تختلط فرحة استقبال شهر رمضان؛ مع مرارة الابتعاد عن الوطن وفقد الأحباب لدى السوريين؛ الذين يعيشون في بلدان اللجوء، والذين يقضي بعضهم رابع شهر رمضان بعيداً عن الوطن والأهل. في تركيا التي بدأ رمضان بها اليوم؛ تناول اللاجئون السوريون سحورهم الأول لهذا العام أيضاً، ممتزجاً بمراراة البعد وحزن الفراق، وبأمل ولو ضئيل في العودة. في أحد المخيمات بولاية "ملاطية" شرق الأناضول التركي، عبرت السورية "يسرى حسن" (35) عن حزنها لقضاء رمضان آخر بعيداً عن الوطن، وأبدت اشتياقها لليوم الذي تتمكن فيه من تناول سحور وإفطار أول يوم في رمضان في سوريا. كما وجهت يسرى الشكر لتركيا ولرئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان"، لفتح أبواب تركيا أمامهم. وأعرب المسؤول عن المخيم "نهات يازيجي أوغلو" عن دعمه للاجئين السوريين، مشيراً إلى اعتزامه المشاركة في برامج السحور والإفطار التي تنظم في المخيم، وفي الفعاليات المختلفة التي ستنظم به، سعيا لإدخال السرور على قلوب قاطني المخيم. وفي مخيم آخر بمنطقة "يايلاداغي" بولاية "هطاي" جنوبتركيا، استضافت عائلة "حجي" المكونة من 5 أفراد فريق الأناضول على مائدة سحورها الأول في شهر رمضان الثاني الذي يقضونه في المخيم. لم ينم الأب والأم طوال الليل بانتظار وقت السحور، وبعد الانتهاء من إعداد الطعام حاول الأب "محمد" إيقاظ الأطفال لتناول السحور، ولدى فشله في إيقاظهم اكتفى بتناول السحور الأول مع زوجته "فهيمة". قال محمد إن مائدة سحوره في المخيم فقيرة مقارنة بتلك التي كانت تُعد في بيتهم في سوريا، لكنه أكد أنه يشكر الله ألف مرة على حاله الذي يعد أفضل كثيرا من حال غيره من السوريين. وعبر محمد عن اعتزامه الالتزام بجميع عاداته الرمضانية رغيم بعده عن وطنه. وفي مخيم بولاية "عثمانية" جنوبتركيا، يضم 10 آلاف لاجئ سوري، تناول اللاجئون سحورهم وهم يستمعون للابتهالات الدينية الصادرة من مأذنة مسجدهم. وحاول اللاجئون الاستمرار في تقاليدهم الرمضانية، حيت أعدوا نفس الأطعمة التي اعتادوا تناولها على السحور في سوريا، وتناولت العائلات طعام السحور مع بعضها البعض، في حين حرصت بعض العائلات على إرسال أطباق من مائدتها إلى الجيران. وبعد انتهاء السحور جلس الرجال على مداخل خيمهم بانتظار أذان الفجر، ليبدؤوا يوماً رمضانياً جديداً بعيداً عن الوطن.