القدس المحتلة : اكدت مصادر فلسطينية ان اجتماعا هاما يعقد السبت في العاصمة التركية انقرة بين وفدين رفيعي المستوى من حركتي حماس وفتح للاعداد لزيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى قطاع غزة لانهاء الانقسام. ونقلت وكالة "سما" الفلسطينية عن مصادر لم تسمها ان اربع شخصيات مركزية تشارك في هذا اللقاء مشيرة الى ان الاجواء ايجابية للغاية وان الاطراف تعمل جاهدة على اتمام المصالحة في ظل التغيرات الكبرى التي تجري في المنطقة والتي اصبح من المؤكد انها ستطال الاراضي الفلسطينية المحتلة حيث لن يكون باستطاعة فتح وحماس الصمود في وجه الارادة الشعبية المتصاعدة الرامية الى انهاء ملف الانقسام بسرعة ممكنة. ومن جهته ، اكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة "ان تصعيد الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة هو جزء مما اعلنته اسرائيل بأنها غير مرتاحة لاي اتفاق مصالحة يجري التوصل اليه بين حركتي فتح وحماس. وعبر ابو ردينة عن الامل في ان يدفع هذا التصعيد حماس الى "الاستجابة الايجابية وبسرعة للتفاهم مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لتشكيل حكومة من شخصيات محايدة تعد للانتخابات". وتعرضت مناطق عدة في قطاع غزة صباح اليوم لقصف مدفعي اسرائيلي الامر الذي اوقع عددا من الاصابات عدا عن اضرار اصابت منازل وموقعا امنيا. وفي سياق متصل ، نفى ابو ردينة صحة ما يتردد من انباء بان وفدا من حركة فتح سيتوجه الى قطاع غزة للاعداد للزيارة التي ينوي عباس القيام بها هناك للقاء الفصائل الفلسطينية ومن بينها حماس. وقال ابو ردينة "ان عباس سيذهب بنفسه الى غزة ولن يسبقه احد الى هناك" مشيرا الى "ان هذه الزيارة هدفها الاتفاق على تشكيل حكومة مستقلة تعد للانتخابات التشريعية والرئاسية". ووفق المتحدث فانه "لن يجري أي حوار على اي موضوع اخر سوى تشكيل هذه الحكومة لتجرى الانتخابات خلال ستة اشهر". واشار ابو ردينة الى "ان عباس كلف فريقا فنيا وليس قياديا للتوجه الى القطاع للاعداد لزيارته" مشددا على "اننا ما زلنا بانتظار رد واضح من حركة حماس بشأن مبادرة الرئيس هذه. وفي هذا السياق ، قال مسئول في حركة حماس إن الحركة ترحب بالمبادرة التي أطلقها الرئيس محمود عباس في شأن المصالحة، لكنه اشترط أن يبادر الرئيس بإجراء حوار شامل يتناول كل القضايا العالقة بين الجانبين فتح وحماس، مشددا على رفض دعوة عباس إن كانت تقتصر فقط على توقيع اتفاق مصالحة وتشكيل حكومة وحدة وطنية أيا كان عنوانها أو توصيفها. وأكد المسئول لصحيفة "الحياة" اللندنية ضرورة التوافق أولا على عقد حوار يبدأ بالقضايا الجوهرية، وعلى رأسها إصلاح منظمة التحرير كي تتمكن القوى والفصائل في الساحة الفلسطينية، ومنها حماس، من الانضمام إلى المنظمة وفق تمثيل حقيقي، مشيرا إلى ان "بند منظمة التحرير هو بند أساسي وجوهري، لذلك نريد حوارا يشمل كل القضايا ويبدأ من هذا البند لأن الإصلاح يجب أن يبدأ من الرأس، وذلك لن يتحقق إلا من خلال إجراء انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني، ثم المجلس التشريعي". ولفت إلى أن حماس لن تعلن عن موقفها من دعوة عباس إلا عقب الاجتماع بوفد فتح الذي سيزور غزة قريباً. وكان الرئيس عباس رد على مبادرة رئيس الحكومة المقالة في قطاع غزة اسماعيل هنية باعلانه نيته زيارة غزة لتشكيل حكومة جديدة تتألف من شخصيات وطنية محايدة، وذلك نتيجة ضغط من التظاهرات التي نظمها "الحراك الشعبي لإنهاء الانقسام" الثلاثاء الماضي في الضفة الغربية وقطاع غزة.