تحول ميدان التحرير، وسط العاصمة المصرية، الذي شهد ثورة شعبية أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك، إلى قبلة للمؤيدين والمعارضين للسلطات الحالية، في الذكرى الأولى لعزل الرئيس الأسبق محمد مرسي. ففي الوقت الذي دعا نشطاء معارضون للسلطات الحالية، إلي التظاهر بميدان التحرير، في 3 يوليو، دعت قوى أخرى مؤيدة للسلطات، للاحتفال في ذات اليوم. وتحت شعار "ثورة تاني (ثانية) من جديد"، دشن نشطاء علي موقع التواصل الاجتماعي، دعوة، للتظاهر 3 يوليو المقبل في ميدان التحرير، باعتباره رمزا من رموز الثورة المصرية التي خرج فيها الشباب يوم 25 يناير 2011. وأشار النشطاء إلى أن "زمن الخوف قد انتهي"، وأنهم لن يسمحوا أن يحكمهم "عسكر". وقال النشطاء في دعوتهم، إن "الثورة لا تزال في دمائنا، ولن نتنازل عنها، وميدان التحرير (وسط القاهرة)، ملك للثورة والثوار، ولن ترهبنا نحن الشعب قوات الأمن أو غيرها". كما دعت حركة (باطل)، المؤيدة لمرسي، في بيان لها، إلى استكمال الاصطفاف وتوحيد الجهود، تحت شعار "الثورة.. أولاً" لتجاوز الخلافات، والتظاهر مصطفين يوم 3 يوليو، في كل ميادين مصر، بمطلب واحد وشعار واحد "يسقط حكم السيسي.. يسقط حكم العسكر"، على حد قولها. وأضاف البيان: "لنتحمل مسؤوليتنا تجاه طموحات الشعب وآمال الشباب الذي تجاوز النخب، واتحد من أجل الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية، فلنربأ بأنفسنا أن نكون حجر عثرة أو سبب تأخير في استعادة الثورة وانتصار الشعب". في الوقت نفسه، انتشر هاشتاغ على مواقع التواصل تحت اسم "اللهم بلغنا 5 رمضان"، في إشارة إلى ذات اليوم (3 يوليو الماضي)، وبه دعوة للتظاهر والخروج ضد السلطات الحالية. وكان التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، المؤيد لمرسي، دعا في بيان له الجمعة الماضية، لما أسماه "انتفاضة مهيبة يوم 3 يوليو"، دون أن يحدد مكانها. وفي المقابل، قال عمرو جودة منسق حملة "بأمر الشعب" إحدى الحركات الداعمة للرئيس عبد الفتاح السيسي، وكانت تطالب بترشحه وانضمت للحملة الرئيسية، إن "الائتلافات الداعمة للرئيس قررت النزول يومي 30 يونيو، و3 يوليو، للاحتفال بالثورة المصرية في ميدان التحرير (وسط القاهرة)، إلى جانب احتفالية أخرى أمام قصر الاتحادية الرئاسي (شرقي العاصمة)". وبشأن الاحتفال في نفس الوقت الذي تخرج فيه مظاهرات منددة بما حدث في 3 يوليو، وتصفه بانقلاب، رأى جودة أن "أنصار الرئيس المعزول لن يستطيعوا القيام بحشد يذكر وسط المصريين الذين سيخرجون للاحتفال بصورتهم". وأضاف جودة لوكالة الأناضول قائلا إنه "لطالما قال الإخوان إنهم سيحشدون قوتهم في ميادين الثورة في مناسبات عدة، لكن لم يفعلوا وعندما يواجهون الملايين يتراجعون" على حد قوله. ولم يحدد جودة كيفية الاحتفال في ظل شهر مضان الكريم، لكن طارق الخولي، مؤسس جبهة شباب الجمهورية الثالثة (تحت التأسيس)، وقيادي سابق بالحملة الرئيسية للمشير السيسي أثناء خوضه للانتخابات الرئاسية، قال للأناضول إن "التصور لدى مؤيدي السيسي أن يكون هناك إفطار في ميدان التحرير، وصلاة تهجد أيضاً والتواجد لإحياء الفاعلية". وأضاف الخولي: "سنشارك بالطبع في أي تحركات في ذلك اليوم بهدف الاحتفال". وفاز السيسي برئاسة البلاد، بعد حصوله على 96.91% من إجمالي عدد الأصوات الصحيحة في انتخابات بلغت نسبة المشاركة فيها 47.45%، وهي النسبة التي شككت بصحتها المعارضة والمرشح الخاسر حمدين صباحي. وفي 3 يوليو/ تموز الماضي، أطاح قادة الجيش المصري، بمشاركة قوى دينية وسياسية، بالرئيس السابق محمد مرسي، بعد موجة واسعة من الاحتجاجات الشعبية تمت في 30 يونيو/ حزيران الماضي، في خطوة يعتبرها أنصاره "انقلابا عسكريا" ويراها المناهضون له "ثورة شعبية". ومنذ عزل مرسي ينظم مؤيدوه مظاهرات وفعاليات احتجاجية شبه يومية للمطالبة بعودته.