قالت صحيفة "هافينجتون بوست"، إنه كان يتعين على الحكومة المصرية توعية الشعب بشكل أكثر من خطر عدم التصويت في الانتخابات الرئاسية، مشيرة إلى أنه بدلا من ذلك قامت الحكومة بفرض غرامة 500 جنيه على من يمتنع عن التصويت بدلا من إقناعه بأن مصر من الممكن أن تتحول لنسخة من سوريا أو ليبيا إذ لم يؤد كل مواطن واجبه في الانتخابات. وأضافت الصحيفة الأمريكية، عبر موقعها الإلكتروني، أنه على الرغم من مجهودات الحكومة لإراحة الناس من عناء العملية الانتخابية وذلك عن طريق فرض إجازة رسمية بالنسبة لثاني يوم من أيام التصويت إلا أن المراسلين والصحفيين الذين ذهبوا لرصد الطوابير الانتخابية واللجان أجزموا بأنها كانت خاوية تقريبا، والطريف في الأمر أن الصور التي تم التقاطها من داخل اللجان أظهرت بعض المراقبين وهم غارقين في النوم! وذكرت الصحيفة أن اللغز الغريب الذي حدث بعد أن أعلن رئيس الوزراء الحالي إبراهيم محلب ثاني يوم من العملية الانتخابية أن الإقبال كان ضعيفا حيث وصلت النسبة إلى 30% فقط من المشاركة، الأمر الذي تحول بالنسبة لثالث يوم بعد أن ارتفعت النسبة إلى 46 %، يثير العديد من التشككات والتساؤلات والأهم من هذا أنه يفرض نظرية "طفح الكيل"- حسبما قالت الصحيفة. وأضافت أن "المسرحية الهزلية" التي بدأت منذ أن قالت وسائل الإعلام إن الملايين من المصريين قد فوضوا المشير عبد الفتاح السيسي لإطاحة الرئيس السابق محمد مرسي 30 يونيو الماضي، ولكن أن نتائج الانتخابات قد فضحت هذه المسرحية، على حد قولها. وقالت إنه إذا افترضنا جدلا أن الملايين قد فوضت السيسي للقضاء على مرسي وجماعته فأين ذهبت هذه الملايين حاليا أمام صناديق الاقتراع؟! وأشارت الصحيفة إلى ما نشرته منظمة "بيو"، إحدى المنظمات الأمريكية المختصة بنتائج الاقتراع حيث قالت المنظمة إن 52 % فقط من المصريين هم الذين أيدوا فكرة استيلاء الجيش على السلطة بينما 38 % من المصريين ما زال لديهم انطباع إيجابي عن جماعة الإخوان المسلمين المحظورة، الأمر الذي يعني أنه بالرغم من سلسلة الاعتقالات والقتل التي تعرض لها أعضاء الجماعة إلا أنهم ما زالوا يحتفظون بشعبيتهم السابقة. وأضافت المنظمة أن أغلبية المصريين يتمنون عودة مصر ما قبل ثورة يناير، وفي هذا الصدد قالت الصحيفة إن الانتخابات الأخيرة مهدت الطريق أمام السيسي ليعيد مصر إلى الديكتاتورية المسبقة لعهد الرئيس الأسبق حسني مبارك. وتابعت الصحيفة أن الأسطورة المزعومة التي جعلت من السيسي مطلبا شعبيا والرئيس الشرعي للبلاد تنهار الآن تحت قدميه - على حد وصف الصحيفة - حينما أقبل أقل من 20 % من الناخبين على التصويت له.