قتل 15 شخصا على الأقل عندما اقتحم مسلحون يشتبه أنهم ينتمون إلى جماعة "بوكو حرام" فيما قتل 4 آخرين في اشتباكات عرقية في وذلك في حادثين منفصلين بولايتين شمال شرقي نيجيريا، بحسب شهود عيان ومصدر أمني. وفي حديث لوكالة الأناضول عبر الهاتف صباح اليوم الإثنين، قال أحد السكان المحليين من قرية "داكو" التابعة لمجلس "أسكيرا أوبا" المحلي في ولاية بورنو، شمال شرقي نيجيريا، ويدعى يوسف دوجو: "دفننا "جثث" 15 شخصا". وأشار إلى أن مسلحين يشتبه في انتمائهم لجماعة "بوكو حرام" داهموا قريتهم أمس الأحد. وأضاف دوجو، الذي نجا من الهجوم: "جاءوا كالعادة، أكثر من 20 منهم يستقلون شاحنات ودراجات النارية، وبدأوا إطلاق النار على كل من يقع في مرماهم، ثم ألقوا زجاجات المولوتوف (قنابل حارقة) على بيوتنا وممتلكاتنا". ومضى دوجو الذي فر إلى مايدوغوري، عاصمة الولاية، قائلا: "سرقوا أيضا غذائنا. وبرروا ذلك بأن شعبنا (سكان قريتنا) توقفوا عن دفع الأموال ولا يتطوعون لإمدادهم بالمعلومات، وقالوا إننا يجب أن ندفع لهم". وأيد رواية "دوجو" ساكن محلي آخر من نفس القرية يدعي "ساني أسكيرا". وقال في حديث لوكالة الأناضول: "بوكو حرام تقتل شعبنا لعدم تعاوننا معهم، ونحن في حاجة إلى الحماية من الحكومة، ولا أحد في مأمن بعد الآن". ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من المتحدث باسم الجيش أو الشرطة على الهجوم الذي قال سكان محليون إنه وقع صباح أمس الأحد في الجزء الجنوبي من الولاية المضطربة. وتزامنت أعمال العنف في قرية "داكو"، مع اشتباكات عرقية دينية في قرية "ووكاري" الواقعة في ولاية تارابا، شمال شرقي نيجيريا التي شهدت درجات متفاوتة من أعمال العنف خلال الأشهر الماضية. وفي تصريح لوكالة الأناضول قال المتحدث باسم الشرطة جوزيف كواجي، صباح اليوم الإثنين، "يمكنني أن أؤكد أننا انتشلنا 4 جثث قتلى". وأوضح أن "الحادث وقع عقب إطلاق نار متقطع اندلع إثر إضرام بعض الأشخاص النيران في اثنين من الأكشاك (متاجر صغيرة) في سابون غاري، وهي منطقة تهيمن عليها جماعة الهوسا-فولاني المسلمة في ووكاري". وتعيش جماعة الهوسا-فولاني منذ فترة طويلة في ولاية "تارابا" إلى جانب شعوب "جوكون" و"تيف" الذين هم في أغلبيتهم وإلى حد كبير مسيحيين أو وثنيين. وتندلع أعمال العنف بين شعوب "جوكون" و"تيف" وهم مزارعين في الأساس، والهوسا-فولاني وهم رعاة رحل على خلفية التنافس والتمثيل السياسي والخلافات على أراض الرعي وملكية الأراضي. وتأسست "بوكو حرام"، وتعني "التعليم الغربى حرام" بلغة قبائل "الهوسا"، المنتشرة شمال نيجيريا، في يناير/ كانون الثاني عام 2002 على يد محمد يوسف، وتقول إنها تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا، حتى الجنوبية ذات الأغلبية المسيحية. وحافظت جماعة "بوكو حرام"، على سلمية حملاتها رغم طابعها المتشدد ضد ما تصفه ب"الحكم السيئ والفساد"، قبل أن تلجأ عام 2009 إلى العنف، إثر مقتل زعيمها محمد يوسف، أثناء احتجازه لدى الشرطة.