أعلن عضوان في وفد الائتلاف السوري المعارض الذي يقوم بزيارة إلى واشنطن منذ الأسبوع الماضي، إن الإدارة الأمريكية لم تتخذ بعد قراراً نهائياً بشأن تزويد المعارضة المسلحة بأسلحة نوعية ومضادات طيران. وفي تصريح لوكالة "الأناضول"، اليوم الثلاثاء، قال هادي البحرة عضو الهيئة السياسية للائتلاف: "إن وفد الأخير عبّر للمسؤولين الأمريكيين الذين التقاهم في واشنطن مؤخراً عن حاجة قوات المعارضة لدعم تسليحي من الولاياتالمتحدة لتحييد التفوق الجوي الذي يتمتع به الأسد، على أقل تقدير". وأضاف البحرة أن الائتلاف طلب من المسئولين الأمريكيين أسلحة تضمن حماية المدنيين من الهجمات الجوية التي يقوم بها طيران النظام والتي أودت بحياة الآلاف منهم خلال الفترة الماضية. واستدرك بالقول إن الائتلاف يدرك أن الإدارة الأمريكية مقتنعة بضرورة حماية المدنيين السوريين ولكنها تتطلع ل"حلول من نوع مختلف"، لم يبيّن معالم تلك الحلول، إلا أن المسؤولين الأمريكيين عبروا مراراً عن قناعتهم بأن الحل للأزمة المندلعة في سوريا منذ أكثر من 3 أعوام لن يكون إلا سياسياً. ولفت إلى أن الإدارة الأمريكية لم تتخذ بعد قراراً نهائياً بمنح المضادات الجوية لقوات المعارضة، وقال "ليس هناك قرار نهائي تم اتخاذه بهذا الخصوص ولكننا نعلم أنهم يطالعون الموقف في سوريا بجدية وسوف نسمع منهم في القريب العاجل". من جهتها، قالت ريم علاف مستشارة رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الحربا: "إن المعارضة السورية لا تطمح للحصول على كميات كبيرة من الأسلحة من الولاياتالمتحدة، وإنما فقط لما يكفي لتحييد القوة الجوية لجيش النظام السوري". ولفتت علاف إلى أن وفد الائتلاف مرّر رسالة إلى المسؤولين الأمريكيين، لم تبيّن طريقة تمريرها، أنه في حال كانت واشنطن لا تستطيع أو لا ترغب بتزويد المعارضة السورية بالسلاح بشكل مباشر، فإن المعارضة ستكون ممتنة لها إذا سمحت لحلفاء آخرين، لم تسمّهم، بتزويد مقاتلي المعارضة بكميات محدودة من الأسلحة وعلى رأسها مضادات الطيران. وأشارت المستشارة إلى أن الائتلاف لا يسعى لإغراق سوريا بالأسلحة، وقالت "لا أحد يريد سيلاً من الأسلحة يغرق سوريا". ولفتت علاف إلى رفض المعارضة التدخل العسكري الأجنبي بشكل مباشر للإطاحة بنظام الأسد، مشيرة إلى أن المعارضة السورية هي من تتولى هذا الأمر بنفسها. وعبّرت مستشارة رئيس الائتلاف عن خيبة أمل الجربا وباقي فصائل المعارضة من العقوبات الأخيرة التي فرضتها واشنطن على مؤسسات ومسئولين تابعين للنظام السوري، معتبراً أن ذلك "ليس بالأمر الكاف". واشتكت علاف من محدودية المصادر التي تدعم المعارضة في حربها المتشعبة ضد إرهاب نظام الأسد وحلفائه من حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني والميليشيات العراقية، ومؤخراً إرهاب القاعدة، في إشارة إلى تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" أو "داعش". وكانت الولاياتالمتحدة فرضت عقوبات اقتصادية جديدة، الخميس الماضي، استهدفت البنك المركزي السوري، وشركة تسويق النفط السوري، وشركتي تكرير نفط سوريتين أيضاً، كما استهدفت 6 مسؤولين سوريين بارزين بينهم العميد بسام الحسن، مستشار الأسد. ومن المفترض أن يلتقي رئيس الائتلاف، مستشارة الأمن القومي سوزان رايس، في وقت لاحق من اليوم، لينضم إلى الاجتماع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وهو أمر قال عنه المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض جاي كارني، أمس الاثنين، إنه "من المحتمل حدوثه لكنه ليس على جدول مواعيد الرئيس"، وذلك في المؤتمر الصحفي اليومي للبيت الأبيض. وبدأ الجربا على رأس وفد رسمي من الائتلاف زيارة إلى الولاياتالمتحدة، الأسبوع الماضي، التقى خلالها مسئولين أمريكيين على رأسهم وزير الخارجية جون كيري ومن المتوقع أن تختتم الزيارة يوم غد الأربعاء. ويتوجّه وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، إلى العاصمة البريطانية لندن الخميس المقبل لحضور مؤتمر أصدقاء سوريا المعروف ب "لندن 11" للتباحث بخصوص جهود المجتمع الدولي لتخفيف المعاناة الإنسانية داخل سوريا، ودعم المعارضة السورية المعتدلة ودفع عجلة التحول السياسي.