حذر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، اليوم الخميس، من خطورة الأوضاع في جنوب السودان، مشيرا إلى أن بلاده تتعاون مع دول الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق أفريقيا "إيغاد" لإنهاء الأزمة في جنوب السودان". وقال كيري في مؤتمر صحفي، اليوم، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا بحضور وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، إن "هناك معلومات أولية تشير إلى استهداف إثنيات عرقية بعينها (لم يحددها) في الحرب الأهلية". وحذر الوزير الأمريكي من "هذا السلوك الخطير"، معربا عن قلقه البالغ منه، ومتوعدا بأن مرتكبيه "لن يفلتوا من العقاب". وأضاف كيري، أن واشنطن تنسق مع إثيوبيا وكينيا وأوغندا لحل الأزمة في جنوب السودان. ووقع طرفا الأزمة في جنوب السودان اتفاقا أوائل يناير الماضي، برعاية أفريقية، وبوجود مبعوثين دوليين، يقضي بوقف العدائيات بين الجانبين وإطلاق سراح المعتقلين، وهو الاتفاق الذي جاء بعد المواجهات دموية بدأت منتصف ديسمبر الماضي، بين القوات الحكومية ومسلحين مناوئين لها تابعين للنائب السابق لرئيس جنوب السودان ريك مشار، الذي يتهمه رئيس البلاد سلفاكير ميارديت بمحاولة الانقلاب عليه عسكريا، وهو الأمر الذي ينفيه مشار. وتوصل طرفا النزاع إلى اتفاق "إعلان المبادئ" مؤخرا، يؤكد أنه لا حل للازمة السياسية في جوبا إلا بالحوار السياسي والديمقراطية، وأن انتقال السلطة يجب أن يكون بطريقة ديمقراطية، فضلا عن التأكيد على سيادة دولة جنوب السودان. في سياق آخر وخلال نفس المؤتمر، تعهد كيري بالقضاء على الإرهاب في منطقة القرن الأفريقي، واستئصال حركة الشباب في الصومال بالتعاون مع "إيغاد". وتأسست حركة "الشباب المجاهدين" الصومالية عام 2004، وتتعدد أسماؤها ما بين "حركة الشباب الإسلامية"، و"حزب الشباب"، و"الشباب الجهادي" و"الشباب الإسلامي"، وهي حركة مسلحة تتبع فكرياً لتنظيم القاعدة، وتُتهم من عدة أطراف بالإرهاب، وتقول إنها تسعى إلى تطبيق الشريعة الإسلامية. وعن عملية السلام في الشرق الأوسط، قال كيري إن "أمريكا ستواصل جهودها لتحقيق السلام الدائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين". واعتبر أن حل الصراع العربي الإسرائيلي هو إقامة دولتين إسرائيلية وفلسطينية، وجدد تمسك بلاده بدعم التفاوض بين الجانبين للوصل إلى "حل نهائي يحقق السلام في منطقة الشرق الأوسط". وقال كيري، إن أمريكا لن تتخلى عن التزاماتها في تحقيق السلام في الشرق الأوسط. وانتهت يوم الثلاثاء الماضي، مهلة مفاوضات السلام الفلسطينية-الإسرائيلية التي انطلقت برعاية أمريكية في يوليو الماضي دون التوصل لاتفاق، بعد 9 أشهر من المفاوضات.