أكد الدكتور وائل الدجوي وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن الوزارة ممثلة في أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا تسعى خلال هذه الفترة إلى دعم كل الاقتراحات البناءة لحل مشكلات المجتمع المصري والمساهمة في التنمية المجتمعية الشاملة عبر رصد المشاكل سواء الطارئة أو المستمرة التي تعيق الاقتصاد القومي وترهق الحكومة مالياً، وتقديم حلول علمية وبدائل قابلة للتنفيذ يشعر بها المواطن وتسهم بطريق مباشر في تخفيف الأعباء عن المواطن أو الدولة ككل. وأشار الدجوي إلى أهمية القمح باعتباره محصولاً استراتيجياً تسعى الدولة لزيادة إنتاجه كماً ونوعاً، وأن منظومة القمح تقع في قلب اهتمامات أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، وبالتعاون مع مركز البحوث الزراعية وجهاز الإرشاد الزراعي تم إقامة 2000 حقل إرشادي في مختلف ربوع الجمهورية من أجل المساهمة في نشر أصناف القمح الجيدة. وأوضح أن هذه التجربة عبارة عن وحدات تخزينية عالية الكفاءة متوسطة السعة وذات جدوى اقتصادية مباشرة، في إطار تعاون أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا مع قطاعات الدولة المختلفة وسعيها الدائم لحل المشاكل وطرح البدائل العلمية في مختلف القطاعات. وصرح صقر أن مبادرة أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا لتنفيذ تكنولوجيا الصوامع البلاستيكية الأفقية (سعة 400-500 طن) لتخزين القمح، تعتمد تكنولوجيا متطورة تضمن العزل التام للحبوب المخزنة ومنع ارتفاع درجة حرارتها لمدة قد تصل إلى 18 شهراً، مع الحفاظ على توازن الغازات، مما يمنع نمو الفطريات والبويضات الحشرية. وأضاف صقر أن هذه التقنية لا تحتاج إلى استثمارات ضخمة كما الحال في الصوامع المعدنية الرأسية المكلفة، فضلاً عن التكلفة الباهظة للطاقة المستهلكة في عمليات التعبئة والتفريغ والتهوية لتلك الصوامع المعدنية. كما أن الطاقة الاستيعابية لتخزين الأقماح المحلية حالياً لا تزيد عن 45% من المحصول، وأن الطرق التقليدية في عمليات النقل والتداول والتخزين يعرض المحصول إلى فاقد كمي ( 10-15%) على أقل تقدير، ما يعادل مليون طن في المتوسط سنوياً تصل قيمتها إلى ما يعادل 3 مليار جنية بالإضافة إلى انخفاض جودة القمح المخزن نتيجة تعرضه للإصابات الفطرية والحشرية. وقال الدكتور عمرو فاروق المشرف على مراكز البحوث الإقليمية والمبادرات والحملات القومية: "خلال الشهور القليلة الماضية تم التعاون بين أكاديمية البحث العلمي ومعهد بحوث الهندسة الزراعية (الجهة المنفذة للمبادرة) بالتعاون مع إحدى الشركات المهتمة بهذا الموضوع". وتم دراسة المواصفات الفنية للصوامع والمعدات التي تناسب الظروف المصرية واستيراد الخط الأول لتلك المعدات والصوامع وتدريب مجموعة من الكوادر الفنية لتشغيله وصيانته لتتم التجربة التطبيقية الأولى لتلك التكنولوجيا، لتكون النواة الأولى لانتشار تلك التكنولوجيا كبديل للطرق التقليدية للتخزين في الشون الترابية. يذكر أن الفريق المنفذ للمبادرة سوف يقوم بإجراء القياسات وتحليلات الجودة للقمح المخزن بصفة دورية على مدار عام كامل في وجود لجنة متابعة من بنك التنمية والائتمان الزراعي ووزارة التموين للتأكيد على نجاح تلك التكنولوجيا تحت الظروف المصرية. بالإضافة إلى ما يبذله الفريق المنفذ للمبادرة من جهد مع الشركات المصرية المصنعة للمعدات وشركات إنتاج البلاستيك لدراسة إمكانية إنتاج تلك المعدات والصوامع محلياً لزيادة العائد الاقتصادي من تطبيقها وزيادة فرص انتشارها.