أوقفت الشرطة الصينية السيارات واستجوبت المشاة الذين يمرون في ميدان تيانانمين "السلام السماوي" في قلب العاصمة الصينيةبكين اليوم الأربعاء في إطار إجراءات أمنية مكثفة لمنع الناس من الاحتفال بالذكرى 25 لحملة القمع العسكرية ضد المظاهرات المطالبة بالديمقراطية. ووفقا لما جاء على وكالة الأنباء الألمانية فقد اصطف المئات من رجال الشرطة في زي مدني ورسمي على امتداد شارع تشانج في بكين والذي يعبر شمال الميدان ليتحققوا من بطاقات الهوية، كما فتشوا حقائب الاشخاص الذين يدخلون إلى هناك. وأوقفت الشرطة بعض السيارات على الطريق واستجوبت راكبيها. وطبقت السلطات بعضا من أكثر الاجراءات الامنية صرامة التي شهدتها بكين منذ عدة أعوام، بسبب هجمات إرهابية وقعت مؤخرا. وقبل حلول الذكرى السنوية لما عرف بمذبحة تيانانمين اعتقلت الشرطة العشرات من النشطاء واحتجزت آخرين بموجب مختلف أشكال الاعتقال الجبري. وقال ويليام ني الباحث الصيني في "منظمة العفو الدولية": "شهدت الايام القليلة الماضية تصعيد السلطات الصينية حملة القمع". وأضاف الباحث: "لقد ذهبوا لابعد من ذلك بالمقارنة بالسنوات الماضية، وبينها الذكرى ال20 لتيانانمين حيث جرى هذه المرة اعتقال مزيد من الاشخاص جنائيا". ومن المتوقع أن يشارك عشرات الالاف في مسيرة على أضواء الشموع بمناسبة الذكرى السنوية في هونج كونج وهو إقليم صيني يتمتع بحكم شبه ذاتي، في وقت لاحق اليوم الأربعاء. ودافع المتحدث باسم وزارة الخارجية هونج لي الليلة الماضية عن حملة القمع التي وقعت في الثالث والرابع من حزيران/يونيو 1989 حيث يعتقد أن المئات لقوا حتفهم. وقال هونج "توصلت الصين بالفعل إلى استنتاج قبل فترة طويلة بشأن الاضطرابات السياسية وقضايا متعلقة حدثت في نهاية ثمانينات القرن الماضي". وأضاف أن الحزب سمح ب "مزيد من الاصلاحات (الاقتصادية) والانفتاح" منذ عام 1989، في حين لا يزال بناء الصين للديمقراطية والنظام القانوني يتحسن باستمرار". ومن جهة أخرى، ذكر رئيس تايوان ما ينج-جيو اليوم الاربعاء أنه يتعين على بكين أن تكون أقل قمعا للمعارضين السياسيين. تأتي هذه الدعوة في الذكرى ال25 لحملة القمع التي وقعت في ميدان تيانانمين (السلام السماوي) في الثالث والرابع من حزيران/يونيو 1989. وأضاف رئيس تايوان: "نحن الذين يعيشون في تايوان نعتقد أن نظاما ديمقراطيا مصمما بشكل جيد وشرعيا يمكن أن يسوي بشكل فعال الصراعات الاجتماعية". وأضاف أنه منذ رفعت تايوان الاحكام العرفية في عام 1987، يتم التسامح مع الاراء المعارضة وتعلم الاقليم أنه لا يمكن معالجة مخاوف الناس سوى بالديمقراطية القوية والحكومة الشرعية. ووقع رئيس تايوان العديد من الاتفاقيات التجارية مع بكين منذ توليه مقاليد السلطة في عام 2008 مما أثار احتجاجات في الشوارع ضد هذا التقارب. وستنظم العديد من المنظمات غير الحكومية والمجموعات الطلابية في وقت لاحق اليوم الاربعاء مسيرة على أضواء الشموع في تايبيه في إطار ذكرى حملة القمع في ميدان تيانانمين والتي جرى تنسيقها عالميا.