تصدى ناصر بقوة لمحاولات نزع مصر من الجسد الأفريقي ناهض جمال عبد الناصر العنصرية المتفشية لدى الشعب الأفريقي السادات: شك عبد الناصر بمن حوله أد إلى أخطاء جسيمة في آدمية الإنسان "بوفاة جمال عبد الناصر أصبح المستقبل مشرقا أمام إسرائيل و عاد العرب فرقاء كما كانوا وسيظلوا باختفاء شخصيته الكاريزمية".. هذه كلمات الفرح المنبعثة من فم مناحيم بيجن رئيس وزراء إسرائيل الأسبق بعد وفاة الرئيس "الراحل جمال عبد الناصر" الذي كان يسبب الرعب لإسرائيل ويبعث بالأمان للعالم العربي. يمثل عبد الناصر للبعض رمزا للاستبداد والديكتاتورية كما ينال احترام وحب الكثير من الدول العربية والأفريقية، فكان له دور كبير في حركة التحرير التي قادها للخلاص من الاستعمار في العالم العربي والإفريقي حتى أطلق عليه لقب "رجل صانع المواقف". شخصية ناصر السياسية تقدم عبد الناصر في عام 1937 لتدريب ضباط الجيش في الكلية الحربية ولكن مشاركته في احتجاجات مناهضة للحكومة حالت دون ذلك وتم منعه من دخول الكلية واتجه لدراسة القانون فالتحق بكلية الحقوق بجامعة الملك فؤاد (جامعة القاهرة حاليا)، ولكنه ترك الكلية بعد فصل دراسي واحد ولكن لم ينس حلمه بالكلية العسكرية وأعاد تقديم طلب للانضمام مرة أخرى.. وهذه المرة قابل إبراهيم خيري باشا وزير الحربية وقتها ووافق على انضمامه للكلية. دور عبد الناصر الرائد في أفريقيا استحق الراحل جمال عبد الناصر لقب الزعيم وبجدارة عن دوره المنشود في استقلال أفريقيا والوحدة الأفريقية على الرغم من المخططات التي بذلت لنزع مصر من الجسد الافريقي والوقوف بالمرصاد امام سياسة عبد الناصر الأفريقية والتصدي لمحاولاته الداعمة للوحدة الأفريقية، إلا أنه لم يقف عاجزا أمامها بل تصدى لها بقوة، وأثبت شخصية مصر وعمق علاقاتها بأفريقيا على مر العصور. سطر عبد الناصر بيده صفحات مضيئة وخالدة في تاريخ القارة السمراء، وكان الطريق الذي سلكته أغلب الدول الأفريقية لنيل استقلالها، وأصبح في مقدمة صفوف الزعماء الأفارقة الذين دعموا مسيرة الوحدة الأفريقية، كما ناهض العنصرية المتفشية في الشعب الافريقي جراء الاستعمار وخاصة جنوب افريقيا التي شهدت أشد أنواع التفرقة العنصرية ولذا رأى عبد الناصر أن معركة التحرر من الاستعمار هي الميدان الحقيقي الفعلي للكفاح ضد التفرقة العنصرية. مقاومة الصهيونية وكان أكبر تحدي واجه عبد الناصر في افريقيا هو مقاومة التغلغل الاسرائيلي في القارة الأفريقية وظهر الاقحام الصهيوني في القارة بصورة زيارات واسعة قامت بها شخصيات إسرائيلية إلى ليبيريا وغانا ونيجيريا والسنغال وساحل العاج، وأدت جهودها إلى ازدياد شعبية إسرائيل في أفريقيا فأنشأت في 1959 قنصلية في السنغال وسفارة في غينيا. ومنذ ذلك أخذ عبد الناصر على عاتقه مهمة إنهاء التغلغل الصهيوني في المنطقة وكان بداية تحركاته في مؤتمر الدار البيضاء عام 1961، حينما لفت الأنظار إلى أن الصهيونية الدولية تعد من صور الاستعمار الجديد، وأن تقديم إسرائيل المعونات للدول الأفريقية التي لا تستطيع العيش دون المعونات الأجنبية إنما كان يعني أنها مجرد وسيط للتغلغل الاستعماري. الشك في شخصية عبد الناصر يقول الرئيس الراحل محمد أنور السادات في كتابه " البحث عن الذات" أنه لم يكن يعرف بعد كل جوانب شخصية عبد الناصر، والتجارب أثبتت أن عبد الناصر يشك في كل شخص إلى أن يثبت العكس حتى أنه شك في السادات نفسه وكان هو الوحيد الذى لم يدخل معه معركة أو يطلب شيئا لنفسه على حد قوله. أمنه الشخصي أهم وأضاف السادات ان شك عبد الناصر في كل من حوله جعله يهتم بأمنه الشخصي فوق كل شيء مما أدي إلى حدوث أخطاء جسيمة في مصر ضد أخطر وأهم ما كان يجب أن نحرص عليه وهو "آدمية الإنسان وإنسانيته" وقد وصل الشك بعبد الناصر إلى اعتبار كل من ينتقد حكمه ضد الثورة مما أعطاه الفرصة للتنكيل بالإخوان سنة 1965 واتهمهم بعمل تنظيم لقلب نظام الحكم والتخلص من عبد الناصر وراح ضحية هذا التصور الخاطئ الكثير من الاخوان وظل الجميع منهم في الاعتقالات لفترات طويلة. غياب القانون في عهد عبد الناصر غضب عبد الناصر من الإخوان جعله لا يفكر في إنسانية ولا كرامة ولا احترام للقانون، وفكرة محاولة الإخوان لاغتياله سنة 1954 ومحاكمتهم على جرائم تكاد تكون ملفقة يوضح غياب سلطة القانون وخاصة مع إقرار السادات نفسه عدم وجود قانون في فترة حكم عبد الناصر. ناصر وعامر تميزت علاقة الرئيس الراحل بالمشير عبد الحكيم عامر رفيق دربه بالصداقة القوية، ولكن السياسة والسلطة كفيلة بالقضاء على أقوى علاقات الصداقة فيما بينهم. وبعد حرب 1967 التي وضعت نهاية لمستقبل عامر، أعفي من كافة مناصبه واحيل للتقاعد، ثم وضع قيد الإقامة الجبرية في منزله في أغسطس 1967، وكان هناك إصرار على محاكمته ومحاكمة قيادات الجيش، مما لا يدع مجالا للشك أنه كان يجب التخلص منه ووضعه كبش فداء للنكسة. انتحار أم قتل توفى المشير عبد الحكيم عامر في 14 سبتمبر 1967 وقيل أنه مات منتحرا بسبب هزيمة الجيش المصري، ولكن بعض الجهات تقول إنه مات مسموما، كما اتهم نجله جمال طبيبه الدكتور إبراهيم بطاطا بقتل والده، مضيفا أن عبد الحكيم عامر أخبره بأن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يريد قتله وكتب ذلك في مذكراته. عبد الناصر والمثقفين أشاب علاقة عبد الناصر بالثقافة والمثقفين الكثير من اللغط وأثيرت حولها العديد من الأسئلة، وكذا علاقته بالإسلام السياسي.. فمثلا كانت رواية " أولاد حارتنا" للأديب الكبير نجيب محفوظ سببا في توقفه عن الكتابة لمدة سبع سنوات خوفا من القتل أو الشنق بالرغم من أن "أولاد حارتنا" واحدة من أربع روايات تسببت في فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل للأدب؛ إلا أن حدث على هذه الرواية مشاكل كثيرة في مصر توقف عن نشرها حرصا على وعد قطعه للسيد كمال أبو المجد مندوب الرئيس عبد الناصر بعدم نشرها. وكان محفوظ سعيدا بتولي جمال عبد الناصر رئاسة مصر، وكان أيضاً من المؤيدين له، ولكنه صدم فيه لأنه حاد عن الطريق، وكان يتخيل أنه سيدعم الحريات لكنه وجد منه غير ذلك، وفي عمله الأدبي "امام العرش" وهو أشبه بمحاكمة رمزية لحكام مصر من الملك مينا إلى السادات، وتكلم عن أعمال عبد الناصر العظيمة وأخطائه الجسيمة. يعتبر فئة كثيرة من الشعب المصري والعربي أن جمال عبد الناصر هو البطل والزعيم والحلم الذي لم يكتمل. اقرأ فى هذا الملف * أسرار خفية لم تعرفها من قبل عن زوجات «ولاة مصر» * محمد نجيب.. الرئيس المنسي * السادات.. الثعلب الذي غير موازين القوي في الشرق الأوسط * مبارك.. ثلاثون عاما انتهت داخل القضبان * رؤساء مصر المؤقتين.. من يومين إلى عام * الأطباق المفضلة لرؤساء مصر السابقين * زوجات رؤساء مصر في «عدسة» التاريخ * ناصر والسادات أفضل رؤساء مصر ومبارك ومرسي أسوأهم * اغتيال وقتل معنوي.. محاولات للنيل من رؤساء مصر ** بداية الملف