تعجّ محافظة وهران غربي الجزائر، بالعشرات من المهاجرين المغاربة، الذين تسللوا إليها سرّا في السنوات الأخيرة، عبر الحدود البرية المغلقة بين البلدين، وامتهنوا زخرفة المنازل والمساجد، حيث أضحوا المطلوب "رقم واحد" في هذا المجال. وقال مصدر أمني، فضّل عدم الإفصاح عن اسمه، في تصريحات للأناضول، إن "العشرات من المغاربة تمكنوا في السنوات الأخيرة من دخول التراب الجزائري بطريقة غير شرعية عبر الحدود، وبالضبط بمدينة مغنية (500 كلم غرب الجزائر العاصمة). وتابع المصدر: "هؤلاء المغاربة يمتهنون زخرفة المنازل والمساجد واستقر بهم المقام بوهران؛ كونها ثاني أكبر مدينة في الجزائر بعد العاصمة، وفرص العمل فيها كبيرة". يشار إلى أن الحدود البرية بين الجزائر والمغرب مغلقة منذ 1994، حيث أقدمت الجزائر على غلقها، إثر تحميل المغرب للسلطات الجزائرية مسؤولية هجمات مسلحة استهدفت سياحًا إسبانيين في مدينة مراكش، وفرض تأشيرة دخول مسبقة على الجزائريين. مراسل الأناضول، التقى بأربعة شبان مغاربة، كانوا يباشرون أشغال طلاء فيلا بشارع سيدي الشحمي في وهران، إلا أنهم رفضوا الحديث عن طريقة دخولهم التراب الجزائري، واكتفوا بالقول: "جئنا إلى وهران لنعمل ونعيل أسرنا"، في حين أكّد صاحب الفيلا، الحاج معطي، أنه استعان بهؤلاء المغاربة لإعادة طلاء فيلته وزخرفتها، موضحا بأنهم "لا يحوزون على وثائق تتيح لهم الإقامة بطريقة قانونية على التراب الجزائري، بل مجرد مهاجرين سريين، إلا "أنهم يتقنون فن الزخرفة المعمارية" على حدّ قوله. وتابع معطي:"إنهم بحق فنانون في مجال الزخرفة، أنا منبهر بعملهم...لقد حولوا فيلتي إلى قصر". وبمنطقة بئر الجير شرق وهران، تتواجد فيلات فاخرة لمسؤولين، قام بزخرفتها وطلائها مهاجرون سريون من المغرب، إذ يُعجب المارة بتصميمها الخارجي؛ من خلال تلك الأشكال الهندسية التي تزين مداخلها وشرفاتها، ناهيك عن النقوش المحفورة عل الجبس الذي يزين السقوف. أما المساجد التي شيّدت حديثا في محافظة وهران، فتجد اللمسة المغربية حاضرة بقوة فيها، سيما مسجد أبي بكر الصديق بمدينة أرزيو شرق المحافظة، فأي مصلٍّ يدخله، إلا وتأسر ناظريه تلك الآيات القرآنية التي نقشت في أسقف من الجبس، وفي الحيطان كتبت بالصباغة، في مشهد جميل تناسقت فيه الألوان لتهدي الناظر لوحة فنية مميزة. وقال قويد بوسعيد، وهو مواطن ساهم في بناء المسجد، إن المهاجرين المغاربة أبدعوا فعلا في تزيين المسجد، إنه فعلا "تحفة معمارية" على حدّ تعبيره. ويعمل المغاربة المقيمون بطريقة غير شرعية بمحافظة وهران، في سريّة تامة، ولا يتجولون كثيرا في شوارع المدينة، خشية انكشاف أمرهم، وترحيلهم إلى بلدهم الأصلي، في حين يحرص مشغلوهم من المقاولين والمواطنين على توفير مساكن لهم، لكي يباشروا أشغال الزخرفة والطلاء التي أوكلت لهم لإنهائها في الوقت المحدّد. أمثال هؤلاء المغاربة كثيرون، ممّن لم تمنعهم الحدود البرية المغلقة بين الجزائر وبلدهم، من التسلل بغرض العمل في مجال والزخرفة بالجبس والصباغة، علما أنه لا توجد أرقام رسمية عن عددهم بالجزائر.