في محاولة لربط البحوث التكنولوجية بمتطلبات الصناعة والزراعة والبيئة, طرحت أكاديمية البحث العلمي حملة لتنفيذ مبادرات ابتكارية للمساهمة في حل بعض مشاكل المجتمع ومنها نقل تقنية لتنفيذ صوامع أفقية متوسطة السعة(400-500 طن) لتخزين الحبوب وذلك بالتعاون مع معهد بحوث الهندسة الزراعية بمركز البحوث الزراعية. وعن هذه المبادرة يوضح د. محمد الخولي الباحث الرئيسي للمشروع أنه نظرا لزيادة نسبة الفاقد في مخزون القمح نتيجة سوء عمليات التخزين في أماكن مكشوفة, وعدم القدرة حاليا علي بناء العدد الكافي من الصوامع الرأسية عالية التكلفة حيث إن المتاح منها يكفي لاستيعاب10% فقط من الطاقة التخزينية للقمح بما يعادل حوالي800 ألف طن فقط, نشأت فكرة التخزين في صوامع أفقية تتنوع أشكالها من أنفاق بلاستيكية فوق سطح الأرض تصنع باستخدام نوعية معينة من البلاستيك المعامل لعزل الحبوب عن الرطوبة ومياه الأمطار كما يمكنه التحكم في البيئة التخزينية للحبوب أو بمعني آخر التحكم في نسب الغازات الموجودة داخل العبوة والتي تعمل بدورها علي توفير الظروف الملائمة حتي لا تفسد الحبوب. ويعتبر نظام التخزين الأفقي نظاما فعالا وذو تكلفة بسيطة لتطوير النظام التقليدي الحالي في الشون الترابية دون الحاجة إلي استثمارات ضخمة, حيث يناسب التخزين الآمن للأقماح المحلية وكذلك المستوردة والتي تتعرض في أثناء النقل والتداول الي زيادة في المحتوي الرطوبي للحبوب, وارتفاع في معدلات النمو الفطري والميكروبي والبويضات الحشرية علي سطح الحبة, واختلاط الحبوب بالعديد من المواد الغريبة خاصة بذور الحشائش غير المعروفة والتي تكون من أخطر الأسباب لنمو أنواع غريبة من الحشائش التي تؤثربدرجة كبيرة علي الزراعة المصرية وما يتبعها من الحاجة الي مبيدات تكلف الدولة آلاف الجنيهات بالإضافة إلي ما ينتج عنها من تلوث لبيئة الإنسان والحيوان وينطبق ذلك أيضا علي ما يستجلب من بويضات حشرية غير معروفة. ويوضح د. محمد الخولي أن الدراسة المقارنة لتخزين القمح بالطريقة الحديثة عن طريق الصوامع البلاستيكية المغلقة والتي تصل السعة التخزينية لخط الإنتاج الواحد منها إلي90 ألف طن قمح فإن استخدام هذه التكنولوجيا تزيد السعة التخزينية بنسبة38% وتخفض تكلفة التخزين بمقدار54% وتقلل الفاقد الكمي لعملية التخزين بما لا يقل عن60% مقارنة بالطرق التقليدية المتبعة حاليا بالشون الترابية. وطبقا لحديث سابق للدكتور أيمن أبو حديد وزير الزراعية ل الأهرام فإن حجم الفاقد السنوي من القمح يصل إلي1.2 مليون إردب بما يعادل3 مليارات جنيه بسبب سوء التخزين. ومن المقرر طبقا للتنسيق المشترك بين وزارات التموين والبحث العلمي والزراعة أن يتم تنفيذ أول نموذج تجريبي للصوامع الأفقية بكفر الشيخ أواخر هذا العام, علي أن يليها تنفيذ سلسلة من الصوامع في مناطق مختلفة من الجمهورية طبقا لخطة وزارة التموين لوضع منظومة تقنية حديثة لتخزين الحبوب. من ناحية أخري, يشير د. عمرو هلال منسق المشروع وعضو غرفة الصناعات الهندسية إلي أن هذه التكنولوجيا مستخدمة في بلدان كثيرة مثل الأرجنتين وأوكرانيا والهند وبنما وجنوب إفريقيا و موزمبيق لتخزين ملايين الأطنان من الحبوب المختلفة كالقمح والذرة والشوفان. كما تستخدم التقنية نفسها في السودان منذ عدة أعوام لتخزين250 ألف طن قمح سنويا. وتطبيق هذه التكنولوجيا سيكون له مردود واسع علي المستوي الاقتصادي من خلال التخزين الآمن لمحصول استراتيجي مثل القمح كما انه يتيح للقائمين علي استيراد القمح بالتفاوض علي الشراء من الاسواق العالمية وذلك عند تدني الأسعار عالميا. ومن جهة غرفة الصناعات الهندسية والشركات التابعة لها فستقوم احدي الشركات بدراسة هذه المعدات والتعاون في انتاجها محليا لزيادة نسبة التصنيع المحلي بها. كما تشارك احدي الشركات العاملة في صناعة انفاق البلاستيك في دراسة هذه الصوامع البلاستيكية وانتاجها بالتعاون مع الشركات العالمية.