فاجأ مسئول ثقافي أردني وكاتب في صحيفة الحكومة الأولى متابعيه على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، حين فتح النار على وزير الداخلية حسين المجالي متهما اياه بنكران الجميل. مدير مركز الحسين الثقافي والكاتب في صحيفة "الرأي" عبدالهادي راجي المجالي أدلى باعترافات خطيرة على حسابه الخاص في "فيسبوك" وسرد خبايا وأسرار تكشف لأول مرة حول الخطاب الإعلامي لجهاز الأمن العام إبان الاحتجاجات والاعتصامات غير المسبوقة في تاريخ الأردن، في أعقاب اندلاع الربيع العربي في عدد من البلدان العربية منذ عام 2011. وأثار بوح المجالي موجة من ردود الفعل الصادمة في مجملها لما ورد في تدوينته، خصوصا تلك الجزئية المتعلقة بتلميحه لعلاقة إعلامية أردنية بمؤسسات سيادية ، وإساءته للأردن باستخدام بعض الألفاظ غير اللائقة حيث أنتهت حالة البوح بتوجيه شتيمة بذيئة "لوطني الأردن" ، بحسب صحيفة "رأى اليوم". وكشف المجالي كيف طلب منه نائب مدير الامن العام السابق اللواء محمد الرقاد مساندة مدير الامن العام حسين المجالي ( قبل ان يتولى حقيبة الداخلية في حكومة النسور الثانية) في أزمتي اعتصام دوار الداخلية او ما بات يعرف باعتصام 24 آذار، واعتصام السلفيين في محافظة الزرقاء، مشيرا الى أنه كان مكلف بمهمة محددة وهي ان لا يترك الباشا ( حسين المجالي) وحيدا في هذه الأزمة لإدراكه شدة هوس الاخير بالاعلام. ولفت الكاتب المجالي الى أنه هو من صاغ مصطلح الامن الناعم ، و"علّم" الباشا المجالي الحديث عن قواعد الاشتباك ، وانه هو من صاغ الرواية الأمنية الإعلامية في أزمتي (24 اذار) والسلفيين ، مشيرا إلى ان المؤسسات الأمنية والقصر يعلمان جيدا انه هو صاحب الفضل في خروج الاردن من الازمتين بسلام. وقال الكاتب ان الباشا المجالي "ظل يقتات على أوراق كتبتها وعلى إستراتيجية إعلامية أعددتها وفي كل أزمة كان يتم إخراجها للاستعانة بها". وتابع الكاتب اعترافاته قائلا : "بقيت صامتا منذ عامين راضيا بنصيبي فيما تتداول الناس "سواليف الباشا" في الأمن الناعم وقواعد الاشتباك، وانا من صغت الرواية الرسمية في منعطف خطر وكنت بحجم الوطن والحب وبحجم حروفي التي انثرها للناس′′. ويبدو ان نكران الوزير للجميل الذي يدعيه الكاتب، دفعته لقلب الطاولة وكشف المستور، فقد أوضح الكاتب المجالي بأنه الباشا كافأه بحجز سياراته على خلفية قضية مطبوعات ونشر غرامتها 5 الاف دينار ، وحين استنجد به للإفراج عن سيارته رد عليه قائلا: "انه القانون". وتابع المجالي بكائيته "الليلية" مستنكرا التجاهل الرسمي ل"خدماته"، ونكران المسئولين "لفضله عليهم"، متسائلا بصيغة تحمل تهديدا مبطنا "كيف يدفعوننا عنوة لان نكون معارضين سوداويين" . ويبدو ان المجالي لم يكن له في تلك اللحظة التي قرر بها البوح بكل ما يختلج صدره، سلطة على قلمه الغارق في البوح، فكان للجيش من بوحه نصيب. وتساءل الكاتب كيف ترث فتاة شقراء ترتدي الفوتيك (الزي العسكري) مقوماتها الوحيدة انها جميلة " في اشارة الى اعلامية أردنية تقدم برنامجا على شاشة التلفزيون الاردني"، شخصيات إعلامية وثقافية بحجم حيدر محمود وابراهيم شهزاده وصلاح ابوزيد في الدفاع عن الجيش، حتى "أخذت الجيش عطاءا" على حد تعبيره. وأثار حديث الكاتب حول علاقة الفتاة الشقراء بمسئولين وإشارته إلى أبواب المطارات التي تفتح لها، جدلا واسعا في الأوساط السياسية والإعلامية، وفتح شهية أصحاب "النوايا الشريرة" للإسهاب في تأويل مقاصد الكاتب المجالي. يشار الى ان الكاتب المجالي أغلّق حسابه الخاص على فيسبوك بعد ساعات من تداول الناشطين لتدوينته التي من المؤكد انه سيكون لها تداعيات على مستقبل الرجل المهني.