"باين جاب" محطة استخبارات استرالية للتجسس على الشرق الأوسط لصالح أمريكا!. أمريكا استغلت أحداث 11 سبتمبر لإجهاض عمليات تقنين حالات التجسس من قبل الاتحاد الأوروبي. بريطانيا تتجسس على الهواتف وغيرها من الاتصالات من مبنى سفارتها في القاهرة. غير مسموح للشركات بتأمين تطبيقات المحمول والكمبيوتر حتى يكون لأمريكا حق التجسس عليها. محطة "أوريم" الإسرائيلية بصحراء النقب أضخم محطات التجسس في العالم "على بعد ثلاثين كيلو متراً غرب مدينة بئر سبع وتحديداً على الطريق رقم 2333 يستطيع المار أن يرى بسهولة صفاً من الأطباق اللاقطة العملاقة الموجهة نحو السماء، تفضح هذه الأطباق وجود منشأة بنيت في تلك المنطقة النائية بغرض إخفائها عن العيون، وتدور في تلك المنشأة واحدة من أهم عمليات الاستخبارات الإسرائيلية وأكثرها سرية وتهدف إلى التجسس على دول الشرق الأوسط وأوروبا ودول أبعد منها". هكذا يبدأ الكاتب النيوزيلندي نيكي هاجر مقدمة كتاب "الآذان المترصدة.. كيف يتجسسون عليك - الجيل الرابع من الحروب"، الصادر عن دار "نهضة مصر" من ترجمة رحاب منير صالح. ويؤكد أن كل من هذه الأطباق اللاقطة مهمتها التنصت على أحد أقمار الاتصالات التي تدور حول كوكب الأرض فوق خط الاستواء. تراقب معدات هذه المنشآت المتطورة جميع رسائل البريد الالكتروني والمكالمات الهاتفية والمعلومات التي تنقلها الأقمار الصناعية بحثاً عن الأفراد والمواضيع التي تهم الاستخبارات والمنظمات العسكرية الإسرائيلية. يكشف الكتاب حقيقة منظمة "اتشيلون" بدولها الخمس والقابعة في نيوزيلندا لمتابعة دبيب البشر وأسرارهم وأدق تفاصيل علاقاتهم، عبر كل الوسائل المتاحة ومن خلال عديد من محطات وأقمار التجسس المنتشرة بعناية فائقة في كل بقاع العالم. الدول الخمسة في منظمة "اتشيلون" كما يشير الكتاب هي نيوزيلندا – أمريكا – بريطانيا – كندا – استراليا، وتستهدف المنظمة معظم الاتصالات المدنية في العالم. وقد قام المؤلف بالكشف عن وجود هذه القاعدة ونشر ما توصلت إليه في عام 2010، ويؤكد أن هذه هي المرة الأولى التي تصل فيها معلومات تخص هذه القاعدة إلى وسائل الإعلام، ويقول في كتابه: "عملي يتمثل في التحقيق في أنشطة المنظمات الاستخباراتية، حيث كشف لي أحد ضباط الاستخبارات الإسرائيليين عن وجود هذه المنشأة التي مارست أنشطتها بشكل سري من موقع آخر منذ عام 1970". يتابع: من هنا بدأت بالبحث في صحراء النقب جيئة وذهاباً بواسطة برنامج جوجل إيرث وصور الأقمار الصناعية التي يوفرها، لأجد علامات تدل على وجود قاعدة استخبارات إلكترونية كرة ضخمة بيضاء اللون تقع وسط تلك المنطقة المقفرة "هوائي تقصي الاتجاه، والذي يقوم بتحديد مصدر موجات الاتصالات"، وصفوف من الأطباق اللاقطة. وعن اهتمامه بالتحقيق في أنشطة المنظمات الاستخباراتية؛ يقول أنه بدأ هذا المشوار من موطنه نيوزيلندا، وعلى الرغم من بعد بلاده عن الشرق الأوسط، إلا أنه يؤكد أن بلده وجدت موطئ قدم لها في أحد أوثق التحالفات الاستخباراتية التي تجمع كلاً من بريطانياوالولايات المتحدة، وقد أدارت نيوزيلندا مرافق عمل استخباراتية كجزء من نظام الاستخبارات الأمريكي – البريطاني بشكل كامل تقريباً. ويؤكد الكاتب أن نيوزيلندا هذه الدولة البعيدة عن الشرق الأوسط، قامت بالفعل بالمساعدة في التجسس على دول تلك المنطقة. فعلى سبيل المثال في عام 2006 عثر أحد الصحفيين بمحض المصادفة على تقرير استخباراتي سري كان قد تم إرساله إلى رئيس الوزراء النيوزيلندي لإطلاعه عليه، وبعد ذلك وبدلاً من إعادته إلى مكانه المخصص وضع على سبيل الخطأ في الملفات العامة، لينتهي به الأمر في الأرشيف الوطني النيوزيلندي!. وقد احتوى هذا التقرير على قائمة بأهداف التجسس الخاصة بإحدى قواعد استخبارات الإشارات النيوزيلندية. لم تكن الاتصالات المستهدفة ذات أهمية بالنسبة لنيوزيلندا حيث شملت التجسس على جهات مثل: "الاتصالات الدبلوماسية اليابانية"، "الاتصالات الدبلوماسية الكورية الشمالية"، "القوات المسلحة الجنوب إفريقية"، "اتصالات الأمم المتحدة الدبلوماسية"؛ ويعلق الكاتب: " بالرغم من أنا نيوزيلندا من مؤيدي منظمة الأمم المتحدة الأقوياء علناً". كانت هذه الأهداف – يتابع الكاتب – مصممة بناء على أولويات وكالات الاستخبارات الأمريكية والبريطانية، كما وردت في التقرير الجملة التالية: "واظب المكتب الأمني للاتصالات الحكومية على جمع الاتصالات الدبلوماسية المصرية طوال هذا العام". مما يعني قيام جواسيس نيوزيلندا بمراقبة البرقيات الدبلوماسية المصرية نيابة عن قيادة الاتصالات الحكومية البريطانية، وهي وكالة استخبارات الإشارات التي تختص بمراقبة اتصالات الشرق الأوسط لصالح تحالف الاستخبارات الأمريكي البريطاني. ثغرة الدفرسوار لم يقتصر الأمر على نيوزيلندا كما يشير الكتاب، بل شاركت استراليا أيضاً في التجسس على دول الشرق الأوسط. حيث يوظف جهاز الاستخبارات الأسترالي السري عملاء يعملون من محطة في القاهرة على مساعدة الولايات المتحدة وبريطانيا في تجنيد جواسيس لهم في دول الشرق الأوسط، وتوجد أيضاً قاعدة استخبارات تقع في وسط الصحراء الأسترالية تحمل اسم "باين جاب" وتقوم بمساعدة الولايات المتحدة في التجسس على الشرق الأوسط، حيث ورد في كتاب يحمل اسم "العلاقات الرابطة" يتحدث عن تحالفات الاستخبارات الأمريكية والبريطانية؛ ورد أنه وفي الفترة التي نشبت فيها حرب أكتوبر بين العرب وإسرائيل عام 1973، قامت محطة "باين جاب" باستقبال اتصالات دول الشرق الأوسط التي تم التقاطها بواسطة أحد أقمار التجسس الصناعية الأمريكية، لتقوم الولايات المتحدة بعد ذلك بتمرير هذه المعلومات الاستخباراتية إلى إسرائيل، مما سهل اختراق الخطوط المصرية في سيناء بشكل كبير ما يعرف في مصر ب"ثغرة الدفرسوار". مغامرات الكبار يكشف الكتاب أنه عندما حدثت ثورة في الاتحاد الأوروبي على شبكات التجسس حاولوا سن قوانين لعمل تقنين لاستخدام هذه المنظومة، والحالات التي تفرض عليها التجسس إلا أن أمريكا استغلت أحداث 11 سبتمبر لإجهاض عمليات تقنين حالات التجسس، وهو ما يعنى أن أمريكا عندما شعرت بالتقنين أوجدت ذريعة لإخافة شعوبها!. كما يكشف الكتاب أن ألمانيا تشارك فى منظومة التجسس وعلى أراضيها محطات تجسس تابعة لمنظومة التجسس على الدول العربية، ويرصد الكتاب أن "مارجريت تاتشر" رئيسة وزراء بريطانيا، كلفت الفرع الكندى من المنظومة لتراقب مجموعة من الوزراء لديها لتعرف مدى ولائهم لها، ولم تستغل محطات التجسس فى بلدها حتى لا تتعرض للمساءلة وبذلك تحتال على القانون! . من خلال الكتاب نكتشف أيضاً، أنه عندما رفضت نيوزيلندا دخول بعض السفن الأمريكية النووية إلى أراضيها، قررت أمريكا معاقبة نيوزيلندا فاستخدمت بعض المعلومات لضرب سفينة على شواطئ نيوزيلندا؛ وكانت هذه أول عملية إرهابية فى هذه البلد الهادئة حتى تعود لتنفذ أوامر أمريكا. ويشير الكتاب إلى أن بريطانيا تقوم بالتجسس على الهواتف وغيرها من الاتصالات من مبنى سفارتها في القاهرة. ومن ضمن ما يكشفه الكتاب مدى سيطرة منظومة الأمن القومي الأمريكية على تطبيقات المحمول والكمبيوتر حيث أنه غير مسموح للشركات بأن تؤمنها بشكل كامل حتى يكون من حقها التجسس عليها. أذن إسرائيل المترصدة نشر هذا المقال كما يشير الكتاب بصحيفة "لوموند ديبلوماتيك" في سبتمبر 2010، ويتحدث عن قاعدة الصحراء التي تستمع لحديث العالم، حيث تعد محطة "أوريم" الإسرائيلية الواقعة بصحراء النقب من أهم وأقوى المواقع الاستخباراتية في العالم، ومع ذلك فحتى الآن فإن برنامجها للتنصت لم يتم كشفه بعد. فتلك القاعدة التي لم يسبق الكشف عن وجودها حتى الآن، بها أطباق صناعية هدفها اعتراض المكالمات الهاتفية، رسائل البريد الإلكتروني والرسائل الأخرى الواردة من الشرق الأوسط، أوروبا، أفريقيا وآسيا سراً، أما هوائياتها فترصد حركة السفن والتي قامت بالتجسس على سفن الإعانات التي كانت متوجهة لغزة في الأيام التي سبقت الاعتداء على أسطول غزة في شهر يونيو 2010. ووفق الكتاب، تستهدف قاعدة "أوريم" دولاً عدة، سواء صديقة أم عدوة. فقد وصفت محللة سابقة بالوحدة 8200، والتي كانت تعمل بدوام كامل على ترجمة الاتصالات المشفرة والرسائل الإلكترونية من الإنجليزية والفرنسية إلى العبرية، مهمتها بأنها كانت مهمة "مثيرة"، فهي تقضي وقتها في تفحص عديد من الرسائل الروتينية لاستخراج الكنوز الذهبية. فقد كان القسم الذي تعمل به يستمع، خاصة إلى "الاتصالات الدبلوماسية وغيرها من الإشارات التي تلتقط خارج الحدود" بالإضافة لبحثهم الدائم في مواقع الإنترنت العامة. ووفقاً لمصادرنا – يواصل الكتاب - فإن قاعدة "أوريم"، تمثل "مركز شبكة التجسس على الكابلات الموجودة بالبحر المتوسط، والتي تربط إسرائيل بأوروبا عبر صقلية"، بالإضافة لمراكز التنصت السرية الموجودة في مباني السفارة الإسرائيلية الموجودة في الخارج. كما تعد وحدة 8200 رسمياً جزءاً من الجيش الإسرائيلي، لديها أيضاً وحدات مراقبة سرية داخل الأراضي الفلسطينية. والصور التي تلتقطها القاعدة تكشف 30 هوائياً للمراقبة، مما يجعل "أوريم" إحدى أضخم محطات التجسس في العالم. عمليات تجسس الجيوش في 5 إبريل 1994، كما يشير الكتاب وجدت طفلة صغيرة مفكرة سوداء ملقاة بين الأعشاب الطويلة، إلى جانب أحد طرق ويلينجتون، فقامت بتسليمها إلى والدها ، وتعطي صفحات المفكرة لمحة عن سير العمل داخل الجيش النيوزيلندي. تعود المفكرة إلى رائد في الجيش يدعى سكوت تيرنر، تصف بطاقة المعلومات الموجودة داخل المفكرة الرائد تيرنر بأنه مساعد المدير لشعبة الحرب الإلكترونية في وزارة الدفاع، وهو منصب شغله لمدة شهرين. قرر الوالد إبلاغ الصحافة عن المفكرة. وكان أول ما صدم عيني الأب عبارة عن مجموعة رموز عسكرية مربكة، اتضح بعد ذلك أن هذه المفكرة تحوي معلومات تخص عمليات تجسس الجيش النيوزيلندي تفوق أي معلومات وصلت إلى الجمهور من قبل. تشمل التقاط اتصالات الراديو قصيرة المدى الخاصة بدول أخرى كالاتصالات العسكرية والدبلوماسية التي تتم بواسطة موجات الراديو ذات التردد العالي جداً، تضمنت المفكرة عمليات خاصة ومحددة لجمع المعلومات الاستخباراتية، وأسماء عدد من الضباط الذين قاموا بعمليات الاستخبارات الإلكترونية، وغيرها من الأمور. رفضت الحكومة ومسئولو الجيش التعليق بشكل قاطع على أية معلومات تتعلق بهذه العمليات الخاصة بقوات الدفاع النيوزيلندية الخاصة، والأشخاص الذين يربطون الجيش بمكتب أمن الاتصالات الحكومية الوارد أسماؤهم في المفكرة، كان رد الفعل الوحيد الصادر عن المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع: "إن الحرب الإلكترونية جزء عريق ، شرعي وطبيعي من العمليات العسكرية، ولا تعد تجسساً". ويؤكد الكتاب أن نيوزيلندا ساهمت بشكل سري في مختلف النزاعات في جنوب شرق آسيا، عن طريق عمليات التجسس الإلكترونية التي تمت في محطة سنغافورة، وهي محطة أنشئت منذ عام 1955 وحتى أوائل 1974، حيث قامت نيوزيلندا بإرسال ضباط استخبارات للعمل في محطة اعتراض سرية تقع في جزيرة سنغافورة تدار من قبل بريطانيا وأستراليا. حيث مثلت سنغافورة قاعدة لاستخبارات الإشارات البريطانية منذ الثلاثينيات، وكان لها دورها السري في مختلف النزاعات في جنوب شرق آسيا خلال هذه الفترة عن طريق عمليات التجسس الإلكترونية التي تمت في محطة سنغافورة، وهذا يعني الوقوف إلى جانب القوى الكبرى التي أججت هذه النزاعات، وبالنسبة لأغلبية المواطنين النيوزيلنديين فإن الطرف الذي انحازت إليه دولتهم هو الجانب المعتدي. إن القمع الذي تعرضت له المعارضة في ماليزيا وتايلاند، وزعزعة استقرار الحكومة في إندونيسيا والدمار التي أمطرت به كل من فيتنام ولاوس وكمبوديا لم يكن ليتم بدون هذه الأنشطة الاستخباراتية، كما يؤكد الكتاب. يذكر أن نيكي هاجر صحفي يعمل في ويليجنتون، بنيوزيلندا، ومؤلف كتاب "القوة الخفية: دور نيوزيلندا في شبكة التجسس العالمية" عام 1996 والذي كشف فيه عن شبكة الاستخبارات "إيشلون".