قال رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة، إسماعيل هنية، إن "حركة حماس عزمت على طي صفحة الانقسام الفلسطيني من أجل الشهداء والقدس والأسرى واللاجئين الفلسطينيين في كل مكان". وأكد هنية، خلال كلمة له عبر الهاتف في حفل تأبين "الشهيدين" عماد وعادل عوض الله، الذي أقيم في مدينة البيرة بالضفة الغربية، مساء اليوم الجمعة، على أن "حماس" ملتزمة ب"التطبيق الدقيق" لاتفاق المصالحة الفلسطينية. وشدد على أن اتفاق المصالحة سيكون "عمادا للشراكة الوطنية"، وستعمل جميع الفصائل من خلاله على بناء إستراتيجية تفتح الباب أمام كل الخيارات التي ستحسم "الصراع مع الاحتلال الصهيوني". وبتكليف من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وقّع وفد فصائلي من منظمة التحرير الفلسطينية اتفاقاً مع حركة "حماس" في قطاع غزة، في 23 إبريل / نيسان الماضي، يقضي بإنهاء الانقسام، وتشكيل حكومة توافقية في غضون 5 أسابيع، يتبعها إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني بشكل متزامن. ويسود الانقسام في الساحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس، منذ منتصف يونيو 2007، في أعقاب سيطرة حماس على قطاع غزة، وأعقب ذلك تشكيل حكومتين فلسطينيتين، الأولى تشرف عليها حماس في غزة، والثانية في الضفة الغربية وتشرف عليها السلطة الوطنية الفلسطينية التي يتزعمها الرئيس محمود عباس، رئيس حركة فتح. وفي سياق آخر، قال هنية: إن "عودة جثماني الشهيدين عماد وعادل عوض الله إلى ذويهم من مقابر الأرقام، بمثابة عودة الفاتحين، ودليل على انتصار الدم على الاحتلال الصهيوني ومن يتعاون معه". وكانت إسرائيل سلمت، مساء الثلاثاء الماضي، رفات جثامين أربعة قتلى فلسطينيين محتجزين في مقابر الأرقام السرية، وهم عادل عوض الله وعماد عوض الله من مدينة البيرة، وعز الدين المصري، وتوفيق محاميد من مدينة جنين. واتهمت إسرائيل، عوض الله بتشكيل جيش لحركة "حماس" يضم العشرات في الضفة الغربيةوالقدس، إلى جانب التخطيط لتنفيذ هجمات واسعة في القدس. واغتالت إسرائيل الشقيقين عوض الله في العام 1998 في مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية. وقتل عز الدين المصري في عملية "استشهادية" استهدفت مطعماً غربي مدينة القدس عام 2001، أما توفيق محاميد فقتل في عملية مماثلة في مدينة أم الفحم (شمالي إسرائيل) عام 2002. وتحتجز إسرائيل جثامين مئات الشهداء الفلسطينيين، شاركوا في عمليات ضد أهداف إسرائيلية، في مقابر تسميها "مقابر الأرقام"، نظرًا لأن تعريف الجثث بها يتم بالأرقام عوضًا عن الأسماء، بحسب بيان الحملة. وقدرت جهات حقوقية إسرائيلية وجود "مئات الجثث في مقابر إسرائيلية سرية، لقتلى فلسطينيين وعرب، شاركوا في هجمات على أهداف إسرائيلية"، بحسب بيانات متطابقة لتلك المنظمات، في أوقات سابقة. وتلجأ إسرائيل إلى هذه الطريقة لمعاقبة أسر الفلسطينيين الذين شاركوا في عمليات ضدها، بحسب الجهات الحقوقية ذاتها.