قالت مجلة "التايم"، إنه منذ أن قرر المشير عبد الفتاح السيسي الترشح للرئاسة بات من الصعب تحديد ما إذا كان العودة لحكم رجل له باع في الخدمة العسكرية أمرا سليما لإعادة البلاد إلى حالة الأمن والقانون أم هو عودة إلى الدولة البوليسية . وأضافت المجلة الأمريكية، عبر موقعها الإلكتروني، أنه من المقرر أن تعود البلاد إلى حالة الاستقرار والأمن سواء خارج الحدود أو في علاقتها مع الدول الخارجية، كما كان الوضع زمن حكم الرجل العسكري السابق في إشارة منها إلى الرئيس الأسبق حسني مبارك، كما تشير عناوين الصحف إلى فوز السيسي كنتيجة منطقية للانتخابات دون أن تدع أي مجال للشك في هذا الأمر لأنه أصبح السبيل الوحيد لإنقاذ البلاد من الفوضى والقتل التي تتسبب فيه الجماعات "الإرهابية". وأشارت المجلة إلى أن الأمر على أرض الواقع أصبح مرعبا حيث اختفى التواجد الأمني في الشوارع بشكل ملحوظ، مشيرة إلى اختفاء مخيمات حماية السفارة الأمريكية في التحرير كمثال. وأوضحت أن الناس الذين كانوا يشتكون قبل ذلك من الانتهاكات التي كانوا يتعرضون لها أصبحوا الآن لا يقومون بالأمر لأنهم يعلمون جيدا أنه بلا جدوى. في سياق متصل، قال أحمد عبد الله القيادي بحركة 6 أبريل، إن المشير عبد الفتاح السيسي يحاول إعادة بناء جدار الخوف الذي كان قد هدمته ثورة يناير. وتوقع عبد الله أن يتم إعلان جماعته كجماعة "إرهابية" بمجرد استيلاء السيسي على السلطة – حسب وصفه- وخاصة لأن معظم قيادات الحركة داخل السجون بالفعل بالإضافة إلى عدد لا بأس به من الصحفيين الثوريين. من ناحية أخرى، قال محمد لطفي المؤسس المشارك للجنة المصرية المستقلة للحقوق والحريات: "ترشح السيسي مجرد مقدمة لسلسلة من الأحداث الأخرى"، موضحا: "إذا كانت الحكومة المؤقتة الحالية تمارس هذا القدر الهائل من القمع إذا فما بالك بحكومة منتخبة!". وبينما اهتم عدد آخر من المشاركين في الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس حسني مبارك بإعادة الأمن أيا كان المرشح الفائز بالرئاسة ، قال أحمد مجدي، أحد المشاركين في حملة ترشح عبد المنعم أبو الفتوح الانتخابات الماضية، إن حمدين صباحي ضعيف جد في مواجهته مع السيسي كما أن النتيجة محسومة من الآن. وتأكيدا لما قاله مجدي قالت آية حسن أحدى المشاركات في حلمة أبو الفتوح أيضا، إن صباحي يبني حملته على أساس المساس بقيمة الجيش والتشكيك في وطنيته في حين أن الجيش هو الرمز الوطني الوحيد الذي تبقى لدينا ولا يجوز المساس به. فيما تساءل سعد الدين إبراهيم، باحث اجتماعي وناشط في مجال حقوق الإنسان، عن إمكانية عودة الدولة البوليسية مرة أخرى بمجرد فوز السيسي، وخاصة - حسبما قال - إن هذا ما يبدو عليه الأمر خارجيا، في حين أن أغلبية المصريين يرون في السيسي أملهم الوحيد لعودة الاستقرار . وأوضح إبراهيم: "المصريون شعب عاشق للاستقرار منذ عهد الفراعنة الأمر الذي ظهر في استقرارهم على ضفاف نهر النيل العظيم واشتغالهم بالزراعة منذ آلاف السنين، مضيفا:"هذا الأمر هو نواة أي مجتمع هيدرولوكي، أي المجتمع الذي يعتمد على وجود سلطة مركزية تحافظ على القانون والنظام وتنظيم حياة الأفراد، الأمر الذي يستحيل أن يتم تغييره الآن". وقال وائل نوارة، ناشط حقوقي آخر، إن الخوف من عدم الاستقرار هو الأمر الذي دفع المصريون إلى النزول للشوارع مرة أخرى يوم 30 يونيو ضد الرئيس السابق محمد مرسي، خوفا من استمرار الاضطرابات السياسية التي تبعت ثورة يناير، مؤكدا أن الشعب هو الذي أصر على خلع مرسي وليس الجيش كما يظن البعض. في النهاية، قالت المجلة إن الشيء الوحيد الواضح الآن أن البلاد لم تخرج من المرحلة الانتقالية بعد، الأمر الذي يظهر في مجالات عديدة تأثرت بالوضع مثل مجال السياحة والطيران، كما أن الحكومة الحالية تعمل على تحسين صورة الجيش عن طريق لصق صور للجنود الأوفياء الذي ضحوا بحياتهم فداء للبلاد مثل القائد عبد المنعم رياض مثلا، لعل هذا الأمر يجدي نفعا ويعيد ثقة المصريين والعالم في الجيش المصري.