حذرت "منظمة العفو الدولية" (آمنستي) اليوم الأربعاء، من استمرار تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) في استهداف الأقليات في العراق وعلى رأسهم أتباع الديانة اليزيدية الذين يصفهم هذا التنظيم بأنهم "عبدة شيطان". ولفتت المنظمة في بيان تلقت وكالة "الاناضول" نسخة منه، إلى أن "داعش" اعتقلت ما لا يقل عن 24 من الجنود وحرس الحدود العراقيين، وهم من اليزيديين، الشهر الماضي في شمال غرب البلاد، قبل ان تفرج عن بعضهم لاحقا. وأضافت المنظمة أن الباقين "بقوا قيد الاعتقال على طول الحدود الشمالية الشرقية السورية"، مشيرة الى انهم "من بين إعداد من أبناء الأقليات الذين تستهدفهم "داعش" في حملات خطف واعتقال طائفية في الأسابيع الأخيرة". وأوضحت ان افراد عائلات هؤلاء "الجنود وحرس الحدود اليزيديين المحتجزين من قبل داعش عبروا لآمنستي عن قلقهم الشديد على أحبائهم". وأوضحت المنظمة إن "داعش" وصف هؤلاء الرجال المعتقلين بأنهم "عبدة شيطان"، وذلك في شريط فيديو بثته في 29 حزيران/يونيو الماضي بعنوان "نهاية سايكس – بيكو"، في إشارة إلى اتفاقية سرية تم التوصل اليها بين فرنسا وبريطانيا في العام 1916 بعد مفاوضات بين الدبلوماسي الفرنسي فرانسوا جورج بيكو والبريطاني مارك سايكس، وقضت بالاتفاق على إعادة رسم حدود دول المنطقة وتقاسم السيطرة على المشرق العربي بينهما بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى. ويؤمن اليزيديون بالله ويعتقدون أن الله أمر ملك الملائكة، "طاووس ملك"، بمحاولة إقناع وإخراج آدم من الجنة لكي يتكاثر البشر، وبهم تزدان الأرض ويعبدون الله. ويرفض إتباع هذه الديانة وصفهم ب "عبدة الشيطان"، ويعتقدون، وهم بمعظمهم من أصول كردية، بأن الله كرم الملاك "طاووس ملك" لأنه أثبت إيمانه في "الامتحان" حين رفض أن يسجد لآدم لأنه لا يسجد لغير الله. وأشارت "منظمة العفو الدولية" إلى أنها أجرت مقابلات مع عدد من اليزيديين الذين أفرج عنهم مؤخرا من قبل "داعش"، بالإضافة إلى أفراد من عائلات المعتقلين، لافتة إلى إن "داعش تقوم غالبا بقتل المحتجزين لديها من المدنيين وأفراد القوات المسلحة". وحذرت دوناتيلا روفيرا، كبيرة مستشاري "آمنستي" في شمال العراق حاليا، من أن هناك "منحى تصاعديا يدل على ان داعش تقوم باستهداف الأقليات في العراق بالإضافة إلى المجموعات التي يشتبه أنها معارضة لهم وتقوم بخطف أفرادها واعتقالهم". وشددت دوناتيلا على أن "قتل المحتجزين هو جريمة حرب"، معتبرة أن الصراع في العراق "يتخذ بشكل سريع منحى حرب شرسة وحاقدة تمثل صراعا من اجل البقاء وسط تصاعد الهجمات الطائفية".