حذر صندوق رعاية الطفولة التابع للأمم المتحدة (اليونيسيف)، من أن نحو 50 ألف طفل يواجهون خطر الموت من جراء سوء التغذية هذا العام، في جنوب السودان التي مزقتها الحرب. وفي مقابلة حصرية مع وكالة "الأناضول" قالت دون بورتر رئيس الاتصالات الاستراتيجية لليونيسيف في جنوب السودان "لقد أصبح الأطفال معرضون بشدة لسوء التغذية، ولا سيما أولئك دون سن الخامسة". وأضافت: الأمر خطير للغاية، إذا لم نتمكن من الوصول إليهم بالتدخلات (الصحية)، نقدر أن 50 ألف طفل سيموتون من سوء التغذية هذا العام". ومضت قائلة: "تشير تقديرات اليونيسيف أيضا أنها (حالات سوء التغذية) ستتضاعف هذا العام، في ظل معاناة ربع مليون طفل من سوء التغذية الشديد الآن". ومنذ منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، تشهد دولة جنوب السودان مواجهات دموية بين القوات الحكومية ومسلحين مناوئين لها تابعين لريك مشار النائب السابق للرئيس، الذي يتهمه الرئيس سلفاكير ميارديت بمحاولة الانقلاب عليه عسكريًا، وهو ما ينفيه مشار. ولم تتوقف المواجهات الدموية بين طرفي النزاع رغم توقيعهما اتفاقا يقضي بوقف العدائيات بين الجانبين وإطلاق سراح المعتقلين من قادة المعارضة، بأديس أبابا، في 23 يناير/كانون الثاني الماضي. سقط ضحية الصراع أكثر من 10 آلاف شخص، وفقا لتقديرات الأممالمتحدة التي أشارت إلى نزوح نحو مليون آخرين، 51% منهم تقل أعمارهم عن 15 عاما بسبب موجة العنف التي تجتاح البلاد. بورتر ذكرت أيضا أن "الأطفال ضعفاء للغاية، ويعيشون في مخيمات مزدحمة جدا". وأضافت: "تتبعنا وسجلنا 3 آلاف طفل (مشرد) افترقوا عن أسرهم، ولكن الأرقام أكثر من ذلك بكثير، ونحن نحاول لم شملهم مع أسرهم". وتابعت المسئولة الأممية: "نقدم لهم سبل الانتقال لمساعدتهم في الوصول إلى أسرهم، ونوفر لهم وسائل النقلمن جزء إلى آخر في البلاد للانضمام إلى أسرهم". واستدركت بالقول: "لكن في بعض الحالات يكون لدينا أطفال غير مصحوبين (بمفردهم) تماما، ونرتب لهم من أجل البقاء مع عائلات أخرى". ولفتت "بورتر" إلى أن "الأطفال لا يزالون هم الضحايا الأكثر ضعفا خلال الأزمة". وأوضحت أنهم "تعرضوا للقتل، والإصابة، والتشويه، وتيتم بعضهم، وفقدوا منازلهم، وتقطعت بهم سبل الزرق تماما، وشهد البعض منهم آبائهم يقتلون، وأصيبوا بالفعل باضطرابات نفسية بشكل مفجع". لكن التهديد الرئيسي للأطفال بحسب "بورتر"، -وخاصة أولئك المقيمين في مخيمات النازحين داخليا- هو الالتهاب الرئوي. وأشارت إلى أن "الالتهاب الرئوي هو أكثر أسباب وفيات الأطفال في جنوب السودان"، وحذرت من أنه "في ظل أجواء باردة ورطبة دخل مخيمات النازحين داخليا، يمثل تهديدا خطيرا للغاية". ونوهت بورتر إلى أن الأطفال تهددهم أمراض أخرى أيضا، مثل الملاريا والإسهال. وأشارت إلى أن "اليونيسيف توفر المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي، والمراحيض المرتفعة (ذات مستويات مرتفعة عن الأرض)، بحيث لا تختلط مياه الصرف الصحي ومياه الفيضان لا يختلطان في موسم الأمطار". وزادت بورتر قائلا :"نوفر أيضا حملات التطعيم (بالتنسيق) مع منظمة الصحة العالمية وغيرها من الخدمات الصحية للأطفال حديثي الولادة وأمهاتهم". وأضافت :"لقد وفرنا مناخا صديقة للطفل في المخيمات، كما نقدم برامج تعليمية حول المهارات الحياتية فيما يتعلق بالحياة الصحية". وأدانت المسئولة في اليونيسيف عمليات تجنيد الأطفال (الجنود) للقتال في الصراعات المسلحة. وأردفت: "تتواصل عمليات تجنيد الأطفال في القوات المسلحة، لدينا خط اتصال مع الحكومة، وندعمها للقضاء على (ظاهرة) تجنيد الأطفال". واختتمت بورتر بالقول :"نحاول أيضا التواصل مع المعارضة للقضاء على الأطفال (الجنود) من صفوفها".