تسود حالة من الهدوء الحذر بلدة شعفاط، شمالي القدس، صباح اليوم الخميس، بعد توقف المواجهات بين شبان فلسطينيين والقوات الإسرائيلية والتي بدأت صباح أمس الأربعاء، على خلفية اختطاف فتى فلسطيني وقتله وحرق جثته. وذكرت وكالة "الأناضول" الإخبارية أنه تبعثرت أجزاء من الإشارات الضوئية في الشوارع وبدت علامات التدمير واضحة على محطات القطار الخفيف في بلدة شعفاط ، شمالي القدس، بعد مواجهات بين الشبان الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية منذ صباح أمس الأربعاء وحتى فجر اليوم الخميس. وأضافت "الأناضول" أنه مع توقف المواجهات وانسحاب القوات الإسرائيلية من البلدة صباح اليوم الخميس فقد بدت آثار المواجهات التي أعادت إلى الأذهان مظاهر الانتفاضة الأولى "انتفاضة الحجارة" (عام 1987) بعودة ظاهرة الملثمين وإضرام النار بإطارات السيارات واقتصار المواجهات على رشق الحجارة والزجاجات الفارغة أو الحارقة. وتعمد المتظاهرون الفلسطينيون تدمير كل ما له علاقة بالسلطات الإسرائيلية في بلدتهم للتعبير عن غضبهم على اختطاف وقتل وإحراق جثة الفتى محمد حسين أبو خضير ، 17 عاما، من قبل مستوطنين إسرائيليين أمس، بحسب المصدر ذاته. وقال مراسل وكالة "الأناضول": "فقد دمر المتظاهرون الأجزاء البلاستيكية في الإشارات الضوئية بشكل كامل فتبعثرت في الشوارع وحطموا عدة محطات للقطار الكهربائي الإسرائيلي الخفيف الذي يمر في شعفاط لربط القدسالغربية مع مستوطنتي "بسغات زئيف" و"النبي يعقوب" بالقدس". وقد توقف القطار الخفيف عن العمل بشكل كامل منذ بدء المواجهات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية صباح أمس ما اثر على عشرات الالاف المستوطنين في "بسغات زئيف" و"النبي يعقوب". وأضاف المراسل أن الشوارع مازالت مغلقة في بلدة شعفاط من خلال حاويات حديدية كبيرة للنفايات تم وضعها في وسط الشوارع لمنع القوات الإسرائيلية من التقدم، فيما أغلقت المحال التجارية أبوابها في بلدة شعفاط وفي معظم أرجاء القدسالشرقية حدادا على أبو خضير. وأعلنت الشرطة الإسرائيلية اليوم إن الجثة التي عثر عليها في القدسالغربية أمس هي ذاتها للفتى الفلسطيني محمد أبو خضير الذي جرى اختطافه من بلدة شعفاط، شمالي القدسالشرقية، يوم أمس الأربعاء. ويسود الاعتقاد في بلدة شعفاط، مسقط رأس أبو خضير، بأن مستوطنين اختطفوا الفتى وهو طريقه لأداء صلاة الفجر في مسجد بالبلدة وقتلوه، انتقاماً لاختطاف ومقتل ثلاثة مستوطنين إسرائيليين في جنوب الضفة الغربية، وهو الحادث الذي أدانته عدة دول غربية وعربية وشخصيات دولية. ويأتي مقتل أبو خضيرة ردا على مقتل ثلاثة مستوطنين أعلنت إسرائيل يوم الاثنين الماضي العثور على جثثهم بعد اختفائهم منذ يوم 12 يونيو/حزيران الماضي. ولم تعلن أية جهة فلسطينية مسؤوليتها عن اختطاف وقتل المستوطنين، غير أن إسرائيل حملت "حماس" المسؤولية، واتهمت من تقول إنهما اثنين من نشطاء الحركة في الخليل، وهما: عامر أبو عيشة ومروان القواسمي، بالوقوف وراء اختطاف المستوطنين الثلاثة وقتلهم. وترفض "حماس" الاتهامات الإسرائيلية، وتصر على أنها لا تملك أيه معلومات عن الأمر.