سلطت مجلة "فورين بوليسي"، الضوء على المشهد السياسي في مصر حيث تساءلت ما إذا كان المشير عبد الفتاح السيسي سيعيد البلاد إلى حقبة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. وأضافت المجلة الأمريكية، في تقرير نشرته أمس الأربعاء، تحت عنوان "السيسى والرجل القوي"، عبر موقعها الإلكتروني، أنه بعد تحذير السيسي الرئيس السابق محمد مرسي قبل عزله، من وضع الجيش خارطة طريق لمستقبل مصر السياسي في حال عدم توصلهم إلى اتفاق مع معارضيهم، أدرك الجميع أن الإطاحة بمرسى ستكون تحت تهديد السلاح. وأوضحت المجلة أنه منذ ذلك الحين أصبح عبد الناصر فجأة في كل مكان في شوارع البلاد، حيث قام الباعة الجائلين في الشوارع ببيع صور عبد الناصر، والمشاركون في المظاهرات المؤيدة للجيش يرفعون صورة إلى جانب صور السيسى، مرددين هتافات "السيسي رئيسي!". واعتبرت "فورين بوليسي" أنه على الرغم من أن الناصريين في مصر ظلوا على مدى عقود مجرد قوة معارضة هامشية، إلا أن الوقت قد حان لهم، منذ وضع الجيش مرسي تحت الإقامة الجبرية، وإعلان مجموعة متنوعة من القادة الوطنيين في الجيش ورجال الدين والأحزاب السياسية المختلفة تشكيل حكومة انتقالية جديدة. وأكدت المجلة الأمريكية أنه بعد 6 أشهر من عزل مرسي، بدت تحركات السيسى تجاه الترشح للرئاسة حتمية، فالدستور الجديد، الذي باركه الجيش وفوض السيسي للرئاسة، تم إقراره بنسبة أكثر 98%، ما قد يمثل مستوى دعم مؤيدي السيسي كتفويض شعبي لترشحه. وأشارت المجلة إلى أن الأمور الحالية ساعدت الحكومة الجديدة لإسكات أي معارضة – حيث قامت قوات الأمن باعتقال الناشطين السياسيين الذين دعوا للتصويت ب"لا"، لافتة إلى أن تفويض السيسي من قِبل المجلس الأعلى للقوات المسلحة خطوة أخرى إلى الأمام بالنسبة للترشح. وأضافت المجلة أن ذلك يأتي في وقت يواصل فيه مؤيدو عبد الناصر هتافهم تأييدًا للرجل القوى، أملاً أن يتبع خطى بطلهم الراحل، ليس في طريقه نحو سحق الإسلاميين فحسب، بل في استعادة هيبة مصر الدولية، حسب قولها. وقالت المجلة إنه رغم زعم السيسى أنه حلم بالرئيس الراحل أنور السادات، لكن الصورة العامة التي يصنعها لنفسه قريبة من عبد الناصر، فلقد استغل الذكرى السنوية لثورة 1952، بعد 3 أشهر من الإطاحة بمرسى، للدعوة إلى دعم الجيش بالاحتجاجات المعارضة للإخوان المسلمين، كما زار قبر عبد الناصر.