مواقف المشير السياسية غامضة.. ويستخدم السلطة الدينية لتعزيز شرعيته الكثير من المصريين ينظرون إلى المشير باعتباره المنقذ المحتمل من الفوضى التي شهدتها البلاد إسرائيل ستحتفظ بعلاقات وثيقة مع مصر في ظل رئاسة السيسي المسيحيون يتعرضون لعنف شديد من الإسلاميين بسبب دعمهم له الإطاحة بمرسي كانت هدية السيسي لصديقه فريد التهامي رئيس المخابرات مساحة لا يستهان بها احتلها وزير الدفاع السابق والمرشح الأوفر حظا في انتخابات الرئاسة المصرية بحسب استطلاع رأي كانت قد أجرته "نيويورك تايمز" أظهرت فيه المشير عبد الفتاح السيسي بأنه شخصية العام ووصفته بالفرعون المصري الجديد . التايمز الأمريكية اهتمت برصد مواقف وزير الدفاع الأٍسبق والمرشح ذي الخليفة العسكرية لواحدة من أهم دول الشرق الأوسط وإحدى كبريات دول الجوار للحليف الأمريكي الأهم " إسرائيل " ، لذا كان من المهم أن تتوقف التايمز أمام مواقف وقرارات المشير بالرصد والتحليل. الصحيفة الأمريكية قالت في مقال لها عبر موقعها الإلكتروني، إن دور السيسي - كونه القائد الفعلي لمصر- يثير تساؤلات حول ما إذا كان توليه مقاليد الحكم في مصر سوف يوقف نزيف العنف الذي سيعقب فوزه بالرئاسة، إذ يواصل أنصار مرسي تنظيم مظاهرات منتظمة في جميع أنحاء البلاد. وفي تقرير آخر، رأت الصحيفة أن السيسي يستخدم السلطة الدينية لتعزيز شرعيته، ويعول على الأغلبية الدينية المسلمة مستخدما في خطاباته مفردات وأساليب الرئيس الأسبق أنور السادات. وقالت "إن المسيحيين الذين دعموا "السيسي" بعد عزله الرئيس السابق محمد مرسي، يتعرضون لعنف شديد من الإسلاميين الغاضبين وأنصار الإخوان جراء دعمهم للسيسي . وتعليقا على إعلان السيسي استقالته من منصبه كوزير للدفاع وقائد أعلى للقوات المسلحة وتفرغه لخوض الانتخابات الرئاسية المصرية ، قالت الصحيفة إن ترشحه ما هو إلا إضفاء وتوثيق رسمي لتوليه السلطة ، التي يتولاها فعليا في الوقت الراهن ودون انتخابات عقب الإطاحة بحكومة الإخوان المسلمين. وأوضحت الصحيفة أن استقالة السيسي من منصبه أنهت قيادته المباشرة للقوات المسلحة، وأنه منع فرص أولئك الذين يواجهون تهما جنائية بمن فيهم الرئيس السابق محمد مرسي وأعضاء جماعة الإخوان من المشاركة في صنع مستقبل مصر. ولفتت الصحيفة إلى أن السيسي رتب وضعه بعد توليه حكم مصر وضمن ولاء قيادات المجلس العسكري آخذا في اعتباره تاريخا من العزل والإجبار على ترك السلطة مارسوه من قبل مع الرئيسين السابق مرسي والأسبق مبارك ، و لذلك سعى في الأسابيع القليلة الماضية لترك بصمته الأخيرة على تشكيل المجلس الأعلى للقوات المسلحة وذلك بتغيير كبار الضباط واختيار نائبه رئيس الأركان "صدقي صبحي " ليكون خليفته كوزير للدفاع، على حد قولها. ووصفت الصحيفة الأمريكية وجهات نظر السيسي وتصرفاته بشأن القضايا والأحداث السياسية المحتدمة في مصر ب"الغامضة"، مشيرة إلى أنه في أحد خطاباته وعد بتقديم "تصور واضح لمصر الحديثة والديمقراطية" في القريب العاجل. وحول منافسة المرشح الرئاسي حمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبي، للسيسي، وصفته الصحيفة ب"المنافس الوحيد ولكن الرهان ليس في صالحه". وعقب الإعلان عن الجهاز الذي قال الجيش المصري إنه يعالج مرض الإيدز وكذلك فيروس "c"، أوردت الصحيفة آراء العديد من الخبراء والمختصين والتي تلخصت في أن الإعلان عن هذا الجهاز في التوقيت الحالي يبدو مرتبطا بالسياسة وترشح السيسي للانتخابات الرئاسية. وبينما أوردت الصحيفة استياء البعض من ترشح السيسي لانتخابات الرئاسة المقبلة، ذكرت في تقرير آخر لها أنه بعد حوالي ساعتين من انفجار قنبلة مديرية أمن القاهرة تجمهر الناس حول مكان الحادث، يهتفون باسم السيسي- القائد الأعلى للقوات المسلحة آنذاك- الذي أطاح بالرئيس السابق محمد مرسي، وطالبوه بإعدام الإخوان، ملقين باللوم عليهم في جميع الانفجارات التي تحدث في مصر. وقبل إعلان السيسي ترشحه الرسمي للانتخابات الرئاسية قالت الصحيفة، إن استقالة حازم الببلاوي رئيس الوزراء السابق من منصبه يمهد الطريق لترشح السيسي. وحول الاستفتاء على الدستور في يناير الماضي قالت الصحيفة إن نتائج ذلك الاستفتاء كانت بمثابة تمهيد لإعلانه مرشحا للرئاسة. وأضافت الصحيفة أن الشوارع في مصر ممتلئة باللافتات التي تحث على تأييد التعديلات الدستورية من أجل استكمال ثورة 25 يناير 2011 منوهة إلى أن الكثير من المصريين ينظرون إلى السيسي على انه المنقذ المحتمل الذي يستطيع أن يضع حدا للفوضى التي شهدتها مصر لنحو عامين ونصف العام. وأوضحت الصحيفة أن خطابات السيسى كانت مؤشرا واضحا على أنه يرى الاستفتاء هو طريقه لخوض الانتخابات الرئاسية، والسبيل الأكثر أمنا وقانونية لتعزيز سلطته بعد الإطاحة بمرسى وتحقيق أحلامه. ونوهت الصحيفة الأمريكية إلى أن السيسى اقتبس شخصية صانع القرار في مصر بعد استيلاء الجيش على السلطة في يوليو الماضي، ولكن كانت هناك بعض الشكوك في ما إذا كان سيسعى للحصول على لقب رسمي للرئاسة أم سيظل في السلطة من وراء الستار. ووصفت تشجيع السيسي وحثه الشعب المصري للتصويت ب"نعم" على الدستور ما هو إلا تحقيقا لمصالحه الشخصية، بحسب قولها، مضيفة أنه يستغل شعبيته لاجتذاب الناخبين على التصويت بنعم في الاستفتاء الدستوري وكسب أصوات في حملته الانتخابية الرئاسية. ولفتت الصحيفة إلى أن السيسي سعى لإبراز نفسه كأنه الحارس والحامي لثورة 2011 مع الدعوة إلى بناء حياة ديمقراطية جديدة. وفي بداية عودة موسم برنامج "البرنامج" الذي يقدمه الإعلامي المصري الساخر باسم يوسف، علقت الصحيفة، بأنه عندما عاد الساخر يوسف لتقديم برنامجه على الهواء تساءل الجميع عما إذا كان لديه الشجاعة للسخرية من الجيش وقائده السابق عبد الفتاح السيسي، كما فعل من قبل بجماعة الإخوان المسلمين ورئيسهم مرسى، وهل سيستطيع الإفلات من العقاب إذا فعل ؟ وأشارت الصحيفة إلى أن برنامج باسم يوسف كان متوقفا خلال صيف مصر المضطرب، وعندما عاد لبث برنامجه في يوم 25 أكتوبر بعد "إطاحة الجيش بمرسي"، قدم حلقة هزلية أظهر فيها خبازا يبيع مخبوزات وعليها صور السيسى ويجبر الزبائن على شراء أكبر كمية من خبز السيسي وإلا سيتهمهم بعدم الولاء والحب للسيسى، بالإضافة إلى مشهد آخر لزوجة تتحدث على علاقتها الكارثية بزوجها الإسلامي وإعجابها الجديد بضابط عسكري ولكن بعد ذلك تم وقف البرنامج ثم عاد مرة أخرى على قناة أخرى. وعن إطاحة الجيش بمرسي اعتبرت الصحيفة، في أحدى تقاريرها، أن الإطاحة كانت أكبر هدية واعتذار تقدم به السيسي لصديقه اللواء محمد فريد التهامي ، حيث رد إليه اعتباره بهذا القرار ثم أعاده لمنصبه مرة أخرى كرئيس لجهاز المخابرات بعد أن أقاله مرسي أثناء حكمه ووجه له تهم بالفساد لذلك رأت الصحيفة أن الفترة ما بعد مرسي هي فترة انتعاشة للجيش. وذكرت الصحيفة، أن إسرائيل ستحافظ على علاقات وثيقة بمصر برئاسة السيسي وقد أكدت لواشنطنوالقاهرة معارضتها لوقف المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر والبالغة مليارا ونصف المليار دولار سنويا. وعن خطاب التفويض الذي طالب فيه السيسي الشعب المصري بالنزول لإعطائه تفويضا لمكافحة "الإرهاب"، حذرت "نيويورك تايمز" من جر البلاد إلى نفق مظلم بعد خطاب تفويض السيسي. ونقلت الصحيفة عن مايكل وحيد حنا، الذي يدرس السياسة المصرية في مؤسسة القرن (مجموعة السياسات ذات التوجه اليساري)، أن الخطاب كان "مشئوما جدا". وقال إن هدفه عزل الإخوان لكسب النفوذ في أي مفاوضات تنجم، وفي أسوأ الأحوال، فإنه بمثابة ضوء أخضر للعنف في المستويات الدنيا ويحتمل أن يعطي تفويضا لاستخدام القوة لتفريق الاعتصام، و" الحالتان كلتيهما سيئتين". وقالت الصحيفة، إنه في حين كثف خطاب السيسي مخاوف الإسلاميين من عودة الدولة البوليسية، إلا أنه من المحتمل أن يكون بمثابة تقوية ليد الإخوان المسلمين. اقرأ فى هذا الملف * «لوس أنجلوس تايمز» : ترشح «السيسي» للرئاسة أحرج أوباما * «جلوبال بوست»: هناك «هوس» بشخصية السيسي.. والمناخ العام مؤيد للجيش * «وول ستريت جورنال» : ترشح السيسي يعكس اشتياق المصريين إلى حكومة استبدادية * السيسي في صحيفة «واشنطن بوست» * دور الإعلام في صناعة القرار السياسي بالولايات المتحدةالأمريكية ** بداية الملف