د. سهير إسكندر بعد نشر مقالى السابق بعنوان »ألاعيب كهربائية« تلقيت عدداً كبيراً من المكالمات من المعارف والأصدقاء يتحدثون عن مفارقات الفواتير الباهظة في شتي المجالات. كان ضمن هذه المكالمات استجابة بعض كبار مسئولي إدارة الكهرباء بمصر الجديدة يستوضحون الأمر تحديداً للمسئولية بشأن فواتير الكهرباء الحالية وتلك الصادرة بأثر رجعي!! حماس المتكلمين بشأن الفواتير يعبر في ذاته عن مدي الضغوط التي تثقل كاهل الجميع حتي ظل السؤال يصرخ: إلي متي سنحتمل ارتفاع الأسعار والفساد معه؟ خدمات ضائعة تقابلها جباية متوحشة. معلومات من هنا وهناك جعلتنى بدوري أحاول البحث عن المنطق البشع الذى يحكم حياتنا. ثمة أحاديث ومعلومات تربط الفوضى السائدة بنوع من النظام حتي لو كان رديئاً ومتدنياً. بدأت أكتسب خبرة في فك شفرة الفواتير! وجدت أن الفواتير قد ترتفع أكثر في حالات بعينها أكثر من سواها. مثلاً عقدت مقارنة بين معلوماتي عن صديقة تقيم في مصر الجديدة مع أبنائها وبين زميل يقيم في شارع فيصل بالهرم. الصديقة لديها أبناء يستخدمون جهاز التكييف حوالي 6 ساعات علي الأقل يومياً، تأخذ كهرباء بحوالي 70 جنيهاً شهرياً.. قلت معقول. أما اللامعقول فهو ما حدثني به زميلى الذى يقيم مع ابن وحيد له في شقة من غرفتين فقط، واستخدام الكهرباء يعد محدوداً في هذا البيت.. وجدت أن المطلوب منه هذا الشهر هو 197 جنيهاً.. ما السبب؟ السبب الحقيقي يرجع أن الزميل مريض جداً وملازم للفراش معظم الوقت، هذا ما سهل علي قارئ العداد والمحصل معرفته بحكم متابعة طويلة.. إذن فهناك نقطة ضعف عند زميلي، وهي هنا المرض الشديد مما سيجعله أكثر استسلاماً وأبعد عن الشكوى والضجيج، إذن فلترتفع الفاتورة بدون ضابط أو رابط! من خلال المكالمات المتشعبة وجدت أن ما ينطبق علي الكهرباء يسرى علي التليفونات مع وجود صعوبة أكبر في إثبات الخطأ في التليفونات لعدم وجود عداد لدي المشترك. وجدت أسلوباً مشابهاً، حيث إن فاتورة تليفونات بعض المبتعدين عن منازلهم تكاد تتقارب مع البيوت المستخدمة والآهلة بأصحابها! أىضاً لاحظت أن الفارق بين ما يدفعه شخص مقيم وحده في المنزل محدود الاتصال يكاد لا يقل كثيراً عن استخدام تليفون في أسرة بها شباب يستخدمون التليفون بشكل شبه دائم! هذا يدعو للشك.. هل المسألة تقريبية أم ماذا؟! أىضاً فاتورة المياه ترتفع بشكل جزافي رغم انقطاع المياه في أماكن كثيرة بشكل مباغت ومؤسف. في حواره مع الكاتب الكبير »مجدي مهنا« -شفاه الله- سمعنا ما يدهش من وزير الإسكان. قال المهدنس أحمد المغربي إن مجرد وصول المياه ولو لساعات قليلة للمنزل فهذا لا يعني توصيفاً بانقطاع المياه! هذا بينما تظل الفواتير تخص في مجراها المعتاد المتصاعد! عن صحيفة الوفد المصرية 13/9/2007