى اليوم .
القبة الضريحية و " المدرسة الصالحية "
أول مدرسة أنشئت فى مصر لتعليم المذاهب الفقهية السنية الأربعة ، أقامها الصالح نجم الدين أيوب ، و بجواره ضريحه التى شيدته زوجته " شجر الدر " بالقرب من المدرسة حتى يحظى بدعاء المصلين و الوافدين على المدرسة ، و فتح بينهم شباك ، و القبة الضريحية حاليا مغلقة لوجود هبوط فى الأرضية .

المدرسة الكاملية
أنشأها الملك الكامل محمد بن العادل الأيوبي كأول مدرسة حديثة فى مصر ، الكامل الذى تسبب بصراعه مع أخوه عيسى حول الحكم بتسليم القدس طواعية لملك فرنسا الذى كان مغضوبا عليه من الكنيسة ، حيث استعان الكامل بملك فرنسا فريدريك للتخلص من عيسى الذى استعان بدوره بالمغول.
لنشهد مأساة " استعانة الأخوة بالأعداء " للاستيلاء على الحكم ، و شاءت الأقدار أن يموت عيسى ، و حينها خشى فريدريك من أن يعود بجيوشه من جديد لفرنسا محمل بالخيبة ، فأرسل رسالة إلى الكامل يستعطفه قائلا : أنا عبدك و أنت سيدى أنقذنى " ، فقام الكامل بإعطائه القدس على شرط إلا يضع بها حامية عسكرية ، لتضيع المجاملة و صراع الأخوة القدس من جديد ، بعد ما بذله المسلمون من أرواح لاستعادتها .
سبيل و كتاب عبد الرحمن كتخدا
كان عبد الرحمن كتخدا ضابط فى الجيش العثمانى ترقى فى المناصب حتى وصل إلى قائد جيوش ، و لكن حدثت ضغائن بينه و بين السلطان فتم نفيه إلى الشام ، و قبل وفاته بعث للسلطان يستعطفه أن يموت و يدفن على أرض مصر ، و بالفعل دفن بالجامع الأزهر ، و بنى سبيل و كتاب بشارع المعز لسقاية المارة و تعليم الأطفال تقربا لله .
سبيل محمد على
السبيل يعلوه علامة " الشمس المشعة " و هى ختم الوالى محمد على ، و السبيل أقامه محمد على على روح ابنه إسماعيل الذى كان يقود فتوحات السودان ، و تطاول حينها على أحد حكام السودان ، مما تسبب فى قتله و حرقه ، و السبيل به فتحات مخصصة ليشرب منها المارة مجانا ، و هى أفضل بكثير من المياه المعدنية التى نشربها فى أيامنا هذه ، و العاملون بالسبيل كانوا يخضعون لفحص دورى حتى لا ينقلوا للناس أى أمراض معدية .
و مياه السبيل تأتى من خزان ضخم تحت الأرض " خزان السلحدار " يصل إلى 11 متر تحت الأرض ، و لازال بالسبيل ماء حتى الآن ، و لم يتم سحب مياهه خلال تطوير السبيل ، لأن سحبها مرة واحدة يهدد باختلال التربة و انهيار السبيل و ما حوله من آثار ، و أقيم به حاليا متحف نسيج متخصص نُقل إليه كل تحف النسيج من مختلف المتاحف الرومانى و الفرعونى و القبطى و الإسلامى .
سبيل و خزان أغا السلحدار
شيد هذا الأثر الأمير سليمان أغا سلحدار ،و يعد من رجال الوالى محمد على ، فكان واحداً من أربعة أشخاص دبروا لمذبحة القلعة مع محمد على ، و السلحدار تعنى "المسئول عن السلاح" ، أنشأ السلحدار سبيل و خزان ، و كان يملأ مياه الخزان بالسخرة ، و كان يهوى الهدم و البناء ، فأى مكان يعجبه يهده و يبنى مكانه مستخدما حجارته ، و بنا لنفسه قصر بإمبابة .
الخزان عمقه 11 متر تحت الأرض ، تملئ مياهه من شارع بورسعيد الخليج المصرى بالجمال من فتحة تطل على الشارع ،و يستوعب 30 مليون لتر مياه ، تظل فى الخزان لمدة عام ، لذا كانوا يضعون عليها كل فترة مياه ورد و مواد عطرية حتى لا ينبعث منها روائح كريهة ، بالخزان ثلاث فتحات لتنزيل المياه ، و نقلها لأحواض ، و الفتحة الثالثة ينزل من خلالها العمال قبل الفيضان لجمع الرواسب .
تتميز عمارة الخزان الهندسية بمادة بياض تمنع ترسب أى مياه للداخل أو الخارج و إلا انهدم المبنى ، و هذة المادة أفضل بكثير من المواد الكيماوية العازلة التى تستخدم حاليا و التى تحتمل حتى 50 عام ، أما خزان السلحدار فيعود ل 195 عام ، و القباب من أفضل الوسائل المعمارية فى تحمل الضغط فتوزع هذا الضغط على الجوانب و الأعمدة ، فتحتمل أعلاها مبنى بأكمله .
لكن بعد إنشاء الخديوى إسماعيل شركة المياه ، جعل فى كل حارة حنفية ، فلم يعد هناك حاجة للذهاب للسبيل ، و عن مشكلة السقا فقد تم تعيينهم على حنفيات المياه .
و بعد عودة على مبارك و رفاعة الطهطاوى من الخارج ، أرادوا نشر ما تعلموه و لكن بسبب تراكم الديون على مصر فى عهد إسماعيل لم تتحمل الخزانة مصاريف اى بناء جديد ، فسمح لهم إسماعيل باستخدام مبانى القاهرة التاريخية كمدارس ، فتم استخدام السبيل كفصول للتعليم و استخدم المخزن لتخزين دكك الدراسة .
مجموعة قلاوون
أنشأها السلطان سيف الدين بن قلاوون و هو من المماليك البحرية الذى استعان بهم الصالح نجم الدين أيوب لقتال الصليبين ،و مرض قلاوون أثناء حروبه فى الشام ، و نقل إلى البيرمستان " المشفى " و نذر هناك أنه إذا تولى حكم مصر سيبنى مشفى أفضل منها .
شهدت مصر صراعات كبيرة على الحكم بين المماليك ، و ظلت عينا قلاوون على الكرسى حتى موت بيبرس و لم يرد أن ينقض على الحكم ، و عندما تولى ابن بيبرس " العادل بدر الدين سلامش " و هو صغير فى السن ، فولى المماليك قلاوون لأنه كبيرهم ، دون حاجة منه للدخول فى صراع .
قلاوون أراد أن يبنى مجموعة ضخمة تحوى قبة ومدرسة و بيرمستان ، تكون أكبر من مجموعة الصالح نجم الدين أيوب و بيبرس لحقده عليهم ، فكان قلاوون عبدا اشتراه نجم الدين ، لذا هد قلاوون قلعة نجمد الدين فى المنيل التى تربى فيها ، و استخدم ركامها فى مجموعته الأثرية .
و كان قلاوون يتابع العمل بنفسه و جنوده كانوا يأخذون أى مار بالشارع لينقل حجر و يساعد فى البناء و هكذا قال المؤرخون إن المجموعة انتهت فى 11 شهر و آخرون نفوا و قالوا إنه استغرق أكثر من 7 سنوات و ال 11 شهر الزخرفة فقط ،و تكلفت المجموعة مليون دينار .
بنى قلاوون بيرمستان حديث يعالج كل الأمراض ومستشفى ،أما القبة الضريحية فهى أضخم و أفضل قبة ضريحية فى مصر و الثانية على مستوى العالم بعد تاج محل و تصميمها كقبة الصخرة ، فكان كل سلطان يسعى بذلك لتخليد اسمه فى التاريخ .
و المدرسة أقامها الناصر محمد بن قلاوون لتدريس المذاهب السنية الأربعة ، من 719 عام، و أجمل ما يميز المدرسة مدخلها و هو منقول من كنيسة فى عكا ، و أحضره الأشرف خليل قلاوون من حربه على الصليبين فى عكا ، عندما وجد واجهة الكنيسة متهدمة فأحضرها معه ووضعها بمدخل المدرسة ، كما أحضر 6 أعمدة جرانيتية ، و المدرسة تحوى زخارف أندلسية ، فكان الناصر محمد من أكثر المحبين للعمارة و الفن ، و كان يعطى المعمارين و الفنيين المهرة مرتبات شهرية مما شجعهم على القدوم لمصر.
و مدفن قلاوون بالمدرسة فى مدخل يمتد لأكثر من 3 أمتار تحت الأرض ، مصمم كمدافن المصريين القدماء ، و حجرة الدفن حاليا غارقة بالمياه بعد ترميم البعثة الألمانية .
شارع بين القصرين
سمى شارع بين القصرين بذلك لأنه يقع بين القصر الشرقى و القصر الغربى الفاطمى ، و فى هذا الشارع كان يقام استعراض كبير للجيش كاستعراضات 6 أكتوبر بها حوالى 20 ألف جندى .
خانقاه " السلطان برقوق "
السلطان برقوق من المماليك الجراكسة ، بنيت مدرسته من 635 سنة ، مكان القصر الشرقى الفاطمى ، و عندما افتتح برقوق مجموعته ، قام بملئها بمياه و سكر ووزعهم على الشعب .
و الخانقاه كلمة فارسية " خان "و " قاه " أى مكان إقامة الصوفية المنقطعين للعبادة ، و كان لكل خانقاه أطباء متخصصين بالبطنى و العيون ، باب الخانقاه من أجمل الأبواب النحاسية الموجودة فى مصر ، و الصرة كان مكتوب عليها اسم السلطان برقوق بالفضة و لكن تمت سرقتها فى الآونة الأخيرة .
و القبة الضريحية مدفون فيها ابن السلطان برقوق و زوجته و هو مدفون فى خانقاه ابنه " فرج بن برقوق" فى صحراء المماليك ، فالسلطان برقوق كان محب للعلم و العلماء فأوصى ابنه بان يدفن تحت أقدام علمائه ،
و سقف القبة من أجمل الأسقف فى العالم الإسلامى ،مزخرف بالذهب و اللازورد ، و فوق السقف المذهب سقف جمالون للحفاظ على المكان من الأمطار ، و أعمدته مجلوبة من معابد قديمة .
حمام السلطان إينال
556 سنة مروا على بناء الحمام ،الذى أنشأه السلطان إينال و هو من المماليك الجراكسة، و الحمام بنى أيضا محل القصر الشرقى ، الحمام له غرفة استقبال لخلع الملابس ، و ممره ضيق و به تعرجات للحفاظ على درجة حرارة المكان ، و كانت المرأة تستخدم الحمامات كمكان للتجمع و النميمة ، و تقام فيه احتفالات الزواج ، و الحمامات المملوكية تعد " ساونا " طبيعية أفضل من الحمامات الاصطناعية بكثير .
بيت السحيمى
أول من بناه عبد الوهاب الطبلاوى " شهبندر التجار" فى القاهرة ، و أكمل البناء إسماعيل شلبى ، ثم محمد القصبى ، فى النهاية سكنه محمد أمين السحيمى شيخ رواق الأتراك فى جامع الأزهر ، و هو من سمى البيت نسبة له .
البيت يتميز بمدخل منكسر ، يحمى خصوصية البيت و يعزله عن ضوضاء الشارع ، و ضيق حارة الدرب الأصفر ليس اعتباطيا ، فتم تصميمها بتعرجات كثيرة ، تحمى خصوصية من بالمنزل من المارة و ركاب الجمال ، كما تحميه فى حالة وجود رياح محملة بالأتربة التى تصتدم بالتعرجات فلا تصل إلى المنزل ، و كذلك تحمى من حرارة الشمس العالية فالمشربيات تم معالجتها بطريقة هندسية ،لتكون فتحاتها ضيقة ثم تتسع فى الأعلى ، فالشمس بذلك تدخل من الفتحات الواسعة بعيدا عن من يجلس خلف المشربية .
و تقسم البيوت الإسلامية إلى " سلاملك " و " حرملك " و كلا منها مقسم إلى قاعات صيفى و شتوى ، القاعات الصيفى تطل على الصحن و يتوسطها نافورة لترطيب الجو ، أما الشتوية حيطانها مجلدة بالخشب لتمتص الحرارة ، و فى "المقعد " يجلس الرجل و حريمه لشرب الشاى .
الأسقف و الجوانب مزخرفة ، فكان يعتقد المعماريون المصريون أن أى مكان خالى تسكن فيه الأرواح الشريرة لذا كان يملئ المكان بالزخارف و الآيات القرآنية .
فرش البيت كله حديث و لكن بنفس التصميمات القديمة ، و دواليب الملابس كخزانات الملابس الحديثة موضوعة فى الحيطان ، و أحد تلك الدواليب ليست سوى باب يصعدوا من خلاله للغرفة العلوية ، و هذا النظام متواجد فى كل البيوت الإسلامية وقتها ، و معروفة " بالغرف السحرية " تنصت النساء من خلالها على أزواجهم فى اجتماعاتهم مع الرجال .
و فى المنزل غرفة مخصصة للولادة صغيرة محكومة فى التهوية و الاضاءة ، و غرف تحتية تستخدم لحمامات البخار أى ك " الساونا الحديثة " ، و غرفة الخزف بها مجموعة رائعة مستوردة من العراق و تركيا تعود للقرن ال 19 .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.