دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين العراقيين جميعاً إلى الإسراع بتشكيل "حكومة وحدة وطنية"، وقال إنه يحمل حكومة نوري المالكي المسئولية عما وصل إليه العراق . وفي بيان أصدره اليوم السبت، مزيلا بتوقيع رئيسه يوسف القرضاوي وأمينه العام علي القرة داغي، ندد الاتحاد بما أسماها "الفتاوى الطائفية التي تدعو إلى قتال العراقيين بعضهم لبعض". ودعا الاتحاد، في البيان "الشيعة" في الجنوب إلى عدم الاستجابة لها، والعمل على حقن الدماء، والسعي إلى الوحدة والمصالحة الشاملة. وأفتت أعلى مرجعية شيعية بالعراق، متمثلة في المرجع علي السيستاني، أمس الجمعة، بحمل السلاح والتطوع، في الحرب ضد "الإرهاب"، معتبرة إياها "حرباً مقدسة"، ومن يقتل فيها "شهيد". وقال الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إنه "يرى أن ما يحدث الآن على أرض العراق هو نتيجة لسياسات الظلم والإقصاء والفساد". ومضى قائلا: "ما يحدث من انهيار شامل لقوى العسكر والأمن والشرطة لم يأت من فراغ، فالسقوط الذي تم في (مدينة) الموصل (مركز محافظة نينوى شمال) لا يمكن إلا أن يفسر على أنه جاء بسبب ثورة شعبية ، وإلا فكيف بفصيل مهما كانت قوته (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشامل - داعش) أن يسيطر على مدينة كبيرة يسكنها قرابة أربعة ملايين نسمة". وأشار إلى أن الاتحاد سبق وأن دعا المسئولين العراقيين إلى "أن يستجيبوا لمطالب الحراك السني في المحافظات السنية، ولكنهم مع الأسف الشديد كان الحل الأمني هو السائد لديهم". ورأى أنه "لو عولجت هذه المظالم من خلال سياسات رشيدة عادلة بعيدة عن الطائفية والإقصاء لما حدث ما حدث". وتابع أنه يلقي "بالمسئولية عن الأحداث المتلاحقة في العراق على كاهل الحكومة العراقية التي فشلت في تحقيق أي استقرار أمني أو معيشي عام أو أن تحدث أي حالة وفاق وطني بين أبناء الشعب، بل أساءت استخدام القوة العسكرية حتى وصلت الأمور إلى ما هي عليه الآن". ودعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى"سرعة تشكيل حكومة وحدة وطنية قائمة على أسس وطنية خالصة مخلصة ، ولا تعمل إلا للصالح العراقي العام من غير تمييز ولا إقصاء ولا فئوية ولا طائفية ولا مذهبية" . وندد ب"بعض الفتاوى الطائفية التي تدعو إلى النفير العام للإخوة الشيعة في الجنوب وغيره ، حيث تترتب عليها حرب طائفية لا تبقي ولا تذر ، وتؤدي إلى قطع وصال النسيج الاجتماعي والقبلي داخل العراق ، حيث إن معظم القبائل العراقية مقسم على السنة والشيعة مثل الشمر، والجبور".