أسفر هجوم على أبرشية "نوترودام دو فاطيما"، في حي الكيلومتر 5 بعاصمة جمهورية أفريقيا الوسطى، بانغي، عن مقتل 11 شخص بينهم رجل دين، فيما أصيب 9 آخرين بجروح، بحسب رئيس الأبرشية، جيزوس مارسيال ديميلي. وقال ديميلي "دخل مجموعة من المسلحين المسلمين إلى باحة الأبرشية وبدأوا في إطلاق النار، ما أدى إلى مقتل 11 شخصا، بينهم الراهب بول نيازي، وإصابة 9 آخرين"، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء "الأناضول". وتابع: "تم نقل الجرحى لمستشفى قريب فيما نقل القتلى إلى مشرحة المستشفى المركزي ببانغي". فيما نفى الناطق باسم مسلمي الكيلومتر 5، أباكار عصمان، في حديث مع الأناضول، ضلوع المسلمين في هذا الهجوم. وقال عصمان: "يستحيل علينا نحن المسلمون أن نتجاوز الخط الأحمر حتى فاطيما "المكان الذي وقع فيه الهجوم"، لذلك نجهل كل ما جرى هناك، اطرحوا السؤال على أنتي بالاكا "ميلشيات مسيحية". وندد القيادي في سيليكا "ميلشيات ذات أغلبية مسلمة"، الجنرال موسى دافان، بهذا الهجوم. ومضى قائلا: "نحن في انتظار معرفة من يفعل هذا، سأعطيكم وجهة نظري المبدئية: أندد بهذه العملية لأنه لا أحد له الحق في المس بحرية المعتقد؛ الأمر يسري على السيليكا بشأن الكنائس المسيحية وعلى الأنتي بالاكا بخصوص المساجد". فيما اعتبر رئيس جمعية الشبان المسلمين من أجل السلام "لجنة شعبية"، محمد مختار، أن الهجوم يمثل تسلسلا منطقيا للأحدا، محملا "الأنتي بالاكا" مسؤولية ما حدث. وأضاف مختار أنه منذ 3 أيام يقوم الأنتي بالاكا بمهاجمتنا على 3 جبهات، يأتون من بوينغ وفاطيما وحي فوندو "أحياء في بانغي"، نحن مضطرون للدفاع عن انفسنا. وجاء الهجوم على الأبرشية في وقت يشهد فيه حي الكيلومتر 5، ذو الأغلبية المسلمة، منذ السبت الماضي، أعمال عنف نشبت بعد قتل ميلشيات "أنتي بالاكا" المسيحية لثلاثة مسلمين. ولم تنجح محاولة للتصالح بين المسلمين والمسيحيين في المنطقة، قادها جواكيم كوكاتي، المستشار الأمني لدى رئيس الحكومة، أندري نزاباياكي. وفي مارس من العام الماضي، انحدرت أفريقيا الوسطى، الغنية بثروتها المعدنية، إلى دوامة من العنف، وشهدت حالة من الفوضى والاضطرابات بعد أن أطاح مسلحو مليشيا "سيليكا"، ذات الأغلبية المسلمة، بالرئيس فرانسوا بوزيزي، وهو مسيحي جاء إلى السلطة عبر انقلاب في عام 2003، ونَصَّبت بدلاً منه المسلم "ميشيل دجوتويا" كرئيس مؤقت للبلاد. وتطور الأمر إلى اشتباكات طائفية بين سكان مسلمين ومسيحيين وشارك فيها مسلحو "سيليكا" ومسلحو "أنت بالاكا"، أسفرت عن مقتل المئات، وفقًا لتقديرات وكالة الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين، ما أجبر دجوتويا على الاستقالة من منصبه، بفعل ضغوط دولية وإقليمية؛ وتنصيب كاثرين سامبا بانزا رئيسة مؤقتة للبلاد. واستدعت الأزمة تدخّل فرنسا عسكريا، كما نشر الاتحاد الأفريقي بعثة لدعم أفريقيا الوسطى باسم "ميسكا"، ثم قرر مجلس الأمن الدولي، في العاشر من الشهر الماضي، نشر قوة حفظ سلام، تحت اسم "مينوسكا"، مكونة من 12 ألف جندي، في محاولة لاستعادة الاستقرار في البلد المضطرب.