الاعتداء على الإعلام وحريته اتخذ أشكالا عديدة بعد ثورة 30 يونيو العام الماضي، كان منها إغلاق بعض المؤسسات الإعلامية، ومنع بعض الكتاب مثل بلال فضل والحجر علي بعض الآراء وكان أخرهم علاء الأسواني ومصادرة مطبوعات مثل جريدة "وصلة" التي تصدرها الشبكة العربية لحقوق الإنسان. ووصلت الاعتداءات على الصحفيين إلى حد القتل الذي كان أخره الزميلة ميادة اشرف ونالت الرقم 11 في عداد قتلي الصحفيين. العدد الكبير في قتلى الصحفيين جعل مصر تحتل المركز الثالث عالميا منذ ثورة 30 يونيو وحتى الآن، وبعض هؤلاء لقي حتفه برصاص قوات الجيش أثناء حظر التجوال، وفي أحيان أخرى أشارت أصابع الاتهام إلى وزارة الداخلية، فيما أشارت أصابع الاتهام في حوادث أخرى إلى جماعة الإخوان المسلمين. وبينما أقرت الأممالمتحدة أن لكل شخص الحق في حرية التعبير ويشمل ذلك الحق في التماس ونشر وتلقي المعلومات، يُعد هذا الحق في حرية المعلومات أمراً ضرورياً؛ امتلكت القوات المسلحة الحق الحصري في نقل ما يحدث في شبه جزيرة سيناء، واعدت محاكمة عسكرية للصحفي احمد ابو دراع لنقله معلومات تعارضت مع ما نقله المتحدث العسكري. ويعاني الإعلام في مصر من أمراض مزمنة بسبب فرض الدولة سلطتها عليه حتى سيطر رأس المال السياسي علي كبري المؤسسات الإعلامية. وكان وضع ميثاق شرف إعلامي احد بنود خارطة الطريق في إعلان 3 يوليو، إلا انه يتطلب تنفيذ وتفعيل وليس مجرد كتابة بضع بنود علي ورق. شيماء ابو الخير - الرئيس التنفيذي للجنة الدولية لحماية الصحفيين بالشرق الأوسط - أكدت أن مصر شهدت حالة من تدهور حرية الصحافة صاحبت قيام الثورة المصرية وتولي المجلس العسكري وحتى فترة حكم الرئيس المعزول الدكتور محمد مرسي ووصلت إلي ذروتها بعد 30 يونيو، وزاد التضييق علي حرية الإعلام بشكل كبير. وأوضحت أن عددا كبيرا من الصحفيين قابع خلف القضبان ولم يقدم بعضهم إلى القضاء ومنهم محبوس علي ذمة قضايا بالفعل، لكن الذي يمثل الخطر الأكبر وجود بعض الصحفيين في السجون المصرية، وتلفق اتهامات سياسية رغم أن القبض عليهم تم أثناء ممارسة عملهم الصحفي. وأشارت إلى أن الأوضاع في مصر متدهورة، وطبقا لتقرير لجنة حماية الصحفيين فان مصر من اخطر البلدان في ممارسة العمل الصحفيين، وهناك 9 صحفيين تم استهدافهم حتى الآن وتتحمل مسئوليتهم أطراف عدة فتارة تكون جماعة الإخوان المسلمين هي المسئولة وفي أحيان أخرى تكون القوات الأمنية هي المسئولة وتوجد حالة يكون الجاني فيها مجهولا. وقالت إن إجراء تحقيقات عادلة ومستقلة وشفافة في حالات قتل الصحفيين، هو السبيل حتى يتم التأكد من معرفة الجاني الحقيقي وتقديمه إلى العدالة في اقرب فرصة. واستنكرت دور نقابة الصحفيين في عدم حماية أعضائها ودعمهم، مشيرة إلى أن كل ما تفعله النقابة إصدار بيانات بشأن النقابيين فقط، ولابد وان يشمل دور النقابة كل الصحفيين من غير النقابيين لأنهم الأكثر عرضة للانتهاكات. اقرأ فى هذا الملف "30 يونيو عام من الواقع والحلم" * خبراء اقتصاديون: الحكومات أدارت المرحلة بمنظور قصير المدى * فتاوي استباحة الدماء عنوان للمرحلة والامن يفرض غرامة علي ملصقات دينية * توقعات بانتهاء الارتباك السياسي بمصر.. وخبراء: الوضع معقد * «الثلاثون من يونيو» وانقسام المجتمع المصري * السيسي في قصر الرئاسة.. ثورة شعب أم انقلاب عسكري * علاقات مصر الخارجية.. تحديات وفشل في إدارة الأزمات ** بداية الملف