2 كثيرا ما تساءلت مثل ملايين آخرين, لماذا رصف الشوارع في مصر بهذا السوء رغم أن الذين يرصفونه هم أنفسهم يرصفون في دول أخري مثل الخليج شوارع نموذجية في الجودة؟.
ثم لماذا طريق المحور بهذا السوء من الرصف والاهتزازات وكوبري اكتوبر والطريق الدائري يشعر المار فوقهما أنه يجري فوق ارض ثابته ورصف جيد؟
ولماذا مصر وحدها التي كلما تسلم محافظ جديد عمله بدأ بإثبات وجوده من خلال تكسير أرصفة الشوارع, التي لا تستحق وإعادة تبليطها من جديد بأنواع جديدة من البلاط وألوان أخري, يأتي المحافظ الذي بعده ويزيلها ويبدأ من جديد وكأننا أغني دولة في العالم؟
أخيرا عرفت ذلك من خلال كتاب صغير الحجم ضخم المعلومات عنوانه رصف الطرق يقول مؤلفه مهندس اسامة فتحي, الذي لا أعرف أن كان اسما حقيقيا أم يتخفي وراءه فهو لم يشر بكلمة عن شخصه إن الفساد في الطرق اكثر منه في الخرسانة المسلحة, لأن المهندس الانشائي يعلم جيدا أنه إذا غش في مواد انشاء عمارة أو كوبري وانهار ستزهق ارواح الناس ويحال المهندس للتحقيق الجنائي, وسيدان ويحبس ويشطب من نقابة المهندسين ويطرد من عمله. أما مهندس الطرق فيعلم جيدا أن الطريق إذا ظهرت به عيوب من ناحية التنفيذ أو سرقة المواد فلن يسأل عن ذلك. كم سمعنا قصصا عن مهندسين تم حبسهم أو فصلهم أو عقابهم ماليا لانهيار عمارة أومنشأة أو كوبري. لكن أتحدي والكلام علي لسان مؤلف الكتاب أن يخبرني أحدا أن مهندسا واحدا حبس أو فصل أو عزل أو عوقب لهبوط أو انهيار طريق او شارع أو حارة! هناك طرق في مصر تتسبب في حوادث سيارات كثيرة لسوء تنفيذها من ناحية التخطيط الهندسي أو الانشائي, ولم نسمع أن مهندسا واحدا حتي الآن عوقب بخصم ولو يومين من راتبه أو وجه له لوم, ولم نسمع أن مهندسا واحدا قدم للتحقيق أو للنيابه بسبب سوء أعمال الارصفة وما يتسبب عنها من حوادث لم نس مع أن مهندسا واحدا حقق معه لتلف السيارات من جراء المرور علي اسفلت معيب!
ما رأي محترفي رفع الدعاوي في أن يجرجروا هؤلاء المهندسين إلي أجهزة التحقيق ومطالبتهم هم وحكومتهم بالتعويضات المناسبة عما نواجهه نحن المواطنين من خسائر واصابات؟! مجرد رأي عن صحيفة الاهرام المصرية 29 / 8 / 2007