مصر وروسيا توقعان عقدًا مكملًا لإنشاء وتشغيل محطة الضبعة للطاقة النووية    ارتفاع قيمة الصادرات المصرية إلى 4.1 مليار دولار خلال 4 أشهر    باريس سان جيرمان – ريال مدريد: هل سيصل باريس سان جيرمان إلى النهائي للمرة الثانية على التوالي؟    غلق موقع أكروبوليس بأثينا لحماية السياح والعاملين من أشعة الشمس الحارقة    فرنسا تشدد الخناق على الإخوان.. ماكرون يطلق حزمة إجراءات صارمة لمواجهة التطرف    مجلس النواب يوافق على قرض بقيمة 90 مليون يورو من بنك الاستثمار الأوروبي    ريبيرو يتمسك بالرباعي الخبرة.. ورفض رحيل عبد القادر للسعودية    حريق سنترال رمسيس.. القابضة للمياه: 10 سيارات وفرق طوارئ تشارك في عمليات الإطفاء    ضبط 4500 شريط تحليل فيروسات منتهية الصلاحية في حملات تفتيشية ب الشرقية    حالة الطقس في الإمارات اليوم الثلاثاء 8 يوليو 2025    "الداخلية" تكشف ملابسات فيديو حادث سير بالطريق الدائري وواقعة السير عكس الاتجاه    لليوم الثاني.. فرق الإنقاذ تواصل جهودها لانتشال جثتين سقطت بهما سيار نقل من «معديه» بنهر النيل في قنا    رامي جمال: عمرو دياب أسطورة حية.. وأنا مش من جيله علشان أتقارن بيه    مشاركة فعالة ل دار الشروق في معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب    الطيران المدني: عودة حركة التشغيل إلى طبيعتها بمطار القاهرة    خارجية قطر: التصعيد الميداني في غزة يصعب مهمة الوسطاء    الفلبين تستدعي السفير الصيني بعد فرض بكين عقوبات على سناتور سابق انتقد الصين    فيضانات تكساس الكارثية تودي بحياة أكثر من 100 شخصًا    محافظ الجيزة: منظومة ذكية لإحكام السيطرة على نقل مخلفات البناء والهدم    الخميس.. غلق باب تلقى أوراق الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ    حسام أشرف ينضم لتدريبات سموحة غدًا بعد اتمام إعارته من الزمالك    استمرار عمليات التبريد فى مبنى سنترال رمسيس لليوم الثانى وسط حالة استنفار    افتتاح قبة «سيدي جوهر المدني» في شارع الركبية بحي الخليفة    بتكلفة 2 مليون جنيه.. بدء التشغيل التجريبي لوحدة «عناية القلب» بمستشفى الحسينية المركزي    فيلم ريستارت يقفز بإيراداته إلى رقم ضخم.. كم حقق في دور العرض الإثنين؟    «هتضحك معاهم من قلبك».. 4 أبراج يُعرف أصحابها بخفة الدم    الجبهة الوطنية: نؤكد أهمية خروج الانتخابات بصورة تليق بالدولة المصرية    سؤال برلماني حول حريق مبنى سنترال رمسيس    بالصور.. رئيس جامعة دمياط يفتتح معرض مشروعات تخرج طلاب كلية الفنون التطبيقية    رسميًا.. صفقة الأهلي "الحملاوي" ينضم إلى كرايوفا الروماني    وزير البترول: تنفيذ مشروعات مسح جوي وسيزمي لتحديد الإمكانات التعدينية فى مصر    تراجع أسعار النفط مع تقييم المستثمرين تطورات الرسوم الأمريكية    المصرية للاتصالات تنعي شهداء الواجب في حادث حريق سنترال رمسيس    ضبط أدوية مغشوشة داخل منشآت صحية بالمنوفية    وزير الإسكان يتفقد المنطقة الاستثمارية ومشروع الأرينا بحدائق "تلال الفسطاط"    اغتاله الموساد.. تعرف على أعمال غسان كنفانى أحد رموز الصمود الفلسطينى    ندوة بالجامع الأزهر تُبرز أثر المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار في ترسيخ الوَحدة    جبالي في نهاية دور الانعقاد الخامس: المجلس حمل أمانة التشريع والرقابة ويشكر المحررين البرلمانيين    رئيس الرعاية الصحية: تطوير المنشآت الطبية بأسوان وربط إلكتروني فوري للطوارئ    وكيل وزارة الصحة يتابع انتظام العمل بوحدات إدارة إسنا الصحية.. صور    استمرار تلقي طلبات الترشيح في انتخابات مجلس الشيوخ بشمال سيناء    الكشف عن سبب غياب "شريف والمهدي سليمان" عن تدريب الزمالك الأول    النائب إيهاب منصور يتقدم ببيان عاجل بشأن مأساة اندلاع حريق سنترال: تسبب فى توقف تام لكل المرافق    طريقة عمل الكشري المصري بمذاق لا يقاوم    وزيرة التنمية المحلية تتابع عمليات إخماد حريق سنترال رمسيس    التقديم الإلكتروني للصف الأول الثانوي 2025.. رابط مباشر وخطوات التسجيل والمستندات المطلوبة    حريق سنترال رمسيس.. وزير التموين: انتظام صرف الخبز المدعم في المحافظات بصورة طبيعية وبكفاءة تامة    معلق مباراة تشيلسي وفلومينينسي في نصف نهائي كأس العالم للأندية    البرازيل ونيجيريا تبحثان التعاون الاقتصادي وتفعيل آلية الحوار الاستراتيجي    رغم غيابه عن الجنازة، وعد كريستيانو رونالدو لزوجة ديوجو جوتا    هشام يكن: جون إدوارد و عبد الناصر محمد مش هينجحوا مع الزمالك    رسميا بعد الزيادة الجديدة.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الثلاثاء 8 يوليو 2025    المجلس الوطني الفلسطيني: هدم الاحتلال للمنازل في طولكرم جريمة تطهير عرقي    أهم طرق علاج دوالي الساقين في المنزل    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : الفساد صناعة ?!    (( أصل السياسة))… بقلم : د / عمر عبد الجواد عبد العزيز    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : حالة شكر.""؟!    نشرة التوك شو| الحكومة تعلق على نظام البكالوريا وخبير يكشف أسباب الأمطار المفاجئة صيفًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شارع المعز..حكاية الغرف السحرية وشمس محمد على وأسدي بيبرس (صور)
نشر في محيط يوم 05 - 07 - 2014

- حقد دفين يدفع فرنسا لسرقة أبواب مدرسة بيبرس
- خدعة صلاح الدين لغلق الجامع الأزهر
- غلق القبة الضريحية حتى إشعار آخر
- طائفة البهرة الشيعية تضع يدها على شارع المعز
- السلطان برقوق يوزع " ميه بسكر " على الشعب
- الكامل سلم القدس طواعية لفرنسا مجاملة لملكها
- غرف سحرية تعين الزوجات للتصنت على أزواجهن
- السلحدار كان يملأ خزانه الذى يتسع ل 30 مليون لتر مياه بالسخرة
- الحاكم بأمر الله ظن نفسه إلها فقتلوه .. و الفرنسيون حولوا مسجده لخمارة
- قلاوون غارق فى المياه .. و سرقة " صرة" برقوق
أسرار وحكاوي كثيرة كشفتها حملة "محبي شارع المعز" والذين تجولنا معهم بصحبة مفتش آثار الجمالية محمد خليل ..
تبدأ الأسرار بجامع "الحاكم بأمر الله" والذي لا يستطيع من يدخله سوى تذكر مشهد أحمد حلمى عندما فقد حذاءه أمام جامع الحاكم فى فيلم " عسل أسود " ، فيتمسك كل فرد بحذائه و هو يضحك ، ثم لا يلبث أن يتيه فى روحانية المكان ، الجامع بنى عام 380 ه فى عهد العزيز بالله الفاطمى ، و أتمه الحاكم بأمر الله لذا نسب إليه و صار يعرف بجامع الحاكم ، و هو ثانى جامع بنى بالقاهرة بعد الجامع الأزهر ، افتتح الجامع و تم الصلاة فيه فى احتفال كبير بأول جمعة من رمضان .
كان يعرف الحاكم بتقواه ، و كان يهتم بالعلماء كثيرا ، و برغم بأسه ، لكنه عفا عن العالم ابن الهيثم بعد فشله فى وقف مشكلة فيضان نهر النيل ، فى حين أن العادة كانت تقتضى أن من يخذل الحاكم كانت عقوبته الموت .
و لكن دائما السلطة ما تفسد و كذلك الحاشية و منهم طائفة الدروز التى قامت ب " تأليه " الحاكم بأمر الله حتى ظن نفسه إلها ، و كان يحب الفلك و استطلاع النجوم فى المقطم ، فتتبعوا مساره و اغتالوه ، ليرجح بعض المؤرخين أن أخته هى من بعثت أحد لقتله ، و نفى آخرون قائلين أنها فى ذلك الوقت لن تكون أخت الحاكم بعد قدوم الحاكم الجديد ، لذا ذهبت التكهنات إن من قام بها هو أحد الغيورين على الدين الإسلامى .
بعد مرور السنوات و قدوم صلاح الدين الأيوبى إلى مصر ، كان حينها الجامع الأزهر ينشر المذهب الشيعى ، فقام الأيوبى بحيلة لمنع الصلاة فى الأزهر ، بإصدار فتوى من الشيوخ بعدم إقامة صلاة الجمعة فى جامعين بنفس المدينة ، و كان أكبر مسجدين بالقاهرة جامع الأزهر ، و جامع الحاكم بأمر الله ، و هكذا استطاع أن يغلق الأيوبى جامع الأزهر .
وفى العصر المملوكى تم ترميم مآذن الحاكم التى تهدمت، و أنشأت على طراز العمارة المملوكية ، و عندما جاء الاحتلال الفرنسى إلى مصر كان الجامع مدمر و إيواناته متهدمة و لم يبق سوى إيوان واحد ، فحوله الفرنسيون إلى حصن لهم ووضعوا خمارة فى وسط المسجد و خصصوا مكانا لتصنيع الزجاج .
حتى جاء عمر مكرم الذى رمم الجامع حتى يستطيع الناس الصلاة فيه ، ثم قامت لجنة حفظ الآثار العربية بحفظ الآثار الموجودة بالجوامع فى متحف الفن الإسلامى، و بعدها قامت طائفة البهرة و هى طائفة شيعية غنية بالهند مشهورة بالعطارة ، بالمجئ إلى مصر لترميم آثار أجدادهم فى شارع المعز ووافق الرئيس الراحل أنور السادات على ذلك .
و ظهرت الكثير من المقالات فى روز اليوسف تحت عنوان " الشيعة يريدون امتلاك شارع المعز " ، و كانوا بالفعل يشترون كل المحلات و البيوت المعروضة للبيع بأى ثمن ، و لهم فندق فى شارع المعز ، و يعدون جامع الحاكم بالنسبة لهم كالكعبة ، فهم يظنون أن الحاكم هو الإمام المخلص و أنه سيبعث من جديد ليخلصهم ، و هم لا يصلون فى جماعة فى انتظار الحاكم ليؤمهم .
جامع الأقمر
بناه سابع الخلفاء الفاطميين الخليفة الآمر بأحكام الله ، واجهة الجامع أقدم و أول وجهة حجرية فى مصر ، و عليها العبارة الشهيرة محمد و على لدى الشيعة ، و هى من ضمن الآثار القليلة المتبقية للفاطميين فى الشارع ، و عند قدوم طائفة البهرة لترميم آثار المعز الفاطمية ، رمموا مسجد الأقمر و الحاكم ، و تركوا المآذن بلا ترميم ، لأنها تعود للطراز المعمارى المملوكى .
مدرسة بيبرس البندقدارى
أعلاها نرى " الأسدان " و هو ختم مميز للعمارة السلطانية ، و لكل حاكم ختمه الخاص به ، وكانت مدرسة بيبرس من أكبر المدارس التى أنشئت فى ذلك الوقت .
و بسبب حقد دفين من فرنسا تجاه بيبرس ، لمشاركته فى أسر" لويس التاسع " عند قدومه إلى مصر بدار ابن لقمان فى المنصورة ، استغلوا الفرصة عند تطوير الخديوى إسماعيل لشوارع القاهرة الخديوية لتوسيعها ، فاقترحوا عليه توصيل شارع بيت القاضى بشارع المعز للتخلص من المدرسة ، فأمر إسماعيل بهدم جزء من مبنى مدرسة بيبرس البندقدارى ، و لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أخذوا أبواب المدرسة ووضعوها على القنصلية الفرنسية فى مصر و لا تزال موجودة بها حتى اليوم .
القبة الضريحية و " المدرسة الصالحية "
أول مدرسة أنشئت فى مصر لتعليم المذاهب الفقهية السنية الأربعة ، أقامها الصالح نجم الدين أيوب ، و بجواره ضريحه التى شيدته زوجته " شجر الدر " بالقرب من المدرسة حتى يحظى بدعاء المصلين و الوافدين على المدرسة ، و فتح بينهم شباك ، و القبة الضريحية حاليا مغلقة لوجود هبوط فى الأرضية .

المدرسة الكاملية
أنشأها الملك الكامل محمد بن العادل الأيوبي كأول مدرسة حديثة فى مصر ، الكامل الذى تسبب بصراعه مع أخوه عيسى حول الحكم بتسليم القدس طواعية لملك فرنسا الذى كان مغضوبا عليه من الكنيسة ، حيث استعان الكامل بملك فرنسا فريدريك للتخلص من عيسى الذى استعان بدوره بالمغول.
لنشهد مأساة " استعانة الأخوة بالأعداء " للاستيلاء على الحكم ، و شاءت الأقدار أن يموت عيسى ، و حينها خشى فريدريك من أن يعود بجيوشه من جديد لفرنسا محمل بالخيبة ، فأرسل رسالة إلى الكامل يستعطفه قائلا : أنا عبدك و أنت سيدى أنقذنى " ، فقام الكامل بإعطائه القدس على شرط إلا يضع بها حامية عسكرية ، لتضيع المجاملة و صراع الأخوة القدس من جديد ، بعد ما بذله المسلمون من أرواح لاستعادتها .
سبيل و كتاب عبد الرحمن كتخدا
كان عبد الرحمن كتخدا ضابط فى الجيش العثمانى ترقى فى المناصب حتى وصل إلى قائد جيوش ، و لكن حدثت ضغائن بينه و بين السلطان فتم نفيه إلى الشام ، و قبل وفاته بعث للسلطان يستعطفه أن يموت و يدفن على أرض مصر ، و بالفعل دفن بالجامع الأزهر ، و بنى سبيل و كتاب بشارع المعز لسقاية المارة و تعليم الأطفال تقربا لله .
سبيل محمد على
السبيل يعلوه علامة " الشمس المشعة " و هى ختم الوالى محمد على ، و السبيل أقامه محمد على على روح ابنه إسماعيل الذى كان يقود فتوحات السودان ، و تطاول حينها على أحد حكام السودان ، مما تسبب فى قتله و حرقه ، و السبيل به فتحات مخصصة ليشرب منها المارة مجانا ، و هى أفضل بكثير من المياه المعدنية التى نشربها فى أيامنا هذه ، و العاملون بالسبيل كانوا يخضعون لفحص دورى حتى لا ينقلوا للناس أى أمراض معدية .
و مياه السبيل تأتى من خزان ضخم تحت الأرض " خزان السلحدار " يصل إلى 11 متر تحت الأرض ، و لازال بالسبيل ماء حتى الآن ، و لم يتم سحب مياهه خلال تطوير السبيل ، لأن سحبها مرة واحدة يهدد باختلال التربة و انهيار السبيل و ما حوله من آثار ، و أقيم به حاليا متحف نسيج متخصص نُقل إليه كل تحف النسيج من مختلف المتاحف الرومانى و الفرعونى و القبطى و الإسلامى .
سبيل و خزان أغا السلحدار
شيد هذا الأثر الأمير سليمان أغا سلحدار ،و يعد من رجال الوالى محمد على ، فكان واحداً من أربعة أشخاص دبروا لمذبحة القلعة مع محمد على ، و السلحدار تعنى "المسئول عن السلاح" ، أنشأ السلحدار سبيل و خزان ، و كان يملأ مياه الخزان بالسخرة ، و كان يهوى الهدم و البناء ، فأى مكان يعجبه يهده و يبنى مكانه مستخدما حجارته ، و بنا لنفسه قصر بإمبابة .
الخزان عمقه 11 متر تحت الأرض ، تملئ مياهه من شارع بورسعيد الخليج المصرى بالجمال من فتحة تطل على الشارع ،و يستوعب 30 مليون لتر مياه ، تظل فى الخزان لمدة عام ، لذا كانوا يضعون عليها كل فترة مياه ورد و مواد عطرية حتى لا ينبعث منها روائح كريهة ، بالخزان ثلاث فتحات لتنزيل المياه ، و نقلها لأحواض ، و الفتحة الثالثة ينزل من خلالها العمال قبل الفيضان لجمع الرواسب .
تتميز عمارة الخزان الهندسية بمادة بياض تمنع ترسب أى مياه للداخل أو الخارج و إلا انهدم المبنى ، و هذة المادة أفضل بكثير من المواد الكيماوية العازلة التى تستخدم حاليا و التى تحتمل حتى 50 عام ، أما خزان السلحدار فيعود ل 195 عام ، و القباب من أفضل الوسائل المعمارية فى تحمل الضغط فتوزع هذا الضغط على الجوانب و الأعمدة ، فتحتمل أعلاها مبنى بأكمله .
لكن بعد إنشاء الخديوى إسماعيل شركة المياه ، جعل فى كل حارة حنفية ، فلم يعد هناك حاجة للذهاب للسبيل ، و عن مشكلة السقا فقد تم تعيينهم على حنفيات المياه .
و بعد عودة على مبارك و رفاعة الطهطاوى من الخارج ، أرادوا نشر ما تعلموه و لكن بسبب تراكم الديون على مصر فى عهد إسماعيل لم تتحمل الخزانة مصاريف اى بناء جديد ، فسمح لهم إسماعيل باستخدام مبانى القاهرة التاريخية كمدارس ، فتم استخدام السبيل كفصول للتعليم و استخدم المخزن لتخزين دكك الدراسة .
مجموعة قلاوون
أنشأها السلطان سيف الدين بن قلاوون و هو من المماليك البحرية الذى استعان بهم الصالح نجم الدين أيوب لقتال الصليبين ،و مرض قلاوون أثناء حروبه فى الشام ، و نقل إلى البيرمستان " المشفى " و نذر هناك أنه إذا تولى حكم مصر سيبنى مشفى أفضل منها .
شهدت مصر صراعات كبيرة على الحكم بين المماليك ، و ظلت عينا قلاوون على الكرسى حتى موت بيبرس و لم يرد أن ينقض على الحكم ، و عندما تولى ابن بيبرس " العادل بدر الدين سلامش " و هو صغير فى السن ، فولى المماليك قلاوون لأنه كبيرهم ، دون حاجة منه للدخول فى صراع .
قلاوون أراد أن يبنى مجموعة ضخمة تحوى قبة ومدرسة و بيرمستان ، تكون أكبر من مجموعة الصالح نجم الدين أيوب و بيبرس لحقده عليهم ، فكان قلاوون عبدا اشتراه نجم الدين ، لذا هد قلاوون قلعة نجمد الدين فى المنيل التى تربى فيها ، و استخدم ركامها فى مجموعته الأثرية .
و كان قلاوون يتابع العمل بنفسه و جنوده كانوا يأخذون أى مار بالشارع لينقل حجر و يساعد فى البناء و هكذا قال المؤرخون إن المجموعة انتهت فى 11 شهر و آخرون نفوا و قالوا إنه استغرق أكثر من 7 سنوات و ال 11 شهر الزخرفة فقط ،و تكلفت المجموعة مليون دينار .
بنى قلاوون بيرمستان حديث يعالج كل الأمراض ومستشفى ،أما القبة الضريحية فهى أضخم و أفضل قبة ضريحية فى مصر و الثانية على مستوى العالم بعد تاج محل و تصميمها كقبة الصخرة ، فكان كل سلطان يسعى بذلك لتخليد اسمه فى التاريخ .
و المدرسة أقامها الناصر محمد بن قلاوون لتدريس المذاهب السنية الأربعة ، من 719 عام، و أجمل ما يميز المدرسة مدخلها و هو منقول من كنيسة فى عكا ، و أحضره الأشرف خليل قلاوون من حربه على الصليبين فى عكا ، عندما وجد واجهة الكنيسة متهدمة فأحضرها معه ووضعها بمدخل المدرسة ، كما أحضر 6 أعمدة جرانيتية ، و المدرسة تحوى زخارف أندلسية ، فكان الناصر محمد من أكثر المحبين للعمارة و الفن ، و كان يعطى المعمارين و الفنيين المهرة مرتبات شهرية مما شجعهم على القدوم لمصر.
و مدفن قلاوون بالمدرسة فى مدخل يمتد لأكثر من 3 أمتار تحت الأرض ، مصمم كمدافن المصريين القدماء ، و حجرة الدفن حاليا غارقة بالمياه بعد ترميم البعثة الألمانية .
شارع بين القصرين
سمى شارع بين القصرين بذلك لأنه يقع بين القصر الشرقى و القصر الغربى الفاطمى ، و فى هذا الشارع كان يقام استعراض كبير للجيش كاستعراضات 6 أكتوبر بها حوالى 20 ألف جندى .
خانقاه " السلطان برقوق "
السلطان برقوق من المماليك الجراكسة ، بنيت مدرسته من 635 سنة ، مكان القصر الشرقى الفاطمى ، و عندما افتتح برقوق مجموعته ، قام بملئها بمياه و سكر ووزعهم على الشعب .
و الخانقاه كلمة فارسية " خان "و " قاه " أى مكان إقامة الصوفية المنقطعين للعبادة ، و كان لكل خانقاه أطباء متخصصين بالبطنى و العيون ، باب الخانقاه من أجمل الأبواب النحاسية الموجودة فى مصر ، و الصرة كان مكتوب عليها اسم السلطان برقوق بالفضة و لكن تمت سرقتها فى الآونة الأخيرة .
و القبة الضريحية مدفون فيها ابن السلطان برقوق و زوجته و هو مدفون فى خانقاه ابنه " فرج بن برقوق" فى صحراء المماليك ، فالسلطان برقوق كان محب للعلم و العلماء فأوصى ابنه بان يدفن تحت أقدام علمائه ،
و سقف القبة من أجمل الأسقف فى العالم الإسلامى ،مزخرف بالذهب و اللازورد ، و فوق السقف المذهب سقف جمالون للحفاظ على المكان من الأمطار ، و أعمدته مجلوبة من معابد قديمة .
حمام السلطان إينال
556 سنة مروا على بناء الحمام ،الذى أنشأه السلطان إينال و هو من المماليك الجراكسة، و الحمام بنى أيضا محل القصر الشرقى ، الحمام له غرفة استقبال لخلع الملابس ، و ممره ضيق و به تعرجات للحفاظ على درجة حرارة المكان ، و كانت المرأة تستخدم الحمامات كمكان للتجمع و النميمة ، و تقام فيه احتفالات الزواج ، و الحمامات المملوكية تعد " ساونا " طبيعية أفضل من الحمامات الاصطناعية بكثير .
بيت السحيمى
أول من بناه عبد الوهاب الطبلاوى " شهبندر التجار" فى القاهرة ، و أكمل البناء إسماعيل شلبى ، ثم محمد القصبى ، فى النهاية سكنه محمد أمين السحيمى شيخ رواق الأتراك فى جامع الأزهر ، و هو من سمى البيت نسبة له .
البيت يتميز بمدخل منكسر ، يحمى خصوصية البيت و يعزله عن ضوضاء الشارع ، و ضيق حارة الدرب الأصفر ليس اعتباطيا ، فتم تصميمها بتعرجات كثيرة ، تحمى خصوصية من بالمنزل من المارة و ركاب الجمال ، كما تحميه فى حالة وجود رياح محملة بالأتربة التى تصتدم بالتعرجات فلا تصل إلى المنزل ، و كذلك تحمى من حرارة الشمس العالية فالمشربيات تم معالجتها بطريقة هندسية ،لتكون فتحاتها ضيقة ثم تتسع فى الأعلى ، فالشمس بذلك تدخل من الفتحات الواسعة بعيدا عن من يجلس خلف المشربية .
و تقسم البيوت الإسلامية إلى " سلاملك " و " حرملك " و كلا منها مقسم إلى قاعات صيفى و شتوى ، القاعات الصيفى تطل على الصحن و يتوسطها نافورة لترطيب الجو ، أما الشتوية حيطانها مجلدة بالخشب لتمتص الحرارة ، و فى "المقعد " يجلس الرجل و حريمه لشرب الشاى .
الأسقف و الجوانب مزخرفة ، فكان يعتقد المعماريون المصريون أن أى مكان خالى تسكن فيه الأرواح الشريرة لذا كان يملئ المكان بالزخارف و الآيات القرآنية .
فرش البيت كله حديث و لكن بنفس التصميمات القديمة ، و دواليب الملابس كخزانات الملابس الحديثة موضوعة فى الحيطان ، و أحد تلك الدواليب ليست سوى باب يصعدوا من خلاله للغرفة العلوية ، و هذا النظام متواجد فى كل البيوت الإسلامية وقتها ، و معروفة " بالغرف السحرية " تنصت النساء من خلالها على أزواجهم فى اجتماعاتهم مع الرجال .
و فى المنزل غرفة مخصصة للولادة صغيرة محكومة فى التهوية و الاضاءة ، و غرف تحتية تستخدم لحمامات البخار أى ك " الساونا الحديثة " ، و غرفة الخزف بها مجموعة رائعة مستوردة من العراق و تركيا تعود للقرن ال 19 .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.