ألقى الشيخ أحمد التركي مدير المساجد الكبرى بوزارة الأوقاف خطبة الجمعة اليوم بالجامع الازهر الشريف حول تحويل القبلة والدروس المستفادة منها . قال الشيخ التركي إن تحويل القبلة محور تمحيص للقيادة والتسليم ،ليختبر المؤمنين في إيمانهم وإحسانهم وإخلاص القلوب والنفوس. وأكد أن العرب كانوا يتعلقون ببيت الله الحرام على أنه بيت العرب المقدس ، فلما تعلق الصحابة بالكعبة أراد الله أن يخلص النفوس وحولت القبلة تجاه الكعبة بدلا من القدس، وكان الرسول يريد أن يطلب من الله ويقول له يارب اجعل القبلة إلى بيتك الحرام فأنزل الله قوله "قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وأضاف كان العرب فى الجاهلية يعظمون البيت الحرام من حيث المبنى ، ولما كان الإسلام يريد استخلاص القلوب لله وتجريدها من التعلق بغيره، وتخليصها من كل نعرةٍ، وكل عصبيةٍ لغير منهج الله تعالى ، فقد انتزعهم من الاتجاه إلى البيت الحرام ،وشاء لهم الاتجاه إلى المسجد الأقصى لفترةٍ ليست بالقصيرة، وما ذاك إلا ليخلِّص نفوسهم من رواسب الجاهلية. وتابع " كذلك لحكمة اخرى منها تأليف قلوب اليهود له ،ولما رأي أنه لا فائدة من ذلك فأخذ يقلب وجهه في السماء كي يحول الله عز وجل وجهه إلي القبلة وذات يوم وهو يصلي العصر في مسجد بني سلمة نزل عليه أمين الوحي جبريل بقرآن يتلي إلي يوم القيامة :" قد نري تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فولي وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولواوجوهكم شطره . دروس مستفادة ونوه خلال خطبته بالجامع الازهر إلى أن هناك دروس كثيرة من حادث تحويل القبلة منها وحدة الأمة حول رمز الكعبة المشرفة ،وكيفية الرد علي السفهاء ومواجهة الشائعات ، و تقوية شخصية المسلم فلايكون المسلم إمعه وقال إن من دروس تحويل القبلة ان الايات تكلمت عن وسطية الامة وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ) ومعنى الوسط اى الافضل . وأوضح أن "لمكانة النبي عند ربه حولت القبلة رضاء الله علي نبيه صلي الله عليه وسلم حيث قال :" فلنولينك قبلة ترضاها " قبلة ترضاها أي ترضاها أنت يامحمد ولو قال أرضاها لكان عين المني ولكن وافق رضاء المولي عزوجل رضاء نبيه صلي الله عليه وسلم فقال قبلة ترضاها " ولفت إلى أن تحويل القبلة كان تغيراً وتحويلاً للأفضل وليتنا نأخذ العبرة والعظة من هذا الدرس ونحاول أن نغير من سلوكنا وأخلاقنا للأفضل والأحسن، إنما الأمم الأخلاق مابقيت فإن همذهبت أخلاقهم ذهبوا كما قال إن حب الصحابة لبعضهم ورفقهم ورحمتهم ببعض من أعظم الدروس المستفادة من تحويل القبلة متسائلا لماذا حدث حادث تحويل القبلة قال بعض الصحابة يارسول الله منا أناس قد ماتوا وهم يصلون تجاه بيت المقدس فما مصيرهم وأين ذهبت صلاتهم يارسول الله فنزل قول المولي عزوجل:" وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤف رحيم " . نهاية الخطبة .. حول التحرش وفي نهاية الخطبة تحدث الشيخ أحمد التركي عن التحرش قائلاً "لو أن الشباب وعوا الدروس والتزموا ماوجدنا في الطريق متحرشاً ولا مغتصباً فقد نهي الإسلام عن مقدمات الزنا النظرة والكلمة والهمسة والقبلة فكيف بالتحرش والاغتصاب ، وضياع ماء الوجه بسبب هذه الرزيلة التي ترهب المجتمع وتصيبه بالخوف والهلع علي بناته ونسائه . وقال إن انتهاك الأعراض لتشوية صورة البلاد والعباد ومحاولة لإنتكاس مصر فهؤلاء فمخطئون ولن يفلحوا بإذن الله .